هاجم مغتربون عراقيون في السويد ما أسموهم بـ"المتسلطين الإسلاميين" ومحاولتهم "إفراغ مدينة بغداد من قواها التقدمية" بعد حملة شنتها السلطات المحلية لغلق النوادي الليلية.
وطالب الناشطون المغتربون الحكومة العراقية بالحفاظ على هوية بغداد المدنية واحترام تنوع نسيجها الاجتماعي، موضحين أن النوادي الثقافية والاجتماعية لا تفسد الشعوب بل التلاعب بمصائرها ومقدراتها يفعل ذلك.
وقال الناشط المدني مراد حسين إن "بغداد لم تكن يوما مدينة شيعية أو سنية او مدينة طائفة معينة، بل كانت وستبقى لجميع العراقيين، وان كل المحاولات التي يحاول المتسلطون من الأحزاب الإسلامية، تنفيذها من اجل إفراغ المدينة من قواها التقدمية لن يكتب لها غير الفشل".
وأضاف حسين في حديث لوكالة كردستان للأنباء (آكانيوز) أن "السينما والمسرح والموسيقى والغناء وشرب الخمور لا تفسد المجتمعات، بل ان ما يفسدها هو التلاعب بمقدرات الشعب ومصيره والتفرد بالسلطة وإفقار المواطنين وتجويعهم والتصدق عليهم بأموالهم وجعل الطريق سالكا أمام التدخلات الدخيلة على العراق والعراقيين".
وكانت قوات أمنية عسكرية تابعة لرئيس الحكومة العراقية نوري المالكي قد هاجمت الثلاثاء الماضي نوادي ثقافية واجتماعية في العاصمة بغداد، ومنها نادي المشرق، حيث اعتدت على أعضائه بالضرب والاهانة وحطمت الزجاج والمقاعد، بحسب مصادر مطلعة وشهود.
ووصف حسين البيان الصادر عن مكتب القائد العام للقوات المسلحة، والطريقة التي كتب فيها بـ "السلوكيات الصدامية" التي عاث عليها الزمن، داعيا جميع القوى الديمقراطية ومنظمات المجتمع المدني، بالتحرك والتصدي لمثل هذه الأعمال.
وكان بيان صادر من مكتب القائد العام للقوات المسلحة، أكد على أن "إجراءات غلق النوادي الاجتماعية والمطاعم الليلية في بغداد خلال الأيام الماضية جاءت استنادا لأوامر قضائية وان الأجهزة الأمنية المسؤولة عن تطبيق القانون وحماية الأمن، ونفذت الأوامر الصادرة من القضاء بمهنية وانضباط عالي".
وخاطب بيان مكتب القائد العام الإعلام، قائلا إن "مراجعه العسكرية العليا تتابع باهتمام ما أثير في الإعلام من صور وأفلام وتقارير مضللة وانه سيحاسب بشدة من تثبت إدانته في هذا الأمر".
و قال بهنام جبو العضو في لجنة الأحزاب والقوى السياسية العراقية في السويد عن الحزب الديمقراطي الكلداني فرع أوربا ان "مثل هذه الامور الحاصلة في بغداد، تحزننا كثيرا، خاصة ان الكثير منا يطمح للعودة مجددا الى البلد والعيش فيه بأمان وسلام".
واضاف جبو في حديث لـ (آكانيوز) أن "ما يفيدنا هو لغة التسامح والحوار والتعايش، وعلينا كعراقيين على مستوى الأفراد والمؤسسات، الوقوف ضد المحاولات التي تحاول إرجاع البلد إلى الوراء، وبذر المشاكل بين اثنياته".
وتابع جبو، قائلاً "بعد كل التضحيات التي قدمها العراقيون جميعا، بمختلف انتماءاتهم الاثنية والعرقية والدينية، يحق لهم التعايش سلميا كما كانوا دائما".
وطالب جبو الجهات المعنية، بمحاسبة القائمين "على الاعتداءات التي قامت بها قوات أمنية تابعة لمكتب رئيس الحكومة، الثلاثاء الماضي، على الاندية الثقافية والاجتماعية وسرقة اموالها"، ودعا الى ان "تكون المحاسبة، علنية وبوجود قضاء عادل، لان ذلك فقط هو الطريق الوحيد، لاعادة جسور الثقة بين الحكومة والشعب".
واكد جبو على ان مثل هذه الاعتداءات، تأتي من "رخاوة المفصل الأمني"، مشيرا الى ان ذلك "لا يخدم الشعب العراقي بأي شكل من الاشكال".
وقال جبو "ما لم نسر وفقا لما نص عليه الدستور العراقي، سنواجه الكثير من المشاكل".
وشدد جبو على "ضرورة مناقشة مثل هذه الاعتداءات على مستوى البرلمان العراقي، الذي يفترض به ان يكون نبض الشارع ولسان حال الشعب، لأيجاد حلول فعالة ونهائية وضمان عدم تكرارها".
وأبدى الإعلامي الكردي آري كاكائي أسفه على الاوضاع التي وصلت اليها بغداد، قائلا "للأسف، ان يكون وضع بغداد، عاصمة السلام ومدينة الف ليلة وليلة بهذا الشكل".
ووصف كاكائي في حديثه لـ (آكانيوز) تلك الاعتداءات بـ "الظاهرة غير الصحية"، مشيرا الى ان "هذه ليست المرة الاولى التي تقوم بها عناصر من امن السلطة، بالاعتداء على الاندية الثقافية والاجتماعية، والمس بحريات المواطنين التي كفلها الدستور".
واشار كاكائي الى "تدخلات دول الجوار في الشأن العراقي وما يعنيه ذلك من عدم احترام لارادة الشعب الذي تميز بتلون نسيجه الاجتماعي، ورغبته في العيش بسلام كما كان دائما".
وقال كاكائي "للأسف بغداد مقسمة بين الشيعة والسنة وهناك صراع طائفي ومذهبي، وهذا الشيء مبرمج ومخطط له، سواء أكانت إيران او غير إيران، من اجل طرد المسيحيين والكرد وجميع القوى الديمقراطية وتحويل بغداد إلى عاصمة إسلامية طائفية".
واكد على "دور المثقفين العراقيين، وواجبهم في توعية المواطن العراقي، بخطورة مثل هذه الاعمال، ومحاولة انتشاله من بئر الظلام الذي يحاول البعض جر الشعب اليه".
مرات القراءة: 1344 - التعليقات: 0
نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ،
يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث
المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ
مغتربون عراقيون يهاجمون 
