عراقيون يطمحون إلى استبدال رائحة البارود بعبق الزهور
نشر بواسطة: Adminstrator
الجمعة 20-01-2012
 
   
متاجر بيع الزهور تلقى إقبالا ومشاتل للتعويض عن المستورد

بدأت تنتشر بين العراقيين ظاهرة تبادل الأزهار وإهدائها في المناسبات الاجتماعية بعدما خيمت على العراق سنوات طويلة من الحروب وانتشرت فيها رائحة البارود، لكن لا زال اقتناء الورود وتقديمها كهدية في المناسبات مقتصرة على فئة قليلة.

تلقى الزهور لاسيما في بغداد اقبالا كبيرا، بعدما بدأ الناس يحرصون على اقتنائها والتعامل بها كهدية أو مقياس صداقة وتعبير عن ود ومحبة .

وحين شرع محمد الأمين في تجارة الزهور في الكرادة في بغداد منذ نحو عامين، كانت الشكوك تراوده في النجاح، اما اليوم وبعد مضي نحو سنتين على عمله، بات هو والعاملين معه يتسابقون على تلبية الطلبات المتزايدة. ويقول: تطور الأمر بصورة ايجابية فعلا، حتى إننا بدأنا نعتمد على مشاتل عراقية تزرع الزهور بعدما كانت تُستورد بصورة كلية من تركيا والأردن وسوريا".

وتشاطر المعلمة ميسون السامرائي، الأمين الرأي في اقبال العراقيين على الزهور . وتصف السامرائي كيف انها قذفت الزهور البلاستكية في سلة المهملات لتحل محلها زهور طبيعية مثل الجوري والآس و الرازقي وعيون البزون .

وقبل ظروف الحرب والحصار الاقتصادي التي خيمت على العراق منذ نهاية السبعينيات، كان المواطن العراقي يحرص على اقتناء الزهور، وزراعتها . وكانت حدائق البيوت العراقية تمتاز بكثرتها وغناها بأنواع الزهور المعروفة برائحتها الشذية .
لكن الأزمات الكبيرة التي مر بها العراق، تسببت في انحسار هذه الممارسة الجميلة وتحولت الكثير من أرصفة المدن وحدائق المنازل الى مساحات قاحلة من التراب والاسمنت .

الزهور البلاستيكية
وفي الوقت الذي كانت فيه اغلب مدارس العراق تمتاز بحدائقها الغنية وزهورها اليانعة، خلت هذه المؤسسات التعليمية من المساحات الخضراء .
ومنذ نحو السنتين بدا يشعر المواطن العراقي بالزهور من حوله، فقد بدأت بعض البلديات بزراعة الزهور والنباتات ونشر المساحات الخضراء على الطرقات في المدن .

ويقول سعيد حسن الذي يبيع الزهور في كربلاء (108 كم جنوب غربي بغداد) ان الزهور البلاستيكية مازالت سائدة لكنها تنحسر مع مرور الايام وتحل محلها الزهور الطبيعية .
ويشير حسن الى ان بعض العراقيين بدؤوا يهدون الزهور الى المرضى الراقدين في المستشفيات او عند الزيارات لبعضهم البعض وهي عادة لم تكن متأصلة كثيرا في المجتمع .
زهور في المقابر
ويحدث الأمر في مقبرة السلام في النجف (160 كم جنوبي بغداد) أيضا، فقد بدأت ثقافة الزهور تدخل المقبرة الأقدم والأوسع في العالم .
فقد اشترى ابو عصام باقات من الزهور ليضعها على قبر ابنه المتوفي منذ أربع سنوات , ويقول ابو عصام : كان ولدي يحب الورود، وفي الفترة السابقة لم اكن أستطيع ان أضع الزهور على قبره بسبب صعوبة الحصول عليها . أما اليوم فان الأمر في غاية السهولة .
ونشرت وسائل إعلام عراقية ايضا عن ازدهار بيع وزراعة الزهور في الرمادي الى جانب التحف . ويلمح المرء اكثر من محل لبيع الزهور والتحف في المحافظة .

وبدا ان ثقافة جديدة تطل بوجهها على العراقيين، فقد انتشرت قاعة الاستقبال بالزهور لمناسبة زواج كامل الدراجي، حيث وجد أصدقائه في الزهور الطبيعية ذات الروائح الزكية فرصة في التعبير عن فرحهم بزواج صديقهم .
وعبر سنوات، كانت المؤسسات الحكومية ودوائر القطاع الخص تعاني من الافتقار الى الكائنات الخضراء و الزهور، وغالبا ما عوضت الزهور البلاستكية والتحف المصنوعة بتقنيات بدائية عن الغطاء الأخضر الطبيعي .

وفي شارع السعدون في بغداد عند مدخل الكرادة، تطل على المشهد عدد من محلات الزهور التي تضفي البهجة على المساحات القاحلة .
ويقول سعد حسن ان بعض المتاجر موجودة منذ بداية تسعينات القرن الماضي . ويتابع : انحسرت الزهور عن المنظر العراقي اليومي طيلة عقود، واقتصر اقتنائها على المؤسسات الحكومية القريبة من مراكز القرار والاغنياء، والسفارات الأجنبية. ويتابع : يشعر المرء اليوم ان اقتناء الزهور يجد صدى جديد له.

لكن حسن ما يزال يبيع الزهور الاصطناعية ايضا، بسبب الإقبال عليها، ويقول ان هناك من الناس من لا يفرق بين (الطبيعي والاصطناعي) . ويتابع: اشد ما يؤلمني حين يفضل بعض الناس الزهور الاصطناعية على الطبيعية .
والخطوة الايجابية في مجال تجارة الزهور، - بحسب حسن – هو ازدهار المشاتل العراقية التي توفر انواعا جيدة من الزهور، بعدما كان الموجود في السوق يقتصر على المستورد من الدول المجاورة .

وكانت أمانة بغداد نظمت في 2011 مهرجانا دوليا للزهور بمشاركة12 دولة عربية وأجنبية إضافة إلى المحافظات العراقية و بلديات بغداد .  كما احتضن قضاء الزبير في محافظة البصرة (545 كم جنوب بغداد)، في عام 2011 المهرجان السنوي الثالث للزهور الذي اشرفت على اقامته مديرية بلديات المحافظة ويستمر سبعة أيام .

محبو الزهور أقلية
ويشير محمد طارق الذي ينسق الزهور في محل الزهرة في مدينة المنصور في بغداد الى ان محبي الزهور يزدادون في العراق لكنهم مازالوا أقلية . و يتابع :نبيع الزهور في المناسبات الاجتماعية للأفراد، وفي المناسبات الوطنية للمؤسسات الحكومية .

وافتتح المهندس سعد جاسم مشتلا للزهور جنوب بغداد، حيث يوفر الزهور للعديد من المتاجر . وبحسب جاسم فان زراعة الزهور عملية معقدة تحتاج الى الرعاية المستمرة في ظل أوضاع مضطربة نسبيا . ويرى جاسم ان هذه التجارة تتأثر بالأحداث السياسية والأمنية اكثر من غيرها، ولهذا يتوجب الحذر في التوسع بها . ويرى جاسم ان المشاتل تعتمد على الأوضاع الاجتماعية، وحركة النقل وانسيابية ايصال الأزهار الى المستهلك في الوقت المناسب، ذلك ان اي تهاون في هذه الخطوات يسبب خسارة كبيرة .

وبحسب جاسم فان عدد متاجر الزهور في بغداد كلها يتواجز الخمسين متجرا، اما في باقي المدن العراق فان المعدل يتراوح بين خمسة الى عشرة محلات في مراكز المدن . وتباع الزهور في العراق بأسعار تتراوح بين ثلاثين الى خمسين الف دينار للباقة الواحدة من الزهور الجيدة والأنواع المميزة .
ويعتقد طارق ان اقتناء الزهور في ثقافة المواطن العراقي مازال يعد ترفا، وسيمر وقت طويل قبل ان يصبح ضرورة يومية .

ايلاف/وسيم باسم من بغداد

 
   
 


 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced