أونغ سان سوكي.. أسطورة ميانمار تقطف ثمار نضالها
نشر بواسطة: Adminstrator
الخميس 28-06-2012
 
   
بغداد ــ الصباح
تسلمت زعيمة المعارضة في ميانمار أونغ سان سوكي أخيرا جائزة نوبل للسلام التي فازت بها العام 1991 في أوسلو بعد أن أمضت 15 عاما رهن الاقامة الجبرية في منزلها وقالت ان الحرية السياسية الكاملة في بلادها ما زال أمامها طريق طويل. وكانت سوكي قد وصلت في اليوم السابق الى أوسلو قادمة من سويسرا حيث حظيت باستقبال حافل في شوارع المدينة ونثر عليها حشد الزهور وهم يرقصون ويهتفون وقالت سوكي في خطاب تسلمها للجائزة اثناء أول رحلة لها الى أوروبا منذ نحو 25 عاما "السلام المطلق في عالمنا هدف بعيد المنال".
ومضت تقول "الأعمال العدائية لم تتوقف من أقصى الشمال الى الغرب واعمال العنف الطائفي التي ينجم عنها اشعال حرائق أو أعمال قتل كانت تجري قبل يضعة ايام من بدء هذه الرحلة التي قادتني الى هنا اليوم."
ودعت سوكي - ابنة الجنرال أونج سان بطل الاستقلال الذي اغتيل في ميانمار والتي تعلمت في جامعة أوكسفورد- الي توخي الحذر تجاه المرحلة الانتقالية في ميانمار التي ما زالت حكومتها تحتجز سجناء سياسيين.
وقالت سو كي (66 عاما) في قاعة بلدية أوسلو التي غصت بالحضور "مازال هناك سجناء في بورما. يخشى انه بسبب الافراج عن المحتجزين المشهورين فإن الباقين من غير المعروفين سيطويهم النسيان."

كلمة وقيم انسانية

وجاء في كلمتها(في أيام إقامتي الجبرية في منزلي كان كثيراً ما ينتابني شعور بأنني لم أعد جزءاً من العالم الحقيقي. كان هناك منزلي الذي هو عالمي .. وكان هناك عالم الآخرين الذين فقدوا حريتهم أيضاً فباتوا معاً في سجن شامل ضم مجتمعهم.. وكان هناك عالم الأحرار.
كان كل واحد منا كوكباً منعزلاً يجري في مدار منفصل في كون لا يبالي. وما فعلته جائزة نوبل هو أنها شدّتني من جديد إلى عالم البشر الآخرين خارج بقعتي المعزولة التي كنت أعيش فيها، فأعادت إلي الإحساس بالواقع. يقول الفرنسيون ان شيئاً من الإنسان يموت عند الفراق، ولكن شيئاً من الإنسان يموت أيضاً عندما يلفه النسيان، فالنسيان معناه ضياع بعض العرى التي تصلنا بباقي البشر. عندما التقيت بالعمّال البورميين  المهاجرين والمشرّدين في رحلتي الأخيرة إلى تايلاند كان كثير من هؤلاء يصرخون بأعلى أصواتهم: "لاتنسنا!" والذي يقصدونه هو: "لا تنسي محنتنا وعذابنا. لا تنسي أن تفعلي كل ما بقدرتك لمعاونتنا. لا تنسي أننا أيضاً ننتمي إلى نفس عالمك." وعندما منحتني لجنة نوبل جائزة السلام كان ذلك إقراراً منها بأن المضطهدين والمعزولين في بورما هم أيضاً جزء من العالم، كان ذلك اعترافاً بالوحدة بين البشر. نحن محظوظون لأننا نعيش عصراً يعترف بأن الرعاية الاجتماعية والمعونة الإنسانية ضرورة لا مجرد فعل محبّذ مستحسن. وإنني لحسنة الحظ أن أعيش عصراً أصبح مصير سجناء الضمير فيه همّ الناس في كل مكان، عصراً ينظر إلى الديمقراطية وحقوق الإنسان فيه على نطاق واسع بأنها حقوق مكتسبة بالميلاد، ولو أنها ليست نظرة تعمّ العالم كلّه. لو سئلت لم أناضل من أجل الديمقراطية في بورما؟ فسوف أقول ان السبب هو إيماني بأن المؤسسات والممارسات الديمقراطية من ضرورات ضمان حقوق الإنسان.)

قطف الثمار

بفوزها في الانتخابات البرلمانية التكميلية، استطاعت المناضلة الأسطورة في ميانمار، أونغ سان سوكي، تحقيق ثمرة نضالها الطويل ضد المجلس العسكري الحاكم في بورما سابقاً لأكثر من 20 عاماً، رغم جزمها بأن الانتخابات البرلمانية التكميلية في كاوهمو، جنوبي العاصمة التجارية لميانمار، يانغون، لا يمكن أن تكون ديموقراطية، ونزيهة، استطاعت زعيمة المعارضة في ميانمار، الناشطة الديموقراطية أونغ سان سوكي، الفوز بمقعد في البرلمان لتنضم إلى المشهد السياسي العام، ومساعدة بلدها على تخطي العقوبات الدولية والبدء ببرنامج إصلاحي.
أونغ، الحائزة جائزة نوبل للسلام، والتي قادت النضال ضد المجلس العسكري الحاكم في بورما سابقاً لأكثر من 20 عاماً، أصبحت الآن واحدة من 44 عضواً في حزبها «الرابطة القومية من أجل الديموقراطية» يدخلون البرلمان.
بفوز أونغ، التي قضت 15 عاماً في المعتقل لنشاطها السياسي، تدخل ميانمار عهداً جديداً يضع حداً للمرحلة الديكتاتورية، ويبدأ بالعمل على رزمة إصلاحات كانت الانتخابات بدايتها، حيث قامت الحكومة بإجراء غير مسبوق، فدعت مئات الصحافيين الأجانب وعشرات المراقبين المستقلين إلى مراقبة الانتخابات والسماح لهم بدخول البلاد التي تأمل أن يرفع الاتحاد الأوروبي عنها العقوبات المفروضة عليها.
ربما تأخرت المناضلة «الأسطورة»، كما يسمونها، فحققت بعض ثمار عملها بعد عشرين عاماً من الدفاع عن حقوق الإنسان والديموقراطية في بلادها، ودخلت الندوة البرلمانية وهي بعمر 67 عاماً، كساحة جديدة لمتابعة مسيرتها في التغيير، حيث من المنتظر أن تشهد البلاد لحظات من التحول التاريخي طال انتظارها.

سيرتها

أونغ سان سوكي، فهي ابنة الجنرال أونغ سان، «أبو الاستقلال»، الذي اغتيل في عام 1947، حين كانت في الثانية من عمرها. عاشت في بورما السابقة حتى أصبحت في التاسعة عشرة من عمرها، حينها قصدت بريطانيا للدراسة، حيث التقت مايكل أريس، وتزوجا في عام 1972.
أنجبت من أريس ولدين، وأمضت حياتها مع عائلتها بين بوتان والمملكة المتحدة. لكن في عام 1988، اضطرت للعودة إلى ميانمار لأسباب عائلية، وبقيت هناك بعدما استولى العسكريون على السلطة. انضمت أونغ إلى حركات الاحتجاج المطالبة بالإصلاح في البلاد، وأسست الرابطة الوطنية الديموقراطية، فألقي القبض عليها وعرض عليها الحرية مقابل المنفى. لكنها رفضت. وبعد فوز حزبها بانتخابات عام 1990، ألغى العسكر النتائج، ما سبب موجة غضب عارمة في البلاد واستنكاراً دولياً، فاستحقت جائزة نوبل للسلام.
وبعد 5 سنوات وافقت السلطات العسكرية على إطلاق سراحها، محاولة في الوقت ذاته إبعادها بكل الوسائل، لكنها رفضت رغم بعدها عن عائلتها التي لم ترها منذ خمس سنوات، فيما توفي زوجها بمرض السرطان عام 1999 من دون أن تتمكن من رؤيته.
وفي وقت بقيت فيه بعيدة عن ولديها اللذين عاشا في بريطانيا، واصلت أونغ نشاطها السياسي، فأعيدت إلى المعتقل من جديد في عام 2000 حيث مكثت عامين ثم أُطلقت في عام 2002. وفي نهاية أيار 2003 تعرض موكبها لاعتداء من مسلحين ممولين من العسكر، لكنها تمكنت من الفرار، وسرعان ما أُلقي القبض عليها وأعيد سجنها، ولم يطلق سراحها إلا بعد 7 سنوات، رغم الضغوط الدولية. وعملياً يمكن القول إن أونغ كانت رهن الإقامة الجبرية في المنزل حتى عام 2010.
لعل فوزها مع أعضاء حزبها بالمقاعد الـ 45 من أصل 46 في كاوهمو قد يعفي بلدها من عقوبات الاتحاد الأوروبي التي اشترطت منظومة «القارة العجوز» عودة ميانمار إلى الديموقراطية وتحقيق الإصلاحات لترفع عنها العقوبات الاقتصادية.
حاملة جائزة نوبل للسلام، التي بدا عليها الارتياح بعدما قطفت ثمرة نضالها الطويل ومعاناتها مع الاعتقال، وقفت بعد إعلان نتيجة فوزها غير الرسمية أمام حشد مبتهج من مؤيديها في مقر حزب الرابطة القومية من أجل الديموقراطية في يانغون، لتقول: «إنه ليس انتصارنا بقدر ما هو انتصار للشعب الذي قرر أنه يجب أن يشارك في العملية السياسية لهذا البلد». لطالما أملت أونغ صان سوكي أن تتحوّل ميانمار إلى «عصر جديد يشهد مزيداً من التشديد على دور الشعب في الحياة السياسية اليومية، لكنها في الوقت نفسه لبلدنا».
وبتغلب المرأة الأسطورة _ كما وصفتها الصحافة الغربية _ على منافسين في دائرتها، تبين حجم التوق الشعبي إلى التماهي مع طموحاتها التي ضحت من أجلها سنوات طويلة.
زعيمة المعارضة في بورما، ولدت في 19 حزيران 1945 وقد حصلت من مجلس النواب الأمريكي على أرفع ميدالياته.
ومن غير الامريكيين الفائزين بالميدالية رئيس الحكومة البريطانية السابق ونستون تشرشل وبابا الفاتيكان السابق يوحنا بولس الثاني، ونيلسون مانديلا والدلاي لاما والام تريزا.
وأخيرا تمكنت زعيمة الرابطة الوطنية من أجل الديمقراطية والعضو المنتخب في برلمان ميانمار أونج سان سو كي بعد أكثر من عقدين على منحها جائزة نوبل من القيام بأول زيارة لها الى القارة الأوروبية منذ 24 عاما.
سان سوكي ألقت بالعاصمة النرويجية أوسلو الخطاب التقليدي لحائزي جائزة نوبل للسلام التي منحت لها في 10 من كانون الاول العام 1991 لكنها كانت تخضع للاقامة الجبرية وتسلمها باسمها زوجها البريطاني المرحوم مايكل أريس، ونجلاها الكسندر وكيم.
أونج سان سو كي:“عندما تنتظرون لي وتسمعونني تذكروا من فضلكم الحقيقة المتكررة المتمثلة في أن سجين رأي هو سجين أيضا أولئك الذين لم يفرج عنهم، وأولئك الذين لا يستطيعون الحصول على العدالة وعددهم كبير. يرجى تذكرهم وبذل كل المجهودات ليتم الافراج عنهم في أقرب الاجال.”
حاملة جائزة نوبل للسلام بدا عليها الارتياح بعدما قطفت ثمرة نضالها الطويل ومعاناتها مع الاعتقال، ووقفت أمام حشد مبتهج من مؤيديها وألقت خطابا بات مثالا عاى المثابرة بالنسبة للمدافعين عن الديمقراطية في جميع أرجاء العالم.
وتشكل زيارة سان سوكي للقارة العجوز محطة جديدة من الاصلاحات السياسية التي ادخلها النظام الجديد شبه المدني في ميانمار بعد عقود من الحكم العسكري الذي انتهى السنة الماضية.

تاريخ نضالي

تشغل اونغ سان سوكي منصب أمين عام الرابطة الوطنية من أجل الديموقراطية أهم أحزاب المعارضة في بورما.
حصلت على جائزة سخاروف لحرية الفكر سنة 1990 وجائزة نوبل للسلام سنة 1991 من أجل دعمها للنضال اللاعنفوي. وفي عام 1992 على جائزة جواهر لال نهرو من الحكومة الهندية. كما حصلت على عدد من الجوائز العالمية في مجال حرية الفكر.
حياتها: والدها هو الجنرال سان سوكي الذي قام بمفاوضات أدت إلى استقلال البلاد من المملكة المتحدة في سنة 1947.و قد تم اغتياله لاحقا على يد منافسيه في نفس العام.تربت على يد والدتها في العاصمة البورمية هي وشقيقاها الاثنان. ولاحقا غرق احدهما في حمام السباحة وهو طفل والاخر هاجر إلى الولايات المتحدة. تلقت تعليمها في المدارس الكاثوليكية ثم التحقت بإحدى الكليات في الهند عندما عملت امها كسفيرة لبورما في الهند ونيبال وفي عام 1969 حصلت على البكالوريوس في علوم الاقتصاد والسياسة من اوكسفورد. عملت في الأمم المتحدة في نيويورك لمدة ثلاثة اعوام في مسائل تتعلق أساسا بالميزانية.، وفي عام 1972 تزوجت من الدكتور مايكل اريس وهو أستاذ بريطاني متخصص في أديان وثقافة التبت ولكنه كان يعيش في بوتان وانجبت منه ولديها الكسندر وكيم وفي عام 1985 حصلت على درجة الدكتوراه في العلوم السياسية من كلية الدراسات الشرقية والافريقية جامعة لندن وقد عادت إلى بورما عام 1988 لكي تعني بامها المريضة ولكنها فيما بعد قادت الحركة الديمقراطية في بورما ووضعت تحت الاقامة الجبرية في منزلها منذ عام 1989
حياتها السياسية عقب عودتها إلى بورما :قام الجنرال ني وين زعيم الحزب الاشتراكي الحاكم في بورما بتقديم استقالته مما أدى إلى مظاهرات حاشدة تدعو إلى الديمقراطية في بورما قادتها اون في 8 اب 1988 تم قمعها بعنف ثم قادت نصف مليون مواطن في مظاهرة حاشدة في العاصمة في يوم 26 اب 1988 وفي ايلول من نفس العام وصلت قيادة عسكرية جديدة إلى الحكم في البلاد ومن ثم قامت اون بتأسيس حزب الرابطة الوطنية من أجل الديموقراطية واعلنت الامين العام للحزب وفي 20 تموز 1989 تم وضعها تحت الاقامة الجبرية وتم عرض الافراج عنها مقابل مغادرتها البلاد ولكنها رفضت. وفي عام 1990 دعا المجلس العسكري الحاكم إلى انتخابات عامة في البلاد وقادت اونغ حزبها في الانتخابات لتحصل على أعلى الاصوات مما كان سيترتب عليه تعيينها في منصب رئيس الوزراء ولكن النخبة العسكرية رفضت تسليم مقاليد الحكم واستمرت في وضعها تحت الاقامة الجبرية.

سو كي امضت 12 عاما في الاقامة الجبرية

صوت مجلس النواب الامريكي بالاجماع على قرار منح الزعيمة المعارضة من اجل الديمقراطية في بورما اوج سان سوكي ميدالية الشرف الذهبية وهي ارفع جائزة يمنحها الكونجرس.
وصوت اعضاء مجلس النواب الـ400 على القرار الذي يقصد به ايضا توجيه رسالة للسلطات في بورما.
وقال النائب جوزف كرولي من الحزب الديمقراطي ان "واشنطن ستستمر بالضغط على القادة العسكريين من اجل اطلاق سراح سوكي واعطاء الحرية للشعب في بورما".
يذكر ان سو تشي امضت 12 من اصل الاعوام الـ18 الاخيرة تحت الاقامة الجبرية في منزلها، وعلى الرغم من فوز حزب "الرابطة من اجل الديمقراطية" الذي تتزعمه في الانتخابات عام 1990، الا انه لم يسمح له بتولي السلطة.

دفاعها عن الحريات

واعتبر كرولي في تصريحه ان "سوكي قادت ببسالة الحركة اللاعنفية من اجل الديمقراطية وحقوق الانسان في بورما"، مضيفا ان "عمل سو تشي الدؤوب من اجل الحريات الشخصية والعامة جعلها تحظى بتقدير دولي على مستوى رفيع بما في ذلك منحها جائزة نوبل للسلام، واليوم، تفوز سو تشي بعقول وقلوب اعضاء الكونجرس".
وستحال نتيجة التصويت الى مجلس الشيوخ الامريكي حيث من المتوقع ان يكون الدعم مماثلا.
يذكر ان اكثر من 300 شخص منحوا ميدالية الكونجرس الذهبية التي كانت تهدى سابقا حصرا الى "العسكريين الابطال" قبل ان يبدأ الكونجرس بتوزيعها لمكافأة ناشطين في المجالات الانسانية والعلمية والفنية وغيرها.

 
   
 


 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced