تقرير أميركي: المالكي يريد إرضاء واشنطن وطهران معاً
نشر بواسطة: Adminstrator
الأربعاء 03-10-2012
 
   
بابنيوز - :

خطة العراق في تفتيش الطائرات الإيرانية المارة عبر أجوائه الى سوريا قد تكون ترضية للولايات المتحدة الا أنها في الوقت نفسه تبين كيف أن الأزمة السورية دفعت رئيس الوزراء نوري المالكي الى موازنة دقيقة بين حليفيه الرئيسيين، فعندما واجه المالكي هياجا برلمانيا هذا العام اعتمد على طهران في سحب نفوذها عن بعض السياسيين. لكن بعد ان اشتكت الولايات المتحدة علنا من ان إيران تستخدم المجال الجوي العراقي في نقل السلاح والرجال لمساعدة الاسد في مقاتلة الثوار المدعومين من الغرب،أبلغت بغداد واشنطن بأنها ستقوم بتفتيش الطائرات الايرانية عشوائيا. 

بعد مرور تسع سنوات على قيام القوات الاميركية بإسقاط نظام صدام، و بعد تسعة أشهر من انسحابها من البلاد اصبح المالكي يعتمد بشكل كبير على طهران -عدوة واشنطن. انه يستند على ايران من اجل الدعم السياسي في الداخل ومن اجل الدعم من المناطق التي يهيمن عليها السنة حيث ليس لديه الكثير من الاصدقاء هناك. لكنه مازال بحاجة الى الاميركان ايضا من اجل المساعدة العسكرية من جانب، والسعي وراء الاستثمارات الاجنبية والتجارة العالمية لاعادة بناء الصناعة النفطية من جانب آخر. مع الحرب الاهلية السورية التي تشعل المواجهات في الشرق الاوسط بين المسلمين من كلا الطائفتين وبين العرب والفرس، فان المالكي يحاول أن يضمن مكانا لمصالح العراق – ولمصلحته الخاصة. يقول وزير الخارجية هوشيار زيباري "نحن نحاول اتخاذ موقف مستقل مبني على مصالحنا الوطنية".

يقول العراق بأنه ينتهج سياسة عدم التدخل في سوريا، لكنه يبقى قريبا من موقف طهران من خلال رفض مطالب الغرب والجامعة العربية في تنحية الأسد. بالنسبة للمالكي الذي سبق ان لجأ الى سوريا وإيران كناشط هارب من بطش صدام، فان اندحار الأسد وتسلم الإسلاميين للسلطة في سوريا يمكن ان يضيف تهديدا آخر للتهديد الذي يواجهه من المتمردين داخل العراق. قال المالكي "نرفض محاولة إسقاط النظام بالقوة اذ ان ذلك سيشعل فتيل أزمة واسعة في المنطقة". يقول احد الدبلوماسيين المعنيين بالمنطقة "يبدو ان هذا القلق –وليس الضغط من إيران– هو الذي يدفع المالكي. الى أن يهتم بمصالحه الخاصة وقد تكون علاقاته مع إيران جزءا من ذلك، لكن لا اعتقد أن مصلحة إيران ستستثمر مصالح المالكي".
يعرف المالكي تماما فوائد إبقاء إيران الى جانبه، فهي التي ساعدته في ضمان دورة رئاسية ثانية عام 2010 من خلال إقناع الفصائل الشيعية بتوحيد قواهم والتفوق عدديا على السنة والكرد والمجموعات المستقلة. في نفس الوقت، تضاءل تأثير واشنطن على زعيم كانت تراه يوما ما اكثر اهتماما من غيره بمصالحها حتى قبل الانسحاب الاميركي عندما قال المالكي بان العراق لا يمكنه منح حصانة قانونية للقوة الاميركية الباقية في العراق، الا ان واشنطن مازال لديها ثقل يمكن ان تسحبه من المالكي. يقول النائب عامر الكناني "لن يخاطر المالكي بعلاقته مع الولايات المتحدة لكنه سيرسل رسالة تقول ان عليهم دعمه للبقاء في السلطة و هذا لا علاقة له بالدين وانما بالمصالح ".

لقد سمحت واشنطن بمبيعات اسلحة -بضمنها دبابات- بقيمة ملياري دولار إلى العراق في عام 2012 لوحده وسوف تتسلم بغداد قريبا اكثر من 30 طائرة اف-16 ستشكل العمود الفقري للقوة الجوية الجديدة للعراق. كما ان ضباطا اميركان يشاركون في برامج تدريب القوات العراقية. مع حملة اوباما للانتخابات الرئاسية ، اقترح بعض الاميركان الضغط اكثر على العراق من اجل الابتعاد عن إيران الا ان الدبلوماسيين الاميركان قد ملوا من الضغط الذي قد تكون له نتائج عكسية على المالكي، ورفضت وزارة الخارجية النداءات الخاصة بتهديد العراق بسحب المساعدات عنه اذا لم يوقف الطائرات الإيرانية العابرة الى سوريا . يقول ستيفن بيدل الاستاذ في جامعة جورج واشنطن " المالكي لديه الكثير من الاسباب لإبقاء الاسد في السلطة، كما ان ايران تفضل ذلك ايضا مما يوجب عليها تقوية العلاقات مع العراق . الا ان ذلك لا يعني ان المالكي سيتجاهل ما تريده الولايات المتحدة. المالكي يريد المساعدة من اي مكان، والولايات المتحدة يمكنها تزويد اسلحة ذات جودة عالية لا تستطيع ايران تزويدها".
الازمة السورية والاضطرابات الطائفية هناك، تشكل علامة استفهام كبيرة حول كيفية نجاح المالكي بعلاقاته المستقبلية مع واشنطن و طهران. إن علاقة المالكي بالأسد معقدة أساسا، فخلال ذروة التمرد في العراق انتقد قادة العراق دمشق لسماحها بتدفق المسلحين الأجانب بضمنهم مقاتلو القاعدة عبر الحدود الصحراوية بين البلدين، كما ان اعضاء في حزب البعث العراقي كانوا قد لجأوا الى سوريا. لكنه منذ ذلك الوقت يطور علاقته بدمشق مع ازدياد احتمال سقوط سوريا بيد الثوار مما يمكن ان يضر بالعراق. تعتمد سوريا اليوم على ما إذا أو كيف يسقط نظام الأسد. التدخل الغربي او العربي في سوريا-الذي قد يزيح الأسد وينصب حكومة سورية ذات قاعدة عريضة– قد يكون عونا للعراق. لكن الانهيار الفوضوي وصعود نظام معاد قد يهدد المالكي ويدفعه اكثر باتجاه ايران التي بدورها قد تزيد من تركيزها على بغداد إذا ما خسرت دمشق. يقول كينيث بولاك من معهد بروكلين لسياسة الشرق الاوسط في واشنطن "اشك بان الإيرانيين سيفزعون كثيرا بسبب انهيار سوريا وخسارة حليفهم، بل إنهم سيزيدون جهودهم في العراق. كلا الأمرين سيجعلان من الصعب على المالكي اتخاذ مسلك مستقل".

 
   
 


 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced