في الذكرى الثانية لرحيلها المدى تسـتذكر عاشقـة الليــل الرائـدة الكــبيرة نــازك الملائكــة
نشر بواسطة: Adminstrator
الأحد 28-06-2009
 
   
بغداد – المدى -علي القيسي - محمود النمر
نظمت مؤسسة (المدى) للاعلام والثقافة والفنون (بيت المدى الثقافي في شارع المتنبي، امس الجمعة احتفالية استذكارية لمناسبة الذكرى الثانية لوفاة رائدة الشعر الحديث نازك الملائكة (1923 -2007) وذلك بحضور حشد واسع من الادباء والمثقفين وعشاق الشعر الذين غصت بهم القاعة بشكل لافت.
ادارت الجلسة الاديبة ايناس البدران رئيسة منتدى نازك الملائكة الادبي في اتحاد الادباء حيث قالت:
نجتمع اليوم تحت خيمة مؤسسة (المدى) الثقافية لاستذكار شاعرة رائدة مبدعة تركت بصمتها على صفحات الشعر العربي الحديث..

شاعرة اصيلة مجددة كانت تستبطن النص الشعري وتستنطقه وتعيش اجواءه واحدثت بقصائدها منعطفا ادبيا في حركة الشعر العربي.. وتزامن ذلك مع قصائد زميلها الشاعر الكبير بدر شاكر السياب.
فارقتنا الملائكة قبل عامين لتدفن في القاهرة لتكون بذلك ثالثة كبار المبدعين العراقيين بعد الجواهري والبياتي الذين لم يضمهم ثرى العراق..
لم تر نازك نفسها الا شاعرة ولم تطلب ما يرفعها الى هذا المقام الا الزهد في الحياة والترفع عن كل ما يتهافت عليه المتهافتون.. اذ انطوت روحها على ترفع ينسجم وقوة شخصيتها وعمق ثقافتها، فعالم يقترب منها لابد ان يتمتع بقدر كبير من النقاء والكمال.. في غيابها تمسك ما تبقى من (عاشقة الليل) حيث يغير البحر ألوانه لتنهض كالعنقاء من (شظايا ورماد، وتغوص في قرار الموجة لتحلق فوق شجرة القمر).. حيث تقول:
خذني الى العالم البعيد يا زورق السحر والخلود/ وسر بقلبي الى ضفاف توحي الى القلب بالقصيد/ جزيرة الوحي من بعيد تلوح كالمأمل البعيد.. الرمل في شطها ندي يرشف من دجلة البرود/ والقمر الحلو في سماها أمنية الشاعر الوحيد/  وآن للشعر ان يغني بالحلم الضاحك الشرود/ فلتبسمي يا ابنة الاغاني للشاطئ الساحر المديد..
غادرتنا الملائكة ولم تغادر.. ودعتنا وهي تغذ السير مفعمة برائحة العشب يمتزج فيها الحزن الاخضر بالحلم السرمدي، لتبقينا قريبين من لحظة ندرك انها لن تنطفئ هي فيها حاضرة مع دفء كلماتها لننقل محبتها من عام الى عام ونمنحها تذكرة اقامة دائمة في قلوبنا.
ثم قدمت الناقد فاضل ثامر رئيس اتحاد الادباء ليسلط الضوء على الثروة الشعرية التي تركتها لنا  عاشقة الليل. 
فقال الناقد فاضل ثامر رئيس الاتحاد العام للادباء والكتاب العراقيين: نازك الملائكة عندما بدأت هذا المشروع التحديثي الريادي في الشعر العربي، كانت مشدودة الى مجموعة من الثوابت المتينة والقوية جداً، فالثابت الاول يتمثل في هذا الموروث اللساني البلاغي الايديولوجي العربي الذي هيمن ولا نقول كبّل الذائقة الشعرية خلال اكثر من اربعة عشر قرناً، بعد ذلك نستطيع ان نقول ان هناك ثابتاً آخر، كان يؤثر بدرجة كبيرة اضافة الى هذا الثابت التراثي ويتمثل في الجانب الرومانسي العريق الذي بدأ يتجسد في الثقافة العربية منذ الثلاثينيات في مجموعة من الحركات الثقافية والشعرية، وفي تجارب عربية في المهجر، ايضاً كانت هناك تجارب في العراق ذات منحى رومانسي، ولهذا كانت مشدودة الى الجذر الاخر من الرومانسية العريقة في الادب الانكليزي، وبشكل عام الرومانسية الغربية ولكن الرومانسية الانكليزية، كانت مؤثرة بطريقة واضحة، هذه العوامل كانت تمثل الحاضنة الثقافية التي بدأت تتحرك من خلالها نازك الملائكة في مشروعها الحداثوي الجديد، اطلقت صرختها الاولى في ديوانها الاول التي نازعت بدر شاكر السياب مشروع الحداثة وربما شاركته ايضاً لأنها كتبت قصيدة الكوليرا في عام 1947. واضاف ثامر: المسألة تدفعنا الى مشروع نازك الحداثوي اذ هو مشروع رصين وعميق ولا يتمثل فقط في مجموع دواوينها في هذا المتن الشعري الكبير وانما يتمثل في هذه الدراسات النظرية المعمقة  التي جعلت منها بحق ناقدة.. هي لم تكن قارئة او معقبة على تجربة للشعر وانما صدرت لها مجموعة كتابات نقدية ممتازة ومعروفة لديكم وايضاً عن عروض الشعر، المشروع الحداثوي بين نازك والسياب يجب ان لايؤخذ ظاهره حسب وان كانت البدايات تكاد تكون متقاربة ومتناظرة وانما في عمق التأثير. قلت ان نازك كانت مشدودة الى مجموعة من الثوابت كما تأثرت بين الحركة اماما وبين التوقف وبين النكوص. واكد ثامر ان عوامل الردة بعد تجربتها الشعرية المشدودة الى اوصاف الموروث الشعري الكلاسيكي المرتبطة بالموروث اللغوي والموروث الكلامي، حتى الموروث الخاص بالنص المقدس، كانت قوية جداً اضافة الى عوامل الرومانسية الحقيقية التي لم تنسحب الى عوامل رؤية حداثوية، ولهذا تجد عوامل الارتداد والنكوص كانت سريعة لديها بحيث كانت تتخلى عن الكثير من المنطلقات ذات الطابع التمردي والثوري التي اعلنت عنها في البداية والتي ادانت فيها النظام العروضي لبحور الخليل ودعت الى الخروج على القافية، هذه الثوابت تخلت عنها عندما عادت الى كتابة القصيدة العمودية، ورفضت الخروج على اوزان الخليل، وقد بقيت نازك تميل الى الشعر الرومانسي كبقية اقرانها في ذلك الزمن..
من جهته شارك الاديب حسين الجاف بمداخلة قائلاً: عن عائلة وتسمية الملائكة : قال احد الباحثين: كنا بجوار هذه العائلة العربية الاصيلة وعلى الرغم من ان الاسرة كانت متكونة من اربعة اطفال والوالدين الا ان احداً لم يسمع لهذه العائلة صوتاً، فاشاع الناس فيما بينهم ان هذه العائلة المجبولة على الشرف والصدق والكرامة هم ملائكة، والدكتور ماجد السامرائي  في رسالة الماجستير(نازك الملائكة) قال ان نازك تتميز بصوت رخيم وهي عازفة على العود، نازك الملائكة هي رائدة للشعر العربي وقد احدثت ثورة تمثلت في تحطيم وتهشيم القافية ونازك كاستاذة كانت متفردة في خلقها وكياستها وهي شاعرة ستبقى خالدة ما دام، الشعر يحرك هواجس الانسان ويرى ما لايراه الناس.
واشارالمحامي ماجد اطيمش: كنت في زمن قريب جداً من زمن نازك فقد كنت طالبا في قسم اللغة العربية وكانت استاذتي الشاعرة  عاتكة الخزرجي، اتذكر ما كانت تقول وقد كانت عائدة للتو من فرنسا وكانت مغرورة جداً ولكن قالت ليست هناك شاعرة عراقية افضل مني سوى نازك الملائكة وهي شجاعة.. وانا اقول واعلق على الشجاعة والشاعرية لدى المرأة العراقية في هذا الزمن الذي اصبح فيه عدد النساء اكثر بكثير من الرجال، باننا يجب ان نقتلع منها عادة الخجل وليس الحياء فالمرأة العراقية كلها حياء وخلق ولكن يجب ان نحررها من عقدة الخجل فلو تصورنا نازك في الخمسينيات وجدناها قمة في الشجاعة ولم تكتب اسمها مستعاراً بل كتبته كماهو.
في حين قال الشاعر جبار سهم السوداني في مداخلته: كنت احد طلابها وقد منحتني شهادة امتياز في درس النقد، وبرغم صوفيتها الشعرية كانت تدرسنا النقد الحديث في الصف المنتهي عام 1968 -1969 وقد رجوتها ان تمنحني اجازة لاني كنت موظفاً في دائرة البريد، فاعتذرت عن منحي اجازة وقالت انتم امام رسالة وانتم سواسية، فكنت اتغيب حيناً واحضر حيناً الى ان تخرجنا، ثم شاءت الاقدار ان اذهب الى مصر واحضر وفاتها وقد حملت نعشها فوق راسي ناعياً الاديب والمبدع العراقي بالموت في المنافي والغربة.

 
   
 


 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced