لن اشتري بيت اسكن فيه بل أرض أدفن فيها
بقلم : المهندس زياد علي
العودة الى صفحة المقالات

معروفةٌ هي أحلام الشباب وخصوصاً الفئة العمرية بين الثامنة عشر وما دون الخامس وثلاثين إذ تتجسد اغلبها بين التفوق العلمي وٳستحصال أعلا الشهادات أو الاهتمام بٳختصاص معين يعتبر له هدف منذُ طفولته أو تأسيسهُ لأسرة وتربية أولاده حسب ما يراه صوابا ونفعً له وللمجتمع ,كل هذا وغيره من الأحلام و طموحات هي رائع ومنطقي لكل شاب أياً كان في هذا الكون فلا إنسان بلا أحلام وبلا طموح يعمل لأجله ويسعى لتحقيقه , لكن ما لا يعقل وما يجعل العقل يشت ويهتز وتختل موازينه هو عندما ترى إنسان في مقتبل العمر ليس له حلم وليس له هدف إلا كيف يوفر لنفسه كفنٌ ويضمن بضعة أقدامٍ من الأرض حتى يدفن فيها حين يموت , هذا ما لمسته هذه الأيام وأنا أتكلم مع مجموعة من الشباب في إحدى مناطق بغداد وقد هرعت حين سمعت احدهم يقول ( أنا لا أفكر بشراء بيت يأويني أنا وعائلتي بل أنا أفكر بشراء قطعة ارض حتى ادفن فيها ) وشجعه وأيده وسار معه البقية من الشباب , وهنا لا ارغب في التعميم على جميع هذه الفئة بهذا التفكير لكن أقول إنها سابقة خطيرة في اضمحلال أحلام هذه المجموعة ويكون همهم الأكبر هو كيفية إيجاد مدفن لهم ويتركون كل شيء غيره ويعتبروه ثانويا لا يرقى أن يكون مصب تفكيرهم وان كانوا اليوم مجموعة صغيره فغدا وبظل ما نشهده من تراجع كبير على جميع مستويات الحياة في البلد ستكبر وممكن أن تتحول إلى ظاهرة يتطلع لها الصغار قبل الكبار , وعلى هذا الصعيد يتاح لي أن أتسائل أين مؤسسات الدولة المعنية من تربية النفس وتوفير ما يلزم لإنشاء أجيال متفائلة بالحياة وان لم يكن هذا مجال عملها الفعلي إذا ما هو عملهم هل استخراج النفط وتوزيعه بطريقة ما انزل الله بها من سلطان أو نصب نقاط التفتيش التي انحسر دورها في التضييق على مسيرة الإنسان اليومية أو إنشاء الأرصفة وإعادة تأهيلها بعد بضعت شهور ؟, وكذلك أتسائل عن دور منظمات المجتمع المدني التي وصل عددها حسب الإحصائيات إلى ما يقارب الستة ألاف منظمة مسجله في دائرة المنظمات الغير الحكومية أليست هي من تعنى بتطوير الخبرات والقدرات البشرية وتستهدف الشريحة الواسعة من المجتمع .
كل هذه التساؤلات وغيرها تطرح على من يهمه أمر شبابنا ومصائر أحلامهم وطموحاتهم التي بدأت بالذبول واحدة تلوا الأخرى ,وتبقى جملة ذاك الشاب عالقة في ذهني ( لن اشتري بيت اسكن فيه بل أرض أدفن فيها ) .

  كتب بتأريخ :  الأحد 20-11-2011     عدد القراء :  1841       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced