التردد..هل هو بالفعل مرض نفسي؟
نشر بواسطة: Adminstrator
الثلاثاء 21-02-2012
 
   
التردد الدائم وعدم تذكر الأمور أو ما يطلق عليه الإضطراب القهري أو الوسواس هو مرض نفسي منتشر إنتشاراً كبيراً بين قطاعات كبيرة من الناس.

في أغلب الأحيان لايشعر المصاب بمرض الإضطراب القهري أو الوسواس بان لديه علة ما ، وفي هذا الصدد تؤكد الجمعية الألمانية للاضطراب القهري في منشور جديد صدر عنها ، ان تلقي علاج مناسب للمريض قد يعيده الى الحالة الطبيعية خاصة بعد تطور العلاج الصحي والنفسي لدرجة كبيرة ، وفي هذا الصدد تركز الجمعية الألمانيةعلى دور المجتمع في أن المرضى يجب ألا يتم عزلهم عن المجتمع في ظل انطوائهم الشديد خجلاً من شدة ترددهم والبعد عن إتخاذ اي قرار خوفا من الوقوع في الخطأ ومن ثم يصبحون عرضة للنقد من الآخرين.

وفق نشرة الجمعية الألمانية فإن مليون ونصف المليون مواطن ألماني يعانون من هذا المرض وفي أغلب دول العالم الثالث لايتم تشخيص المرض على أنه بالفعل مرض لذلك تغيب إحصائية كاملة عن عدد المرضى في تلك الدول وهم بالتأكيد كثر.

إن المريض عادة يتمنى لو أنه يتخلص من تلك الحالة من التردد والإضطراب التي تجعله لايتيقن من فعل الشيء مرة واحدة بل يظل يعيده مرات ومرات ، وتلك الأفعال المتكررة تثير سخرية البعض والتهكم والاحتجاج على أفعاله ، لكنه لا يستطيع تغيير ذلك لسبب بسيط ـ هو أنه مريض نفسي وقد وجب علاجه، إذ أن المرض يرتبط إرتباط مباشر باختلال كيميائي في المخ .

إن كثير من المرضى لايصبح لديهم يقين من فعل الشئ ، فمثلاً بعض المرضى لا يصبحون متأكدين من إغلاق الموقد وبعد كل مرة يذهبون لللتأكد من إمكانية إغلاقه وعلى إثر ذلك تتكرر رحلة الذهاب والإياب عدة مرات حتي يصبحون متأكدين من ذلك ، هي نفس الحالة التي تصيب اللذين يهتمون بالنظافة كذلك ،إذ أن عدد مرات غسيل الىد لدى بعض المرضى قد تصل إلى 15 دقيقة تحت هاجس أن اليد لا زالت غير نظيفة ، مرضى آخرون يبالغون في إغلاق بيت المنزل الخارجي ويترددون عليه اكثر من مرة للتأكد من إحكام إغلاقه ، أو مراقبة الملابس والتأكد في كل مرة من مدى نظافتها أو ترتيب الحجرة وتحسس الأرض اكثر من مرة للتأكد من نظافتها ، أو التأكد من عدم اتصال المكواة بالكهرباء ،وهكذا تبدو معاناة المريض هائلة في عدم السيطرة على تصرفاته مما يدفعه للاكتئاب الشديد .

والأسوأ أن هؤلاء المرضى لا يدركون ما يفعلون واللذين يعرفون منهم ذلك يخجلون ويحاولون إخفاء أعراض هذا المرض ، وفي النهاية فإن الاستسلام للمرض يؤدي بالمريض الى الإكتئاب. قبل عشرين سنة كان العلماء يعتقدون إن التردد والوسواس لايمكن معالجته غير أن العلم الحديث وأساليب المعالجة استطاعت أن تصل ب 70 % من المرضى إلى تحسين مستواهم ومن ثم تعديل سلوكياتهم وإعادة الثقة إلى انفسهم في مواجهة هذا المرض .

تنصح الجمعية الألمانية أهل المرضى بتوخي الحذر معهم وعدم الدخول في جدل أونقاش عبثي حول حالتهم المرضية، لآنالمرضىبإختصار ليس لديهم اي إستعداد لتفهم أي إنتقاد لحالتهم ، إذ أن لديهم الىقين بأنهم على صواب ! لذلك من الضروري أن يفهم الأهل الطريقة الصحيحة للتعامل مع المريض بالوسواس حتى لا ييأس أهل المريض فينتهي المطاف إلى الطلاق أو الهجر أو الخلاف أو ما أشبه، وخصوصا أن بعض المرضى قد يصل الحال بهم إلى أن يفقدوا أعمالهم، وقد يفقدوا الأصدقاء وبذلك تنقطع حياتهم الاجتماعية.

يصف بعض الأطباء للمريض عقاقير دوائية على شكل اقراص تقوم بزيادة نسبة مادة السيروتونين في المخ بحيث يستعيد المخ نشاطه الطبيعي وتزول الأفكار السلبية، ويتميز هذا الدواء بأعراض جانبية طفيفة لا تكاد تؤثر على المتعاطي. وربما تكمن مشكلة تعاطي هذا النوع من الدواء في انه يحتاج إلى عدد من الأسابيع حتى يبدأ بالتأثير الإيجابي على المريض، وهذه هي المشكلة، وخصوصا أن المريض على عجلة من أمره. فالذين يصف لهم الطبيب الدواء عليهم أن يستمروا في تناوله حتى الشفاء أو حتى يقرر الطبيب وقفه.

في الوقت الحالي في المانيا يقوم الأطباء باستخدام طريقة في العلاج تتم عن طريق زرع أقطاب كهربائية في الدماغ وإجراء صدمات كهربائية محسوبة في محاولة للتاثير على نشاط الدماغ وهي طريقة تصل نتائجها الى معدلات جيدة في الشفاء.

ايلاف/صلاح سليمان

 
   
 


 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced