دستور مجلس محافظة بغداد
بقلم : علي حسين
العودة الى صفحة المقالات

عاهدت نفسي ألاّ أتحدث عن مجلس محافظة بغداد وأركان حكمه، إلا أن حجم الأخطاء التي ترتكب من قبل أعضاء المجلس كل يوم أقوى من طاقتي على الوفاء بالوعد، قبل عام من هذا التاريخ قامت سرايا مجلس المحافظة بصولة النصر ضد اتحاد الأدباء والتي تبعتها صولات أخرى ضد جمعيات ثقافية ونوادي اجتماعية بعدها اكتشفنا أن السيد المحافظ عضو شرف في اتحاد الأدباء وانه يرعى الحركة الثقافية،



وان رئيس مجلس المحافظة من عشّاق المسرح العراقي ولا ينام قبل أن يسمع المقام بصوت يوسف عمر حصريا، وان أركان المجلس هم أكثر الناس اهتماما بتطوير بغداد وإشاعة البهجة والفرح فيها، يشاركون الناس أفراحهم ويمرون عليهم في أماسيهم.. طبعا المجلس خلال هذا العام توجه للاهتمام بالعاصمة فأقام المشروعات الكبيرة، التي أعادت للمدينة وجهها البهي وقضت على الاختناقات المرورية وانتشرت المساحات الخضر، والمجمعات السكنية أخذت مكان الخرائب المنتشرة، والأزبال أصبحت من الماضي، وتم القضاء على الرشوة وسرقة المال العام. وبعد أن انتهت المحافظة من مشاريعها الإستراتيجية هذه عادت وتذكرت أن هناك قرارا اصدره صدام  عام 1994 لتطبيق قانون الحملة الإيمانية الذي تم فيه استثناء القصور الرئاسية التي كانت تسهر حتى الصباح على أنغام "الجوبي" والعيارات النارية و"الويسكي" الذي ينقل في مركبات خاصة من دول الجوار، بينما الناس تنام خاوية البطون، مسلوبة الإرادة، تنام على ظلم وتصحو على قهر وذل، اليوم اكتشف فرسان مجلس المحافظة بان الداء الذي تعاني منه بغداد لا يتعلق بانعدام الكهرباء وغياب الخدمات والبطالة والرشوة التي انتشرت في معظم دوائر الدولة ولا المحسوبية والانتهازية التي تنخر بجسد الوطن.. الخطر الحقيقي هو النوادي الأهلية وقاعات المناسبات وسهر الناس في الليالي وهذا مخالف للشريعة حسب ظنهم، طبعا والمحال التي يديرها إخوتنا المسيحيون لأنهم مصرون على أن يعيشوا في العراق وهذا مخالف للدستور الذي أتحفنا احد اعضاء المجلس بفقرة كوميدية من النوع الثقيل حينما صرح قائلا "إن الدستور العراقي نص على عدم فتح الملاهي" طبعا الدستور الذي يتحدث عنه اعضاء مجلس محافظة بغداد لا علاقة له بالدستور الذي صوت عليه العراقيون عام 2005 والذي أكد عدم شرعية التعدي على الحريات الشخصية، إذن نحن أمام دستور جديد يبرر حملات القمع ومصادرة الحريات وهو دستور لا يختلف عن دساتير صدام التي كان ينظر إليها باعتبارها مجرد أوراق حين تقف عائقا أمام مشاريعه، يرميها إلى النار ليسطر بدلا منها اوراق أخرى تتماشى مع ما يريده، عدنا اليوم لنسمع ثانية خطب مجلس محافظة بغداد وكأننا نستمع لخطب "القائد الملهم" مارشات عسكرية تهيئ الناس لحرب ضد الرذيلة وانعدام الأخلاق، وكأن بغداد تحولت إلى ملهى وماخور ليلي كبير، فقررت العناية الإلهية أن ترسل لنا دعاة الفضيلة وحماة الأخلاق ليملأوا الأرض عدلا وفضيلة بعد أن ملأها الخطاة جوراً وبهتانا. مضحك ومثير للسخرية تشدق المجلس بالحديث عن الدستور، ونقول لهم، فليكن ذلك بالدستور الذي ارتضاه المجتمع، وليس على هوى المجلس الذي يريد أن يتخذ من الدستور وسيلة للقفز عليه، أو أن يفصل له دساتير على مقاسه مثلما كان يفعل "صكر البيدة".
دستور تفصيل وعلى المقاس، حيث يتم اللعب بالجمل والشعارات والعبارات "لعبة الثلاث ورقات".. مع أن النصوص والأحكام واضحة وراسخة ولا تقبل التحايل أو التأويل.

  كتب بتأريخ :  الإثنين 21-11-2011     عدد القراء :  1688       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced