العراقيون بين حرمانات لا حصر لها ومطالب تفوق الخيال
بقلم : نعمة عبد اللطيف
العودة الى صفحة المقالات

نحن ابناء بين النهرين.. ابناء حضارة وادي الرافدين الغنية ماديا ومعنويا. عشنا شظف العيش لسنوات طويلة، ذقنا عذابات الاضطهاد والسجون.. وتجرعنا مرارة الجوع والتشرد، والقتل على الهوية، هجر الملايين منا خارج الوطن، وشرد الملايين منا داخل عراقهم.. جففت اهوارنا، ولوثوا انهارنا ونشروا وزرعوا المواد المشعة والسامة في جميع انحاء عراقنا وزرعوا الموت في شوارعنا وبيوتنا.
نعيش الان في دوامة، نحن وحكامنا، واسمحوا لي ان اجمع بين الشعب وحكامه على الورق.. وعلى الورق فقط، لانكم تعرفون ان هذا الجمع من المستحيلات، ولكنه يفيدنا في سهولة التعبير على الورق. هل تمانعون؟! وهم يمانعون؟ لكل منكم رأيه، وما دمنا في بلد ديمقراطي!! وربما على الورق فقط!! فالديمقراطية تحترم الرأي الاخر، وهنا كل ما اريده على الاقل الان . وهل هذا بالكثير؟!
فينا التهاب السلب، الذي ملأ المصارف داخل العراق وخارجه بأموال السحت الحرام من الرشاوي، والابتزاز، وسرقة اموال الشعب التي وضعت بعهدته لقوت الشعب، او اعمار البلد الذي طاله الدمار من ادناه الى اقصاه ولا زال طليقا.. وفينا الذي ينام بلا عشاء، وفينا الذي يخاف ان تلدغه الافعى الغريبة التي وصلت بلادنا والتي شحنت بالسم القاتل.
والبطالة التي شلت قوى الشباب المنتج وجعلته فريسة سهلة لقوى الجريمة والمخدرات، وقطاعنا الزراعي الذي احتلته الآفات الزراعية والذي سلم منها امات العطش كل مظاهر الحياة فيه.
اما قطاعنا الصناعي فقد اقعده فتح الاسواق العراقية واغراقها بالبضائع الرديئة النوعية والرخيصة الثمن من جميع انحاء العالم، اضافة الى البضائع المغشوشة والمنتهية الصلاحية التي جعل بعض مستوردينا من عراقنا مكانا جيدا لنشرها بين ابناء هذا الوطن المساكين.
وتعليمنا الذي من المفروض ان يبقى في بؤرة اهتمامنا فقد اصابه التخلف والتردي في انتاجيته، وارتفعت نسب الرسوب والتسرب وشاعت فيه اساليب العقاب البدني والنفسي للطلاب من قبل الكثير من الادارات المدرسية والمعلمين. وبالرغم من اصوات الخيرين التي بحت من اجل اصلاح التعليم وتطويره فقد بقى من فلذات اكبادنا (700000) سبعمائة الف طفل في سن الدراسة الابتدائية خارج المدارس بسبب عدم قدرتها على استيعابهم، سيضافون الى جيش الاميين بعد بضع سنوات والبالغ سبعة ملايين امي. هذا جزء بسيط مما يعانيه مجتمعنا. اما مطالبه فتحتاج وقتا اطول وجهدا اكبر لعرضها.

  كتب بتأريخ :  الأحد 20-11-2011     عدد القراء :  1701       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced