عراقيون يسخرون من الحب ويعتبرونه أكذوبة وشهوات
نشر بواسطة: Adminstrator
الثلاثاء 14-02-2012
 
   
وسط إستعدادات الإحتفال بعيد العشاق في بغداد

اختلفت وجهات نظر العراقيين حول إذ ما كان "الحب" موجوداً بالفعل أم مجرد أكذوبة، هذا فيما أبدى بعض المواطنين سخريتهم من مناسبة "عيد العشاق"، مشيرين إلى أن ما يقوم المحتفلون به هو خداع أكثر من كونه قناعة لانه، حسب رأيهم، لا وجود للحب فكيف الاحتفال به!

عراقيات يحملن يافطات "الحب"
بغداد: أكد متحدثون التقتهم "إيلاف" لمناسبة عيد العشاق انهم يشاهدون في بعض أحياء بغداد الراقية استعدادات للاحتفال بهذا "الشيء" ويرون الكثير من المحال التجارية وهي مليئة بالالوان، لا سيما الحمراء منها وبدمى على شكل "دببة" باشكال مختلفة، ويقولون إنها مظاهر احتفالية بهذه المناسبة الجميلة، واذ لا يأبه البعض، فأن هناك من لديه الحماس ويستعد لتقديم هداياه الى الذين يحبهم.

لكن السؤال الذي طرحناه كان قريبا من "عيد الحب" لكن بشكل اوسع، وهو: "هل ما زال هنالك حب فعلا؟". حب حقيقي قوامه التضحية والاخلاص ونكران الذات والوفاء؟

وابدى الكاتب والروائي محمد مزيد، سخريته من القول بوجود الحب، مشيرًا إلى أن الشهوات هي الاسم البديل للحب، وتسائل "اولاً أي حب هذا الذي تريدني ان اتحدث عنه؟

وتابع: "الحب في العراق اصبح ضعيفا لأن عشاق الزمان الماضي وكلاسيكية الحب وروعة الحب القديم ماتت لدى شباب واحبة هذا الزمان، شبان هذا الزمان لايحبون، بل ان عشاقه غارقون في البحث عن الشهوات، ويبحثون دائما عن الملذات، اما الحب القديم، الحب الجميل الرائع الذي كنا نعيش رومانسيته ظل فقط في قلوبنا نحن ابناء الاجيال القديمة الكلاسيكية ونبكي على الاغاني لعبد الحليم حافظ وفيروز".

واعتبر ان "الآن فقد تغير الوضع، يمكن أن نعرف وجود الحب بمعناه الجميل من اغاني هذا الجيل، اي حب هذا الذي يقول فيه الحبيب لحبيبته "اللعنة على ابيك/ او بتل بتل/ أو...." وهذه سخفت الحب في هذا الزمن، لذلك أنا اقول لا حب في العراق".

ورأى ان "ما يتظاهر الشباب به انتظارًا لما يسمى عيد الحب أو عيد العشاق فهذه كلها زخرفات، وديكورات ملونة وكلها اكاذيب في سبيل ايهام الاخر بالحب والعشق لكنه يطمح للذاته، انهم يتماشون مع العصر ولكنه في الحقيقة كذب، الجوهر ليس هذا ابدا".

"حكاية الحب مسمى فقط"

اما الممثلة بتول كاظم، فهي الاخرى سخرت من "حكاية الحب لأنها مسمى فقط"، مؤكدة أن الحب "اكذوبة في حياتنا، ليس في العراق فقط، بل في العالم اجمع لا يوجد أي حب حقيقي".

وارتأت انه "لا يوجد رجل يعشق امرأة ولا توجد امرأة تعشق رجلا، وانما هذه العلاقات هي لغايات معينة، مثل حب الاكل، فنحن نأكل ليس حبا بالاكل وانما من اجل ان نعيش، اذن هو امر روتيني، ومجبرة المرأة أن يكون مكملها الرجل، ومجبر الرجل ان تكون مكملته المرأة".

وأضافت: "لا اعتقد انه موجود ،حتى في زمان روميو وجوليت وقيس ليلى وديدمونة"، معتبرةً ان "الحب اكذوبة".

الا انها اعتبرت انه من الممكن ان يكون هناك "حب الام او الاسرة، وحتى هذا نسبي ويكون احيانا عطف ليس الا ، فالحب الحقيقي كما تعلمناه من القرآن الكريم له شكل اخر، الحب الذي هو تضحية ونضال ونكران ذات".

وتابعت: "المظاهر في بعض مناطق بغداد مبالغ بها، وكان على الذين يسمون انفسهم عشاقا ويصرفون مبالغ كبيرة في شراء "دببة" وغير ذلك من "البهرجات" ان يوزعونه الى أسر فقيرة محتاجة متعففة لتعيش في حال افضل".

ورأت ان "هذه تقاليدا جديدة على الساحة العربية، وان وراءها تجار يروجون لها او دوافع سياسية ربما ، لانني اؤمن بعدم وجود شيء اسمه "حب".

الحب الحقيقي موجود

اما الشاعر ابراهيم الخياط، اكد على ان الحب الحقيقي موجود، والعشاق موجودون ومخلصون جدا".

وأشار إلى ان "الموت نزل على العراق بما هو اقوى مما لو سقطت جهنم على بلد ما، ولكن نجد الناس بعد انفجار العبوة الناسفة، بعد المأتم او اثناء المأتم، تشعر بالحب ، بانحيازه ، بانتصاره للحياة ، ولولا حب الحياة لما انتصر العراقي على هذه الكوارث الجسام".

واضاف: "الحب ابن بيئته ، وبالتأكيد ان اخلاص قيس" لـ ليلى وموته واشعاره لانه لم يستطع ان يلتقي بأمرأة اخرى بحكم الصحراء والعشيرة، ولو كان قيس موجودا لكان يكتب عن عشر من الليلاوات لانه سيصادفهن في الشارع والكلية ومكان العمل".

وشدّد على ان "رمزية الحب تختلف من مجتمع الى مجتمع اخر جغرافياً وتاريخياً، وان الحب الحقيقي موجود ولكن طريقة الاخلاص تختلف من زمن الى اخر، يعني ان الانفتاح الان اكثر، والعلاقات كثيرة وقد تكون نسبة غيرة العشاق على بعضهم قليلة".

اما الطالبة الجامعية بلقيس احمد، فأعربت عن استغرابها ممن يقولون ان هنالك شيئا اسمه الحب، معتبرةً ان "محاولات البعض للاحتفال بعيد الحب، محاولات لتقليد الاشياء لا اكثر، او محاولات للبحث عن الحب".

وعلى النقيض من بلقيس، أكد الشاعر والمحامي الفريد سمعان على وجود الحب وبشكل كبير بين الشباب،مشيراً إلى ان الحب لا ينتهي، فالحب ليس فقط انسانا يحب انسانة ، عاشق ومعشوقة، بل حب الاب لابنائه، حب الزوج لزوجته، حب الاخ لاخته، الابن لوالديه، الام لأولادها، الحب متنوع".

واعتبر ان "القصد من عيد الحب بمعناه المحدود كعيد العشق مشروع، فالحب ما زال موجودا، ومازال حس الانسان موجودا، بغض النظر عما يجري الان من مسائل مختلفة على الساحة بشكل يقتل الحب وتؤذي العشاق والعاشقات".

وشدد على ان "الحب يبقى موجودا ويعيش في قلوب الناس لانه مسألة انسانية طبيعية تؤمن به الشرائع والتقاليد والاعراف وكل القيم الانسانية"، مشيراً إلى ان بعض العراقيين سيحتفلون بعيد الحب، وهؤلاء هم المتفتحون على الدنيا، اما المتخلفون فلن يحتفلوا بأي حب لانهم لايعرفون الحب".

ومن جانبها المذيعة ومقدمة البرامج سمر جابرابدت حماسها للحب وعيد العشاق، مؤكدة انها ستحتفل به لانه "اوكسجين الحياة".

وتابعت: "نعم .. يوجد حب ، وحب كثير طبعا، والا لما استطعنا العيش، فكل انسان لا يستطيع ان يعمل او يؤدي دوره وواجبه ان لم يكن محبا وعاشقا، هناك الان الكثير من قصص الحب الحقيقي الجميل بين الشباب والشابات في مختلف الاماكن، الحب الخالي من المصالح والانانية ، لهذا لا يمكن القول بعدم وجود الحب الذي هو شيء مهم للناس".

واعتبرت ان "ما نسمعه اليوم من اغنيات هابطة ومليئة بالاسفاف، فذلك ليس ذنب الحب ابدا، بل ذنب مؤلف الاغنية الذي لا يعرف الحب، الحب موجود والناس تعبر عنه بطرق مختلفة في ايام السنة الاعتيادية او في عيد الحب الذي سأحتفل به طبعا".

الرجوع إلى غوغل

أما الاعلامي ومقدم البرامج في قناة "الشرقية" الدكتور مجيد السامرائي، بدى مطمئناً لأن الحب على "ما يرام" في العراق.

إلا انه أعتبر ان العراقيين "مقلدين ولانعرف لماذا هذه المناسبة، الا اذا رجعنا الى (غوغل)، مثلا زوجتي تعتبر احد الاصدقاء اوفى مني لانه لايزال يضع صورة زوجته المرحومة على "الياهو ماسنجر".

واضاف: "الحب نعم موجود" مستدلاً بضيوف برنامجه "اطراف الحديث" الذين يسألهم "من الاوفى المرأة ام الرجل؟ لكنهم "يصفنون"، اعاود السؤال : انت ام هي؟ فيقولون دون تردد :هي !! وهذا معناه "اكو حب"، ولولا ذلك لما سهرت هي لاجله، ولما ركبت الاهوال؛ ولما عبرت الشط "على موده"، هناك حب غامض لاتدري له سببا".

لكنه رأى ان "المرأة تعطي للرجل مايريد من اجل الحب، والرجل مسبوق بشهوته، ووسيلته في ذلك كل ماحفظه من شعر المعلقات ونزار قباني".

واستشهد برواية الطيب صالح "موسم الهجرة الى الشمال"، حين قرا رجل على إمرأة كل ما يحفظ من تاريخ الشرق الساحر وهو "يقودها كالدائخة الذاهلة الى الفراش!".

ايلاف/عبدالجبار العتابي من بغداد

 
   
 


 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced