من أوراق معلمة متقاعدة (2)
بقلم : نبيهة أحمد النعيمي
العودة الى صفحة المقالات

انتهيت من دراستي في كلية البنات عام 1962، وهذا العام كان هو عام زواجي من أبن خالتي، الضابط في الجيش العراقي، كان زوجي حسام رحمه الله، شابا وسيما وجميلا، كما أنه يتمتع بثقافة عالية، يتكلم اللغة الفرنسية مثلما يتكلم الانكليزية وكأنه تربى هناك، لهذا تم اختياره ضابطا في وزارة الدفاع، وكان حينذاك قريبا من الزعيم المغدور عبد الكريم قاسم، لهذا عندما تقدم لخطبتي لم أتردد في القبول، وفي الحقيقة كنت أتمنى ذلك بكل مشاعري. ولم تمر ثلاثة أشهر على الخطوبة حتى تم زواجنا، كان ذلك في العشرين من شهر أيلول، ورغم أن درجات حرارة الجو بدأت بالانخفاض، إلا أنه إقترح أن يكون شهر العسل في شمال الوطن، ورغم أنني كنت فرحانة في داخلي، ولكن لم أنسَ دموعي التي اختلطت مع دموع والدتي وهي تودعني في محطة القطار الذاهب إلى الموصل، وبالطبع لم تكن والدتي وحدها بل عدد من الأهل والأصدقاء. خالتي والتي هي أمه، أوصتني عندما أحتضتني في الوداع أن أهتم به، مثلما سمعت والدتي ومن خلال دموعها توصيه بي، عندما سار القطار بنا، ونحن في كابينة واحدة، وقبل أن نتجاوز محطة التاجي نسيت كل شيء.
واحتراما لذكرى زوجي لم أروِ ما حدث له معي في كابينة زواجنا، وربما الجميع لا ينسى ليلة زواجهم، إن كان سعيدا أو تعسا هذا الزواج، ولكن يجب أن اذكر احتراما للتأريخ ورموزه، من أن زوجي رحمه الله قد أخرج من جيبه مظروفا وقال لي، هذه هدية الزعيم الركن لك، وعندما فتحت المظروف وجدت فيه ورقة نقدية من فئة العشرة دنانير، ورغم كل التبدل في الأزمان، إلا أنني مازلت أحتفظ بهذه الهدية التي مازال لونها لم يتغير.
وصلنا إلى محطة الموصل والشمس لم تشرق بعد، ومن هناك أقلتنا سيارة الأجرة إلى كراج الشمال، وضعنا حقيبتينا في السيارة التي سوف تقلنا إلى سرسنك بانتظار أن تمتلئ السيارة بالركاب. كان بجوار الكراج مقهى ومطعم صغيران، طلب زوجي لنا فطورا من القشطة الموصلية والعسل الشمالي، وحقا كان فطوراً لذيذاً، وقبل أن ننتهي من احتساء قدح الشاي الثاني، نادى علينا سائق السيارة بالاستعجال، وكان واضحا من لهجته أنه كردي.

  كتب بتأريخ :  الثلاثاء 22-11-2011     عدد القراء :  1760       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced