بندى الشفتين تزهر أحلامنا، وتسترد عصافير حبنا عافيتها، كي تملآ الدنيا غناء،فياخذني زورق الوجد من أطراف أصابعي، كي أزرع بحر عينيك زنابق زرقاء، مادامت أسطورة الحزن تفرش جناحيها على رموش النسوة، وتروي حكايات القهر المتأصل في عباءات أمهاتنا، والتي منها تزهر في كل لحظة حكاية، تروى تلك المأساة وذلك البؤس، وإذ نختار واحدة من حكايات القهر تلك، فلابد أن نسميها حكاية الجوع، ونخلع عليها كل همومنا، مثلما يخلع الحكام عليها كل تبريراتهم العرجاء، من أجل أن يتوهم بهم البعض، فيتصورونهم حماة الفقراء، والمدافعين عن مظلوميتهم، تلك هي الحكاية، حكاية شعبنا الذي أبتلى بالجوع، مثلما أبتلى بحكامه،
بندى الشفتين تزهر أحلامنا، وتسترد عصافير حبنا عافيتها، فأستعيذ بها من الحكام، مثلما استعيذ بها من الزيف والإسفلت، حكامنا يوهمون أنفسهم ، مثلما توهم الصحراء من يجازف بتجاوز عواصفها، حكامنا يتناسون من أن الفقر هو أب الثورات، وثورات الفقر خبرتها الحكومات والحكام، فلا ينفع معها غير إسكات الجوع الذي يصرخ في عيون الأطفال، مثلما يعوي ذئبه في بطون أمهات الأطفال، عندما يرتفع عواء الجوع، فأنه لا يكتفي بأن يصم أذان الحكام، بل سوف يتجاوز ذلك إلى الإطاحة بكراسيهم، وما أيسر ذلك في ثورات الجوع، ويا لبؤس الحكام الذين تتهاوى كراسيهم بثورات جوع شعوبهم.
بندى الشفتين تزهر أحلامنا، وتسترد عصافير حبنا عافيتها، فلا يجب أن يكون هنالك وقت للصمت أمام الرياء، مثلما لا يجب أن يكون هنالك وقت إلى آفة الفقر، حتى لا تأكل الشوارع أقدام أطفال العراقيين، وحتى لا يتنفس الضيم في وجوه أمهاتنا، وحتى لا تموت ابتسامة النور على وجوه الصبايا العراقيات، وحتى لا تتجمد في عيون الشباب العراقيين أحلامهم، فلا بد أن يخرس الصمت أمام الرياء الذي يملأ به حكامنا الشاشات الصغيرة، مثلما يسودون بريائهم ملايين صفحات الصحف، ولابد أن ترتفع صرخة الرفض عاليا، فقد استشكلت الرؤيا بين الحكام وبين الفقر، حكامنا هم الفقر والفقر هو حكامنا، مادام 120 مليار دولار ميزانية الدولة لعام 2012، ونسبة 25 في المئة تحت خط الفقر من أبناء شعبنا.
كتب بتأريخ : الثلاثاء 22-11-2011
عدد القراء : 1879
عدد التعليقات : 0