رغم تحملها الأعباء المنزلية والأسرية المرأة العراقــــية توفــــر اوقـــــاتاً لبـــناء شخــــصيتها
بقلم : قاسم المعموري
العودة الى صفحة المقالات

الثقـــــــافية والاجتـــــماعية
تتطلع المرأة العراقية دوماً وبشكل جدي الى بناء شخصيتها الثقافية والمعرفية، وذلك من خلال مطالعتها للكتب الفكرية أو الاجتماعية أو استخدامها لوسائل الاتصال الحديثة والمتطورة كالانترنت وبرامج الحاسوب الأخرى. ولم تتخذ المراة من ذلك وسيلة للتباهي وحمل الثقافة شعاراً. بل ساهمت فعليا في صناعة الحضارة وبتفاصيل يومية من السلوكيات والتصورات والمقولات والأمثال الشعبية التي تختزن الحكمة وتختزن منطق ولغة التعامل الاجتماعي الذي يبدأ بمسكها لزمام الحياة الأسرية والاجتماعية لتصب بعد حين فضائل مدنية تؤسس من خلالها المجتمع المدني الذي يبتغيه الإنسان. ولمعرفة المزيد عن كيفية دخول المرأة عالم الثقافة بجوانبها وأجناسها المتعددة، التقت صفحة المرأة بعدد من النساء اللواتي استطعن تخصيص وقتاً للقراءة والمطالعة ومشاهدة البرامج التلفزيونية رغم انشغالهن بتدبير الأعمال المنزلية وتربية الأولاد، وتوفير متطلبات الزوج.
القراءة والمطالعة لا توثران على  الأجواء الأسرية والمنزلية
كوثر الكفيشي، موظفة وإعلامية في وزارة الدولة لشؤون المرأة  تقول: تقع على عاتق المرأة مسؤولية تثقيف نفسها بالمطالعة والقراءة وحسب تنظيم وقتها الأسري والاجتماعي. وكوني زوجة ولدي أطفال فانا استغل وقتي وأوزعه بحسب ما أراه مناسباً، وأول شيء يتبادر إلى ذهني بعد عودتي من وظيفتي هو ممارسة دوري كأم ومتابعة امور بيتي واولادي، فأراجع الدروس معهم، ثم انتقل بعد حين إلى احتياجات زوجي، وبعد هذه الأوقات تبقى لدي ساعتان تقريبا قبل النوم اقرأ خلالها مختلف المواضيع الثقافية، فضلا عن متابعتي لبعض البرامج التلفزيونية التثقيفية التي تتناولها القنوات العراقية والعربية التي تخص جانب المرأة حيث تطرح مواضيع تثقيفية وقانونية واجتماعية استفيد منها في حياتي العملية فأقوم بتطبيق ما قرأته او شاهدته فعلياً على أسرتي أو عملي الوظيفي، فتعم الفائدة منه، خاصة اذا تحدثت بما تعلمته في اليوم التالي إلى زميلاتي وأطفالي. ولا بد من الانتباه الى ان هذا الوقت يجب أن لا يؤثر على الأجواء العائلية وعلى الزوج بشكل خاص الذي يعود من العمل متعباً، والصحيح استغلال الوقت المناسب بعد راحته بالمناقشة والحوار من خلال طرح الموضوعات على شكل طرفة أو معلومة بسيطة بدون تعقيد.
استغلال الوسائل الحديثة لشبكات الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي
أما الموظفة ريم عقيل راضي  فتقول: التطور التكنولوجي الحديث كشبكات الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، ساهم بشكل كبير في اغناء ثقافة الانسان ومعرفته، فأنا مثلا اخصص وقتاً للبحث عن المواضيع الثقافية والقانونية التي تهتم بالنساء بشكل خاص. وتستطيع حتى ربة البيت من ممارسة عملها المنزلي حتى في المطبخ، وفي الوقت نفسه تتابع المواقع وتستفيد منها، خاصة إذا كانت تمتلك حاسبة شخصية أي "اللابتوب". أما بقية الأوقات فأيضاً استغل منها ساعة او ساعتين لامارس مطالعتي للكتب الثقافية وغيرها.
على المرأة العراقية تعويض ما فاتها من تهميش وإقصاء
وحول دور منظمات المجتمع المدني في استقطاب اكبر عدد ممكن من النساء لتوعيتهن بحقوقهن المدنية والقانونية تحدثت الناشطة النسوية هيام السوداني: لقد لحق الظلم والمعاناة بالمرأة العراقية في السنوات السابقة وتحديدا ما قبل عام 2003 حيث تعرضت الى التهميش والاقصاء من النظام التسلطي آنذاك، ما ادى الى جهلها بحقوقها، لذا لا بد لنسائنا من استغلال اوقاتهن بالبحث والقراءة والمطالعة لتعويض ما فاتهن. وإذا تعذر عليها ذلك فهناك البرامج الاذاعية والتلفزيونية، تستطيع الاستفادة منها اذا وجدت صعوبة باقتناء الكتاب. او زيارة منظمات المجتمع المدني والاستفادة من الدورات القانونية والانسانية التي تعطيهن معلومات مستفيضة بهذه المفاهيم الضرورية في حياتها.
بون شاسع بين المرأة
المثقفة والجاهلة
الناشطة والاعلامية خلود الأنصاري، قارنت بين المرأة المتعلمة والمرأة الجاهلة، تقول: هناك بون شاسع بين امرأة جاهلة لا تعلم من أمور حياتها سوى الأكل والشرب والنوم، وامرأة تحمل آفاق الحياة بين يديها، تنظم حياتها وفق ما تراه مناسبا لإسعاد نفسها وإسعاد من حولها، فالفرق جلي بين امرأة مثقفة تحمل عقلاً وفكراً متجدداً وتعرف ما عليها من واجبات وما لها من حقوق، فترجح كفتها في المجتمع، خاصة وانها تقود اخطر مؤسسة اجتماعية في الحياة، وهي الأسرة. لذلك على نسائنا الانتباه واستغلال جميع الفرص المتاحة لهن لقراءة ومطالعة كل ما يهمها ويخص شؤونها الفكرية والاجتماعية.

  كتب بتأريخ :  الإثنين 21-11-2011     عدد القراء :  1897       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced