زوجي أوصلني إلى الشماعية .. أرجوك أيها القاضي طلّقني منه!!
نشر بواسطة: Adminstrator
الإثنين 16-01-2012
 
   
د.معتز محي عبد الحميد
تقدمت الزوجة الشابة من منضدة القاضي ومن خلفها وقف محاميها .. فيما بقي الزوج ومحاميه في مكان آخر من غرفة القاضي ينتظران دورهما في الكلام ... وهنا بدأت الزوجة الشابة تأخذ نفسا عميقا تستجمع به شجاعتها وثقتها بنفسها ،



نظر إليها القاضي نظرة فاحصة ... كانت (ف) شابة كل ملامحها تنطق بالجمال والأنوثة ومظهرها يبدو عليه الثراء سواء من خلال ملابسها أو كمية الذهب التي تلبسها ، ولم تطل نظرة القاضي لها أكثر من ذلك ليسجل أول ملحوظة في القضية وبدأت (ف) بتوجيه حديثها للقاضي ...
قالت له والدموع في عينيها والكلمات تخرج من فمها بصعوبة ... يا سيدي القاضي اسمح لي أن أعرض لك قضيتي نيابة عن السيد المحامي ، فأنا حاملة شهادة قانون ولكن لم أشتغل بالمحاماة ، لكن مأساتي لا يستطيع احد مهما كانت براعته أن يصفها أفضل مني ، فلن يصف الجحيم إلا من عاش فيه وذاق مرارته ... سوف أحكي مأساتي التي عشتها مع هذا الرجل ... أنا طلبت الطلاق للضرر الواقع منه ... والضرر الواقع منه ليس ضررا ماديا فلن أدّعي عليه بالباطل ، انه كان يسبني ويضربني وحتى يسيء معاملتي ... لكنه ضرر اكبر بكثير من كل هذا لأنه يحاول أن يدمر حياتي كلها .. واسمح لي أن ابدأ من بداية حياتي مع هذا الرجل .. أنا من أسرة ثرية معروفة في الوسط التجاري، والدي لديه عدة مصانع مختلفة احدها يحمل الحروف الأولى من اسمي ... أراد والدي أن يوزع تركته وهو لا يزال على قيد الحياة حتى لا يختلف الأشقاء أو يسيئوا استغلال الثروة، وكان نصيبي ثروة ضخمة من العقارات ومصنعا ورصيدا ضخما في احد البنوك ... تعرفت على زوجي (م) منذ كنت طالبة في الكلية ... جمعتنا قصة حب جميلة ومنذ اليوم الأول للقائنا  الذي شهدته مدرجات المحاضرات وكراسي النادي .. وعندما تخرج  ( م )التحق بالعمل في احدى الوظائف في الدولة .. بعد ذلك تقدم لخطبتي ، في البداية لم يوافق والدي لتفاوت المستوى بيننا ولأنه بنظرة التاجر الفاحص استطاع تقييم زوجي تماما ، لكن أمام إصراري وحبي له وافق والدي مكرها ونصحني نصيحة ظلت هي حكمة حياتي بعده ... تزوجت ولم أكن قد حصلت على نصيبي من ثروة والدي ... وكانت هدية زواجنا دارا فخمة في إحدى ضواحي أربيل الراقية ... سارت حياتي الطبيعية كأي زوجين، يوم حلو ويوم مر ، ولكن مأساتي لم تبدأ إلا بعد أن وزع والدي ثروته ، وعندما حصلت على نصيبي منه أعاد علي نصيحته مرة أخرى والتي نصحني بها عند زواجي بـ(م) وكأنه يذكرني بها . منذ ذلك اليوم انقلبت حياتي رأسا على عقب فوجئت بزوجي يقدم استقالته من عمله في دائرته الحكومية لسبب تافه لم يكن ليتركه لو إنني امرأة فقيرة أو متوسطة الحال وفوجئت به يطلب مني مبلغا كبيرا ليفتح به مكتب محاسبة قانونية وحده .. كنت سأعطية المبلغ لولا أنني رأيت في عينيه نظرات الطمع والأسباب التي جعلته يترك عمله لأجلها جعلتني لا أثق في أن أعطيه دينارا واحدا ،وعرضت عليه أن يدير مصنعي ويساعدني في إدارته بدلا من أشقائي الذين يديرونه ، لكنه رفض وثار في وجهي .. بحجة حتى لا يقول الناس انه ينعم بأموال زوجته .. وتحولت المناقشة إلى مشاجرة عنيفة هددني فيها بالطلاق إن لم أساعده على أن يبدأ حياته من جديد ! هنا تذكرت نصيحة والدي الذي نصحني بها مرتين وهي : إن هذا المال مالك انت حرة تصنعين به ما تشائين لكن إياك أن تسلميه لزوجك لأنه رجل طماع وحاقد ولو حصل منك على أي شيء سيتركك ... في نهاية المشاجرة ترك زوجي البيت لفترة طويلة بعدها عاد من تلقاء نفسه دون أن أطلب منه ذلك وبدأ يتودد لي ولم أكن أعلم انه عاد بخطة شريرة ... بعد فترة اكتشفتها ، فقد كان يمارس معي أساليب مختلفة ليتهمني بالجنون وحدث الناس عني بشكل غير لائق ، وأخيرا أصابني مرض نفسي خطير حار فيه الأطباء ، فقد كنت أجد أشياء عجيبة تحدث حولي لا يراها إلا أنا وأظل أسهر بالأيام لا أنام لأنني كلما نمت على الفراش أشعر بأنني أنام على ثعابين وحيتان ... فعلا أوشكت على الجنون ، ولم أشف من ذلك إلا عن طريق احد الشيوخ الصالحين الذي عالجني بالقرآن الكريم وسمعت عندما استخرج الشيخ الجن من جسدي صوته وهو يحدث الرجل التقيّ الذي كان يقرأ القرآن والأدعية بان زوجي استعان بأحد السحرة ليعمل لي عملا يفقدني عقلي ويجعلني مجنونة ، وهنا اكتشفت خطته بأنه يريد أن يرثني وأنا على قيد الحياة ، ولما واجهته بما فعل حتى أتأكد ... وجدته لا ينكر ويصر على أن يقوم بهذا العمل مرة أخرى ولم يفلح معها في المرة القادمة أي علاج ... وفي وسط ثورته وسبه لي بدأت أساومه على طلب الطلاق وفوجئت به بكل نذالة يطلب مني مليون دولار مقابل أن يطلقني ... في تلك اللحظة بصقت في وجهه لأنني لم أكن أنوي دفع دينار واحد له ، لكنني فقط كنت اختبر أخلاقه، و قد أكد على صحة نصيحة والدي ... منذ ذلك التاريخ أقسمت عليه أن أحصل على كافة حقوقي منه وان ألجأ للقضاء ليعطيني حريتي وحقوقي ... بعد أن انتهت الزوجة من كلامها كان الزوج ينظر في الأرض بنظرات خزي وكان القاضي يستمع لها وهو ينتقل بنظره بينها وبين أوراق القضية والمستندات والشهود الذين قدمتهم للتأكيد على كلامها ... وأخيرا طلب القاضي من الزوج أن يرد على اتهامات زوجته له فأنكر الزوج كليا ما وجهته له الزوجة من اتهامات وأنها لا تحمل عليه أي دليل وقدم شهادات من مستشفى الأمراض النفسية تفيد بأنها بالفعل تعالج من مرض نفسي .. وأردف قائلا : إنها تريد الطلاق منه لتتزوج من رجل آخر أكثر ثراء منه ... وعاجله القاضي : هل لديك ما يثبت ذلك ؟ وأجاب محاميه لو كان لديه ما يثبت لرفع ضدها عدة قضايا وليست قضية واحدة .. ارتدى القاضي نظاراته وأرجع ظهره للخلف معلنا تأجيل القضية للمداولة .. وبعد ساعتين دخلت (ف) قاعة المحكمة ليعلن القاضي أمامها حكمه بتطليقها طلقة بائنة للضرر الذي حصل عليها مع احتفاظها بجميع حقوقها الشرعية استناداً للأوراق المقدمة والشهود الذين أكدوا كلامها.

 
   
 


 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced