الصالونات الأدبية النسوية.. تجد طريقها إلى ليالي بغداد
نشر بواسطة: Adminstrator
الأحد 28-06-2009
 
   
النائبة صفية السهيل التي تدير أحدها لـ «الشرق الأوسط»: روادنا من مختلف النخب
بغداد- لشرق الاوسط - نصير العلي:
مع عودة ليل بغداد الجميل الخالي من أصوات التفجيرات ورائحة الموت، التي طغت على هذه المدينة طيلة السنوات الماضية، عاد البغداديون يفكرون في استعادة منتدياتهم الأدبية أو الصالونات، التي كانت إحدى أهم صفات ليالي بغداد في العصور الماضية، والتي انقطعوا عنها خلال تولي صدام حسين للسلطة في البلاد، أي منذ أكثر من نصف قرن، لأنها قد تجلب مشاكل هم في غنى عنها. فالتجمعات أيا كان نوعها، عدا التي تنظمها الدولة، كانت تقام تحت رقابة شديدة من الأجهزة الأمنية.
وقال الخبير القانوني، طارق حرب، الذي أسس مجلسا للثقافة القانونية في بغداد، إنه خلال عقدي الثمانينات والتسعينات، كانت هناك مجلسان للأهالي في بغداد، أحدهما مجلس الربيعي في الكرادة، وسط بغداد، لكن خلال الجلسات كان يمنع وبشكل نهائي، ذكر قضايا تتعلق بالدين أو السياسية. وقال حرب لـ«الشرق الأوسط»، «إن بغداد حاليا تحوي عشرة صالونات تنظر للثقافة بصور عامة من تاريخ وفلسفة ومنطق واجتماع وموروث ثقافي وشعر وقصة وقانون»، وأضاف قائلا «إن هناك صالون مجلس الفقه، الذي يعقد في السبت الثالث من كل شهر في حديقة الأمة، ومجلس الشهرستاني، الذي يعقد داخل الروضة الكاظمية، ومجلس المخزومي في منطقة الداوودي، وصالون عشاق بغداد، ومجلس قنبر علي، ومجلس ثقافي تابع لأمانة بغداد، ومجلس الصفار، وآخر مجلس كان مجلس (النائبة) صفية السهيل، الذي يعقد، الذي يعقد في الخميس الأخير من كل شهر، وهو مجلس أدبي أسس في أبريل». وقال حرب «إن آخر الصالونات النسائية كان في منطقة ساحة التحرير وتملكه سيدة عراقية أديبة، تملك مكتبة في ساحة التحرير وغلق في الثمانينات، وكانت هناك صالونات نسائية عربية وعراقية مهمة مثل صالون مي زيادة وصالون صالحة النقشلي، التي عاشت في أواخر القرن التاسع عشر في بغداد»، متوقعا ازدياد الصالونات النسائية في بغداد مع تحسن الأمن فيها.
مؤسسة صالون صفية السهيل الأدبي، الذي سمي باسمها ويعقد في الخميس الأخير من كل شهر، وتحضره نخبة من الأدباء والشعراء ورجال السياسة وشرائح أخرى، أكدت لـ«الشرق الأوسط»، التي حضرت الجلسة الثالثة للصالون، أنها وكممثلة عن شريحة النساء في البرلمان، وأيضا كمسؤولة في اللجنة الثقافية، وجدت أن بغداد بحاجة ماسة حاليا لاستعادة الصالونات الأدبية النسوية، وقالت «إن من غير الممكن أن تنقطع بغداد عن إحياء أمسيات أدبية لمدة طويلة، خاصة أن هذه المدينة يمكن تسميتها بالمدينة الرائدة في مجال الصالونات النسوية، التي انتعشت في العصر العباسي تحديدا واستمرت كموروث ثقافي». وأضافت السهيل أنها اطلعت على تاريخ الصالونات الأدبية العربية وتحديدا النسوية منها، ووجدت أن إسهامات المرأة فيها كانت متميزة. وأضافت «الجميع يذكر أن المنتديات الثقافية والفكرية نُسبت إلى نساء كثيرات في عصور الخلفاء الراشدين والعصر الأموي والعباسي والأندلسي، مثل منتدى سكينة بنت الحسين وعائشة بنت طلحة ونزهون الغرناطية وولادة بنت المستكفي وصولاً إلى العصر الحديث مع صالونات مريانا مراش ومي زيادة وماري عجمي وثريا الحافظ وصالحة النقشلي وغيرهن». ويعتقد بعض المؤرخين أن انتقال فكرة الصالونات الأدبية النسوية لأوروبا جاء عبر العرب خلال الفتوحات. ويذكر المؤرخ الفرنسي غوستاف لوبون أن العرب في الأندلس هم الذين قدموا فكرة الصالونات النسائية الأدبية لفرنسا وأوروبا عامة في القرن الثاني عشر.
وعلى مدى ساعتين أو أكثر بقليل، تدارس وناقش بعض المجتمعين في صالون السهيل الأدبي تاريخ وحركة الصالونات الأدبية في العراق والوطن العربي والعالم. وعلى أنغام الموسيقى الهادئة وأكواب الشاي والقهوة وبعض البسكويت والحلويات الممتدة على طاولة مستديرة، جلس المجتمعون يفكرون ويناقشون بصوت عال أحيانا أهم الأحداث والأخبار الأدبية. وقالت السهيل إنها ستخصص كل جلسة لمناقشة موضوع مختلف، كأن يكون سياسيا أو أدبيا أو ثقافيا أو قانونيا، أي بمختلف العلوم والمعارف والاتجاهات. وقالت «إن رواد المنتدى ورغم قصر عمره، لكنهم يمثلون كافة الشرائح والنخب، فهناك مسؤولون بدرجة وزراء وأعضاء برلمان وسفراء دول عرب وأجانب، ومثقفون وصحافيون عراقيون، والجميع يشترك بطرح أفكاره والتناقش

 
   
 


 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced