بغداد -(آكانيوز)
وأنت تتجول في حدائق ابو نؤاس على شاطئ نهر دجلة، يتراوى الى مخيلتك ما الذي كانت تمثله هذه الحدائق في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي بأعتبارها مكاناً للراحة بحكم موقعها وسط العاصمة بغداد.
تقول ام مصطفى(53عاماً) التي تقطن منطقة الكرادة لوكالة كردستان للانباء (آكانيوز) "كان والدنا في سبعينيات القرن الماضي يأتي بنا الى هذا المكان خصوصاً في ايام العطل والمناسبات، حيث كانت الحدائق تزدحم بالناس القادمين من مختلف مناطق العاصمة، اما اليوم فأصبحت انا أتي بأولادي الى هذا المكان لقضاء اوقات الراحة، بالاضافة الى ادخال الفرحة الى قلوب الاطفال".
وتوضح ام مصطفى أن "الاوضاع الامنية شبه المستقرة شجعتنا ترك المنزل والخروج الى حدائق ابو نؤاس بأعتبارها أقدم مكان في العاصمة بغداد يرتادتها غالبية الناس ومن شرائح مختلفة".
وعلى امتداد شارع ابو نؤاس الذي يبدأ من جسر السنك انتهاءً بجسر الجادرية انشأت حدائق عامة ومتنزهات ومقاهي، الا أن ظروف البلاد الامنية في السابق وموقع الشارع المحاذي من الضفة الاخرى لنهر المنطقة الخضراء التي غالباً ماكانت تتعرض للقصف خلال السنوات الماضية حد من زيارات العوائل اليه.
وبعد تحسن الاوضاع الامنية بدأت الحياة تدب في شارع وحدائق ابو نؤاس، وأخذ المواطنون قصد حدائقه ولساعات متأخرة من الليل.
يقول هشام حسن (57عاماً) صحفي "نأتي انا وزوجتي وأبنائي نهاية كل اسبوع الى حدائق أبو نؤاس، للخروج من اجواء العمل والبيت، وسبب اختيارنا ابو نؤاس هو لعدم وجود اماكن بديلة نلجأ اليها في الوقت الحاضر".
ويضيف حسن أن "غالبية العوائل التي تقصد حدائق أبو نؤاس يومياً هي من سكنة منطقة الكرادة القريبة منها".
وتعاني حدائق ابو نؤاس واقعاً خدمياً متردياً، اذ لاتوجد جهات خدمية تتولى ادارة ومتابعة الحدائق فضلاً القضايا الامنية التي بدأت تشكل ضغطاً على مرتادوها.
ويشير حسن الى ان "الخدمات في ابو نؤاس متدنية جداً، فلا توجد طاقة كهربائية في الحدائق ولاتوجد مطاعم خاصة بالعوائل، مما يضطر بعض الراغبين تناول وجبة الطعام في الحدائق الى جلب مؤنهم الغذائية من منازلهم".
أما عدي محمد(32عاماً)وهو يعمل بائعاً للذرة في حدائق أبو نؤاس فيقول إن"الوضع الامني في المتنزه غير جيد لاسيما بعد مغادرة شركة ساندي كروب الامريكية الامنية التي كانت مكلفة بحماية الشارع والفنادق المحيطة بأبو نؤاس وتولي مغاوير الداخلية حماية المتنزه، وسجلت بعدها حالات خرق امني دفع بالعوائل الى عدم المجئ اليه".
ويضيف محمد "قبل شهرين من الان كانت مدخولاتي المادية كبيرة جداً بسبب كثافة الزائرين للحدائق، اما اليوم فأن نسبة الاقبال قلت بسبب تسجيل بعض حالات الاعتداء على الفتيات".
ويقول حسن عمار(19عاماً) وهو بائع للحلويات في حدائق أبو نؤاس "كانت الحدائق تستقبل الزائرين من الساعة 4 عصراً ولغاية منتصف الليل، وبسبب واقع الحدائق حالياً فأنها تغلق أبوابها عند الساعة 9 مساءً".
وتابع عمار "هناك اخفاق كبير من قبل امانة بغداد الجهة المسوؤلة عن ادامة وتنظيف الحدائق، اذ تنتشر القمامة في ارجاء الحدائق مما عكس منظراً غير لائق لمكان مثل أبو نؤاس".
ورغم الاهمال الذي تعانيه حدائق أبو نؤاس إلا إن بعض العائلات وجدتها متنفساً لها ولابناءها، وقد يكون قرار دخول حدائقه مجاناً هو احد عوامل زيادة الاقبال على عكس بعض مدن الالعاب والمتنزهات في العاصمة بغداد كمتنزه الزوراء الذي يتقاضى اجوراً من مرتاديه
مرات القراءة: 3886 - التعليقات: 0
نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ،
يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث
المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ
حدائق أبو نؤاس...أمنيات الزائرين شتتها الأهمال
