عاطلون يبحثون عن المعادن الثمينة والآثار في الأنهار والبراري
نشر بواسطة: Adminstrator
الثلاثاء 03-04-2012
 
   

يلجأ العراقيون في ظل ضآلة فرص العمل وغياب مشاريع التشغيل إلى البحث عن الذهب في الصحراء والسهول والأنهار، حيث لا يتعب شباب وفتيان من قضاء ساعات طوال في البحث عن ذرات ذهب وفضة ومعادن ثمينة تنقلها المياه ويغمرها الطين، في سعي حثيث إلى الحصول على مصدر رزق يوفرون من خلاله لقمة العيش،

لكن البعض منهم عثر بالصدفة على قطع أثرية أغرتهم بالبحث عن المزيد منها .  في هذا الموضوع نطلع إلى رحلة طويلة لشباب يبحثون عن الذهب والآثار في دجلة والصحراء ، القسم منها وبعد أن حصل على عمل ثابت  لم يستطع نسيان أوقاته مع الأنهر او البراري، فأخذ يقتنص الوقت لممارسه هذا العمل الذي تحول عنده إلى هواية .
وسيم باسم من بغداد يقضي مع سمير حسن (24 سنة) ساعات عند نهر دجلة في قضاء الصويرة، وهو يبحث بين الرمال والأطيان عن المعادن الثمينة، بينها الذهب بحسب "إيلاف". ومما يشجّع حسن على ذلك عثوره بين الحين والآخر على ذرات ذهب وفضة، نجح في بيعها إلى الصاغة.
يقول سمير إنه حين يبدأ العمل لا يضمن نجاحه أبدًا وإمكانية الحصول على الرزق، لهذا فهو يعتبره هواية بالدرجة الأولى. وكان سمير يقضي في السابق أوقاتا طويلة في البحث عن المعادن الثمينة، لكن ندرة الحصول على الذرات المعدنية جعلته يغضّ النظر عن قضاء ساعات طويلة، وهو يمارس اليوم البحث في أوقات الفراغ فقط.
ويؤكد سمير أن الكثير من الشباب يلجأ إلى التخلص من البطالة عبر ممارسة أعمال غير مضمونة الربح المادي. وبحسب هيئة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة في العراق، فإن نسبة البطالة في البلاد تجاوزت الـ 28% في العام 2011.
وعند منطقة شارع النهر في بغداد يتواجد نحو سبعة من الشباب يحملون بيدهم حاويات بلاستيكية ملونة للبحث عن الذرات المعدنية الثمينة. ويقول فخري كرم إن هذه المنطقة هي مصب لمياه الصرف الآتية من محال بيع الذهب. وجمع كرم في شهر واحد كميات عدة من المعدن الأصفر باعها بنحو 400 دولار.
لكن فخري يشير إلى عثور أصدقاء له على عدد جيد من العملات النقدية التي تعود إلى العصر العباسي. ويصفي فخري بمصفاة بلاستيكية خليط الطين والماء، مشيرا إلى صعوبة العملية في ظل تقنيات بدائية، لاسيما وأنه ضعيف النظر.
أما أحمد جاسم (19) فيقول إن برادة الحديد التي يعثر عليها تحتوي على الذهب والفضة، مشيراً إلى عثور مجموعة من الشباب على تحف فنية صغيرة وقطع نقدية تاريخية، حيث بيعت بأثمانٍ باهظة جدًا. ويعقّب باحث الآثار أمين سيد حاكم على ذلك بالقول إن احتمال العثور على قطع أثرية تاريخية حجرية ومعدنية أمر محتمل جداً، لأن هذا النهر عاشر الكثير من العصور والحضارات التي سادت ثم بادت. لكن الشباب الباحث عن الذهب، كما يقول أبو أحمد (70 سنة)، الذي يقضي بعضا من الوقت وهو يراقب عمل هؤلاء، لا يقصدون البحث عن القطع الأثرية بقدر البحث عن ذرات الذهب والفضة في المناطق القريبة من سوق الذهب الرئيسية. ويصف هذه المهنة بأنها مهنة العاطلين عن العمل واليائسين من الحصول على فرصة تمكنهم من كسب رزقهم.
غير أن الشاب سعد الدراجي يعتبر هذه المهنة عملاً مؤقتا حتى حصوله على عمل بدخل ثابت.  لم يقتصر الأمر على الأنهر حيث انه ومنذ نحو الخمس سنوات يتجول بعض الشباب العراقيين في صحراء السماوة والنجف بحثا عن القطع الأثرية الثمينة.
وبشأن ذلك يقول سعد العبيدي لـ "إيلاف"، وهو يجلس خلف مقود سيارة البيك أب، التي يستخدمها لقطع مسافات طويلة في الصحراء، إنهم لا يقتربون من المواقع الأثرية خوفًا من اتهامهم بسرقة الآثار. ويضيف: "عثرنا على الكثير من القطع التي يعود تاريخها إلى نحو خمسمائة أو ستمائة سنة".
وأضاف : إننا نشتري من كثير من البدو - الذين نزورهم - عدداً غير قليل من القطع الأثرية المعدنية والحجرية، التي يعثرون عليها  أثناء جولاتهم في الصحراء. ويطمح إلى أكثر من ذلك. ففي نيته اقتناء جهاز يكشف عن القطع الأثرية والذهب والفضة في الدفائن في باطن الأرض. ويقول إن الجهاز ثمنه باهظ جدًا، ولا بد من توفر دعم لغرض اقتنائه.
ويعتبر العبيدي أن تطوير شباب (الاستكشاف) مهم جدًا للبحث عن الآثار المدفونة التي توضح خبايا وتفاصيل من تاريخ العراق. ويشير الى عثور بعض الفلاحين في منطقة المشخاب  في النهر على آثار وسيوف تعود إلى مرحلة الفتح الإسلامي بينها سيوف من بقايا معركة القادسية. ويتحدث باحث الآثار احمد سعيد عن تشكيل لجان كشف عن الآثار تسهم الى حد كبير في العثور على آثار مطمورة تحت الأرض، ويضيف: من دون هذا لن تكون الجهود الحكومية وحدها كافية للكشف عن الكنوز الكبيرة من آثار العراق المخبأة تحت الأرض. لكن سعيد يفصل بين البحث عن الذهب والتنقيب عن الآثار المفقودة، ويرى أن الباحثين عن الذهب هم تجار يسعون وراء رزقهم، ولا يمكن أن يكون البحث عن الآثار تحت رحمتهم لأن ذلك سيؤدي إلى تهريبها أو بيعها سرًا.
وتشير الكثير من الروايات التاريخية إلى احتواء العراق على الكثير من كنوز المعادن الثمينة بينها الذهب.
ومنذ خمس سنوات عكف هشام رحيم على البحث عن الذهب في نهر دجلة، لكن ليس عند المنطقة القريبة من سوق الذهب، بل في منطقة المدائن. ويقول هشام انه عثر على كميات من الفضة، حيث باع خلال سنة بما يعادل الألف دولار، كما أشار الى عثوره على قطع أثرية وقطع معدنية تعود الى فترة الحكم الفارسي في العراق.
وكما هو معروف فإن المدائن مدينة تقع على بعد بضعة كيلومترات جنوب شرقي بغداد، بنيت قرب مدينة المدائن التاريخية عاصمة الساسانيين. لكن اكتشاف الذهب بحسب هشام لن يكون تجارة بمعنى الكلمة بقدر ما هو هواية وترتبط بالحظ في غالب الأحيان. وهو يسخر من المعدات التي يستخدمها في البحث عن ذرات الذهب، لكونها بدائية، ولا تساعد في الكشف السريع عن الذرات المتناهية في الصغر من المعادن الثمينة.

بغداد / المدى

 
   
 


 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced