أسئلة الرحيل الصماء
بقلم : ئاشتي
العودة الى صفحة المقالات

كل الطرقات أمام جنونك ِمغلقة، فابحثي عن غيمة عابرة، وانثري غابة شَعرك عند أنينها، فليس هناك غير أسئلة الرحيل الصماء، تلك التي تدوخ أدمغة حكامنا، حيث أنها تتزاحم في أقبية مجالسهم، وتنساب عبر أبواب حصونهم المعتمة، يهربونها إلى الشارع بألسنة من نحاس، ويتبارون في إدانتها رياء، فمنْ أوحى لهم بهذه الورطة؟؟ ولماذا أصاخوا السمع لصوت الناس؟؟وكيف ستكون الحال بعد الرحيل؟؟ وهل سيعود المحتل من الشباك حقا؟؟ فرائحة الخوف من رحيل المحتل تطوف في كل الطرقات، وتشرب ظنون حكامنا دفء أغطيتهم، وتنتزع الحيرة ُالصمتَ من صدورهم، ويرتاب حزنهم في توهج الفرح ثانية، مادامت أسئلة الرحيل صماء.
كل الطرقات أمام جنونك ِمغلقة، فابحثي عن غيمة عابرة، وانثري غابة شَعرك عند أنينها، مادام اضطراب وجع الرحيل يصم آذان حكامنا، ويستنزف كل بقايا شجاعتهم، مثلما يلملم الرحيل أسئلته الصماء ويرميها في وجوههم، واحدا تلو الأخر، من ْسيجعل المحتل يتراجع عن قرار رحيله؟؟ ومنْ سيحمي بقايا عسكر المحتل؟؟ وهل تتوفر ممكنات الحماية لحكامنا؟؟  أم ترى يرحلون مع المحتل؟؟ إن دائرة الأسئلة تتسع، وتطوي حبالها على رقاب حكامنا، فمازال هاجس الرحيل يقض مضاجعهم، يتوهمون من أن العراق سيحترق بعد هذا الرحيل، وفي الحقيقة تحترق أحلامهم وأمالهم ومصالحهم ونفوذهم، مثلما سوف تتكشف كل ألاعيبهم واحتيالهم وتزويرهم للحقائق، أسئلة الرحيل حارقة، لأنها بالنسبة إلى حكامنا أسئلة صماء.
كل الطرقات أمام جنوِنك ستفتح مداخلها، فابحثي عن غيمة عابرة، وانثري غابة شَعرك عند ابتسامتها، فمهرجانات الفرح لابد أن تأتي، فرح رحيل المحتل، ولتبقى الأسئلة الصماء تغمر حكامنا بضجيج عصيانها، فقد أزف الموعد، وشوارعنا ستمحو كل أثار عجلات المحتل ودباباته من اسفلتها، وسيرقص دجلة على الضفتين، مثلما يغني الفرات مواويله، وسنتذكر دائما الشاعر الراحل سركون بولص وهو يردد.
( الموت
هذا سيد عطشان،
سيشرب كل ما في آبارنا
من نفط، وكل ما
في أنهارنا
من ماء
الموت

هذا سيد جائع
يأكل أطفالنا بالآلاف
آلافا ً بعد آلاف
بعد آلاف
هذا سيدٌ
جاء من أمريكا
ليشرب الدم
من دجلة
من الفرات)

  كتب بتأريخ :  الثلاثاء 29-11-2011     عدد القراء :  1861       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced