قيصرية كركوك سوق عصري بمزيج من الماضي
نشر بواسطة: Adminstrator
الإثنين 13-02-2012
 
   
كركوك/(اكانيوز)-
يعد سوق قيصرية كركوك من اقدم الاسواق التاريخية في كركوك ويقع بالقرب من القلعة ويعتقد المؤرخون انه بني بحدود العام 1855أثناء حكم العثمانيين واعيد تعميره في عام 1978.

يتميز هذا الصرح الاثاري بدقة صناعة بنائه حيث شيد على أساس الاوقات، إذ يحتوي على 365 دكاناً ترمز الى عدد أيام السنة، و 24 فرعاً ترمز الى عدد ساعات اليوم، و 12 غرفة صغيرة في طابقه العلوي كأشارة الى عدد أشهر السنة، و 7 ابواب اشارة الى عدد أيام الاسبوع.

ولم يكتف معماريو السوق بذلك، بل هداهم خيالهم الخصب الى ان يجعلوا أحد المداخل السبعة تستقبل الشمس حين تشرق، ومدخل آخر يودعها حينما تغيب. ويستقطب السوق أرباب الحرف المتنوعة وزبائنهم، فقد شغل دكاكينه البزازون، والعطارون، والنساجون، والخفافون، والخياطون، وصباغو الاقمشة والغزول والاصواف، وباعة المفروشات.

ويتميز السوق، كبقية الابنية التاريخية والتراثية في كركوك معمارياً بأقبيته وأقواسه وعقوده وزخارفه، ومن أبرز خصائص قبة هذا السوق تخفيف القوى الضاغطة على الجدران، وبالتالي على أساس البناء، وتعلو سطح القيصرية قبب مسطحة في منتصف كل منها فتحة سقفية لأغراض الاضاءة والتهوية.

أما الاقواس التي تزين مداخل السوق ودكاكينه فهي من الجص أو من الرخام المدبب، القيصرية، هذه مثل أية بناية تاريخية وتراثية في كركوك لا تخلو من الزخارف التجميلية والرسوم التراثية والقومية والثقافية تترجم واقع المكون السكاني الأصلي في المدينة.

ويقول مدير آثار كركوك أياد طارق لوكالة كردستان للانباء(آكانيوز) إنه "بالنسبة لقيصرية كركوك قامت الهيئة العامة للتراث بصيانتها في مطلع الثمانينيات وتأجيرها إلى المواطنين، وحاليا يوجد وارد نقدي معين من القيصرية للدولة".

واضاف ان "هذا السوق له تأثير كبير جداً في ازدهار الحركة التجارية في محافظة كركوك، بسبب قدم هذا السوق ووقوعه في مركز المدينة، وهناك إدامة وترميمات مستمرة لسوق القيصرية مع جباية مبلغ مالي من أصحاب المحال التجارية كإيجار قيمته (50) الف دينار سنوياً، وتودع هذه الأموال في الهيئة العامة للآثار والطرق في بغداد بصكوك تُدفع من قبل المستأجرين".

وعن الترميمات، اضاف طارق "نعم قمنا بترميمات واسعة لأسطح مباني سوق القيصرية، ووضعنا كاشي "الاشتايكر" والماستك (قير عازل للمياه)، وزودنا المحال بأبواب حديدية للحفاظ عليها من السرقة، وقمنا بنصب مظلة كبيرة من الحديد والصفيح المضلع في الواجهة الأمامي للسوق لكي لاتؤثر الإمطار على المحلات في فصل الشتاء".

وتابع قائلا "كذلك تم تنصيب مظلات داخلية لتجنيب المتسوقين والمارة أشعة الشمس الحارقة في فصل الصيف، هذا السوق يعتبر من المراكز التجارية المهمة في محافظة كركوك، وأنه سوق تراثي وهو مصدر للسياحة المحلية من جميع المحافظات العراقية".

وقيصرية كركوك لم تكن سوقا فحسب، بل باتت مزارا سياحيا وتجاريا وأثريا مهما يجذب إليه يوميا آلاف الزوار والسياح، إضافة إلى العابرين المتوجهين لزيارة مدن اقليم كردستان بهدف السياحة أو الاصطياف والذين يجدون في كركوك محطة للاستراحة.

وبحسب مصادر تاريخية فان القيصرية كلمة تعود إلى القيصر وهو ما يطلق على الإمبراطور الروماني، كما أطلقت الكلمة على عمليات الولادة التي تتم عبر فتح بطن الأم لاستخراج الجنين وتسمى عملية قيصرية، وسميت بذلك نسبة إلى الإمبراطور الروماني أغسطس أول شخص ولد بهذه الطريقة.

ويشتهر سوق القيصرية في بيع الملابس والذهب والاعشاب والاواني النحاسية والمستلزمات المدرسية ومواد التجميل للنساء ومنتجات اخرى.

وعن الدول التي يتم استيراد البضائع منها، يشير منتظر جهاد المولى وهو تاجر في قيصرية كركوك لـ(آكانيوز) أن "ايران وتركيا والامارات وسوريا هي وجهتنا في استيراد المنتجات ومنها الذهب ومواد التجميل، والمواد الاخرى تأتي من بغداد عن طريق وسطاء في دول اخرى".

ولا يقتصر السوق التاريخي على الاستيراد، فهناك حرف يدوية ابدع فيها اصحابها ومنها صناعة الفخار والاواني النحاسية فضلا عن صناعة الليف وغير ذلك.

 
   
 


 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced