ثورة 14 تموز 1958 خالدة في وجدان شعبنا
نشر بواسطة: Adminstrator
الإثنين 13-07-2009
 
   
طريق الشعب
تطل علينا الذكرى الحادية والخمسين لثورة الجيش والشعب في الرابع عشر من تموز وبلادنا ماتزال تعيش مخاضات التغيير الذي دشنته منذ التاسع من نيسان عام  2003 ، بكل ما تحمله من آفاق واعدة نحومستقبل جديد وتنذر به من مخاطر وتداعيات تهدد باجهاض المسيرة الراهنة. وفي خضم هذا الواقع  تواصل القوى الوطنية والديمقراطية في المجتمع طريقها لاعادة بناء الدولة ومنظومة العلاقات الاجتماعية والثقافية واعمار الوطن وإعلاء شان المواطن.  يأتي عيد الرابع عشر من تموز هذا العام بعد ان قطعت مسيرة شعبنا خلال العامين المنصرمين شوطا هاما على طريق إشاعة اجواء الامن والاستقرار وتحجيم  فلول الارهاب والجريمة، المحلية منها والوافدة من وراء الحدود، وذلك بهمة وجهود جماهير شعبنا وقواتنا المسلحة والقوى والاطراف الوطنية المخلصة، خصوصا تلك التي قارعت الدكتاتورية الغاشمة على مدى سنوات طوال . وفي ظل  الواقع الجديد الذي يوفر فرصا اوسع وفضاءات ارحب لاعادة البناء والاعمار ومحاربة المحاصصة والفساد بجميع أشكاله  والطائفية، بات السياسيون المتصدرون لقيادة البلاد امام اختبار حقيقي لمدى استعدادهم لتنفيذ الوعود  الانتخابية التي قطعوها لجماهير شعبنا  بتوفير مستلزمات وشروط العيش الانساني الكريم. تهل علينا ذكرى ثورة تموز الوطنية التحررية واعراس انتصاراتها هذا العام وبلادنا تعيش اجواء الفرح والاحتفالات التي عبرت عنها غالبية ابناء شعبنا ، مرحبة بيوم استكمال انسحاب القوات العسكرية الاجنبية من مدننا، يوم الفرح، الثلاثين من حزيران المنصرم، حيث شكل الانسحاب محطة جديدة هامة على طريق جلاء كامل القوات الاجنبية من بلادنا في نهاية عام 2011 واستكمال سيادتها واستقلالها . حين نستذكر الرابع عشر من تموز لا يمكن لنا الا ان نقف باعجاب كبير امام المنجزات الكبرى التي حققتها الثورة الشعبية الأصيلة في عمرها القصير المبارك. لقد حررت الثورة بلادنا من الوجود  العسكري الاجنبي والتبعية للاستعمار البريطاني واطلقت الحريات العامة للجماهير، حيث انطلقت غداتها اوسع حركة جماهيرية  شهدها العراق في تاريخه المعاصر، وفرضت الاحزاب السياسية وجودها الواسع في الشارع رغم عدم اجازة اي منها في المرحلة الاولى من عمر الثورة، وانخرط مئات الالوف، لا بل الملايين، من ابناء الشعب في عمل اتحادات وجمعيات النساء والطلاب والشباب وغيرها من الاطر المهنية والنقابية لفئات وشرائح المجتمع المختلفة. ونظم حزبنا الشيوعي العراقي خلال العام الاول من عمر الثورة وقاد  أوسع  تظاهرات وكرنفالات الفرح والأعمار والبناء، كرنفالات سيبقى صداها يتردد على مر الاجيال.  وعلى الصعيد السياسي ايضا الغت حكومة الثورة المراسيم السعيدية الجائرة المقيدة للحريات العامة وللنشاط السياسي المستقل، واطلقت سراح المعتقلين والسجناء السياسيين، والغت قرارات نزع الجنسية عن العراقيين وسمحت للمبعدين السياسيين بالعودة الى الوطن. واعلنت حكومة الثورة الخروج من حلف بغداد والغاء المعاهدات الجائرة المخلة بالاستقلال الوطني، وتصفية القواعد العسكرية البريطانية وتحرير سياسة العراق الخارجية من كل القيود والاملاءات الأجنبية وبناءها مع مختلف البلدان على اساس مستقل متكافيء في ضوء سياسة الحياد الايجابي، وقامت بتحرير الاقتصاد والعملة العراقية من الكتلة الاسترلينية. وباصدارها قانون الاصلاح الزراعي رقم 30 لسنة 1958 والغاء قانون دعاوى العشائر عبرت الثورة عن بعدها الاجتماعي العميق  وحررت الملايين من الفلاحين الفقراء من سيطرة الاقطاعيين ووجهت ضربة قاصمة لاسسس العلاقات الاقطاعية في الريف، التي كانت تشكل ركنا اساسيا ودعامة هامة للنظام الملكي البائد. وشكل اصدار قانون الاحوال الشخصية رقم 188 لسنة 1959 بعدا اجتماعيا اضافيا لتلك الثورة المغدورة.  وجاء هذا القانون باعتباره أول قانون مدني ينصف المراة ويساويها  بالرجل في الميراث وينظم العلاقات العائلية بعد أن كانت تخضع لشرائع واعراف مختلفة لطوائف واديان مختلفة. وفي وقت لاحق جاء الانجاز الهام الاخر للثورة بتشريع قانون النفط  رقم 80 لسنة 1961 الذي تم بموجبه انتزاع 99.5% من مناطق الاستثمار المخصصة لشركات النفط الاحتكارية العاملة في العراق. كما اعدت حكومة الثورة مشروع شركة النفط الوطنية. ومنذ ايامها الاولى دشنت الثورة عملية واسعة للاعمار والبناء واطلقت حزمة هامة من المشاريع  الصناعية والزراعية والتجارية والعمرانية، الى جانب بناء عشرات الاحياء السكنية  وتوزيع الاراضي لموظفي الدولة وعموم الفقراء، وغيرها من الاصلاحات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، رغم قلة الموارد والامكانات المادية والبشرية آنذاك وحجم التآمر الشرس والمشبوه الذي تعرضت له منذ اسابيعها الاولى . وسعت حكومة تموز آنذاك الى اقامة افضل علاقات التعاون السياسي والاقتصادي والثقافي والتجاري مع الدول العربية المتحررة وقوى التحرر والسلام في العالم ، ويسجل التاريخ لها دعمها المادي والمعنوي السخي لنضال الشعبين  الجزائري والفلسطيني. لقد جاءت ثورة 14 تموز ، وعن حق، استجابة موضوعية لاستحقاقات مرحلة تاريخية ومتطلباتها، وتتويجاً طبيعيا للانتفاضات والهبات الشعبية التي سبقتها ومهدت لها، ولمساعي تنظيمات الضباط الاحرار، وللنضال البطولي الذي خاضته الاحزاب الوطنية منذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة وثمرة لتوحدها لاحقا في جبهة الاتحاد الوطني ، السند السياسي للثورة ، بعد ان بات النظام الملكي كابحا حقيقيا وعقبة كأداء امام اية امكانية للتغيير والتطور  وتقدم بلادنا وازدهارها. لقد أجهضت ثورة تموز وغدر بها وبقادتها على أيدي أسلاف النظام الدكتاتوري المقبور في الانقلاب الفاشي يوم الثامن من شباط  الاسود عام 1963 . وما  سهل عملية الانقضاض على الثورة، حالة الاحتراب التي انزلقت اليها القوى الوطنية التي كان يفترض بها ان تشكل القاعدة السياسية والجماهيرية للثورة، وحجم التآمر الداخلي والإقليمي والدولي  الكبير عليها ، هذا الى جانب بروز الميول والممارسات الفردية لقادة الثورة، واستهانتهم بالحياة الحزبية والبرلمانية والتعددية السياسية، الى جانب الصراع الذي نشب مع الحركة القومية الكردية واندلاع الحرب في كردستان العراق . كل تلك العوامل، وغيرها، سهلت الانقضاض على الثورة واغراق بلادنا بالدماء وتصفية مكاسب الشعب وفتح مسلسل الانقلابات المتتالية وما جرته من كوارث ومآسي على عموم ابناء شعبنا العراقي  من العرب والكرد والتركمان والاشوريين والكلدان والسريان والأرمن  وغيرهم . في ذكرى الثورة ونحن نستعيد دروسها وعبرها يبرز الى المقدمة ذلك الدرس الهام الكبير وهوالتاكيد على مدى حاجتنا اليوم الى تكاتف القوى الوطنية والديمقراطية واعتماد الحوار والمرونة لتطويق وحل الاختلافات وتوسيع دائرة المشتركات وحالة التوافق السياسي وتعزيز الوحدة الوطنية ، باعتبار ذلك ضمانة اساسية للحفاظ على ما تحقق من منجزات وحمايتها، ومستلزم اساسي لمواصلة السير في طريق التقدم والاعمار والبناء صوب العراق الديمقراطي الفدرالي الموحد. نستحضر اليوم ذكرى الهبة الشعبية المليونية التي انطلقت في عموم المدن صبيحة الرابع عشر من تموز 1958 والمد الجماهيري الذي استثارته الثورة، وبلادنا تشهد نشاطا واسعا وحراكاً سياسياً واصطفافات جديدة قيد التشكل استعداداً للتعامل مع الاستحقاقات الانتخابية القادمة. ومن جهة اخرى  يتصاعد النضال الجماهيري المطلبي ،ويزداد التحرك في الميادين النقابية والمهنية من اجل  الدفاع عن حرية تشكيل ودور منظمات المجتمع المدني ، وحرية العمل النقابي والمهني  بعيدا عن الضغوط والاملاءات الحكومية والتدخلات الفضة من جانب بعض الاطراف السياسية التي من شأنها  تشويه العمل النقابي والمهني ومصادرة حق النقابيين الحقيقيين في الاعداد لانتخابات  نزيهة تسمح لمنتسبي تلك النقابات الاختيار بارادتهم الحرة  القيادات الكفوءة . وإذ تفصلنا اشهر قلائل عن الانتخابات البرلمانية القادمة ، وتبرز الحاجة ملحاحة  لتهياة مستلزمات نجاحها ونزاهتها وشفافيتها ، وتزداد المطالبة  بتشريع قانون ديمقراطي للاحزاب ينظم عملها ويعزز من دورها، والاسراع في تعديل قانون الانتخابات باتجاه يضمن عدالة أكثر في التمثيل ومشاركة سياسية أوسع. والآلية الأنسب في ظروف العراق الحالية هواعتماد نظام التمثيل النسبي واعتبار العراق دائرة انتخابية واحدة.  ونحن نستحضر تجربة ثورة تموز، نجد في نجاحاتها واخفاقاتها دروساً بليغة لقوى وأحزاب وشخصيات التيار الديمقراطي وهي تواجه تحديات تعزيز حضورها الجماهيري وزيادة قوة تأثيرها فى الحياة السياسية  عبر  تجاوز حالة الانقسام والتشتت، التي تسم اوضاعها الآن، نحومزيد من التعاون والتنسيق والعمل المشترك . وحزبنا، إذ يواصل السعي  بجد وثبات إلى تطوير وتنشيط العلاقات بين قوى التيار والارتقاء بها عبر مبادرات ونشاطات سياسية وجماهيرية متنوعة، يدعوسائر القوى والشخصيات الوطنية الديمقراطية لجعل  ذكرى ثورة تموز مناسبة لاحيائها بصورة مشتركة وباوسع مشاركة شعبية ممكنة.    كثرت ،في سياق التحركات التي تحضّْر لتحالفات وائتلافات الانتخابات البرلمانية القادمة، في الآونة الأخيرة، الدعوات، ومن مصادر وجهات مختلفة، إلى تشكيل القوائم العابرة للطوائف والأديان والقوميات، والتأكيد على إعطائها الطابع الوطني والانفتاح على مختلف التيارات السياسية والفكرية. نحن نرحب بتلك الدعوات، ونعدها توجهات ايجابية وجيدة تؤكدها دروس الفترة السابقة وما حملته من دلالات ذات مغزى اشرت فشل نهج المحاصصات، الطائفية والاثنية. ان صدقية هذه الدعوات ،تقتضي من القوى التي اطلقتها، أن تقْرنْها بالعمل على تأسيس الكتل على وفق برامج سياسية وطنية، وليس الهويات الطائفية والاثنية،  تعكس المشتركات بين القوى المؤتلفة والمشاركة فيها.  ان ثورة الرابع عشر من تموز  ودروسها وعبرها ستظل ملهما لشعبنا وقواه الوطنية والديمقراطية، للعمل المتواصل المثابر لاخراج بلادنا من اوضاعها ، ولبناء دولة عراقية ديمقراطية فيدرالية عصرية، تقوم على مبادئ المواطنة والعدالة الاجتماعية، دولة القانون والمؤسسات كاملة السيادة. - عاشت الذكرى الحادية والخمسون لثورة الرابع عشر من تموز الوطنية الديمقراطية. - المجد لمفجري الثورة الابطال وقائدها الشجاع الزعيم الشهيد عبد الكريم قاسم ورفاقه الميامين. - المجد لشعبنا العظيم  والنصر له.  اللجنة المركزية      للحزب الشيوعي العراقي أواسط تموز 2009

 
   
 


 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced