مسلسل "ميرنا وخليل".. يؤجج العنف ضد المرأة
نشر بواسطة: Adminstrator
الإثنين 03-08-2009
 
   
نور محمود
دراما العنف تنتقل من مكان لآخر مع (مصطفى) الزوج الأول لميرنا وهو يبحث عن الانتقام
مَنْ يـُفرض على مَنْ.. هذه العروض على الفضائيات؛ رغبة المشاهد لها أم سياسة تصاغ للسيطرة على فكر المشاهد وأسلوبه؟ سؤال يطرح نفسه لمعرفة أي دور يمارسه الإعلام العربي المرئي في تعزيز وتأجيج مشاعر العنف بصوره المختلفة وأي حلول يقدمها الإعلام المرئي للمتلقين عبر تمارينه وبرامجه التي تؤثر بالسلوك والتفكير.
الكثير من المحطات الفضائية تقع في شرك صناعة العنف من خلال برامجها على شرائح عدة، والمرأة الأكثر عرضة من خلال العروض التي تعتبر مكملة للصراع ضد المرأة والذي نشهده في واقعنا الحياتي في حين نجد قنوات أخرى تقوم بعرض برامج مختلفة عن العنف، وفي إتفاق غير رسمي بين دول العالم تقوم الكثير منها في رفع شعارات خلال عقدها المؤتمرات والندوات يهتفون ضد العنف بأشكاله المختلفة خاصة ما يخص المرأة، أين صوت المنادي والخطاب العقلاني الذي يصرخ ضد العنف وأشكاله ويؤمر بالتسامح والحوار ؟ كل القنوات تعرض ما تؤمن به حسب سياسة القائمين عليها لإيصال رسائلهم كما يدعون لتأجيج مشاعر الثأر والانتقام وتأطير الحرية بقيود العنف.
فقد امتازت الـ mbc من بين القنوات العربية بتفردها عرض أكبر عدد من المسلسلات التركية التي تقوم حالياً بعرض مسلسل يمثل اضطهاد وعنف للمرأة وحربا مدمرة لها نفسياً وجسدياً وعاطفياً تؤجج وتوقظ التقاليد المتخلفة من جديد لتعطيل وتقييد قدرات المرأة العقلية والنفسية وحتى العاطفية من أجل طاعة سلطة الاب وترك ذاتها وطمس شخصيتها.
المسلسل التركي (ميرنا وخليل) خلال ما شاهدناه فيها نجد أن العنف ولّد عنفا آخر.. وصراعا ولّد صراعات أخرى ومطاردات أكبر وذلك إنطلاقاً من مبدأ (أن العار لا يمحى إلا بالدم) من أجل موازاة تلك الإساءة حجماً ووزناً، واستنادا الى ما تحكمهم من قيم وتقاليد إجتماعية وعرفية وجدنا في هذه الدرامة التركية العنف طال كل أبطالها حيث بدأت الأحداث الدرامية بفتاة تعمل بمحل حلويات من أجل إعانة أهلها ومساعدتهم ماديا ومطيعة لأهلها إلا أنها تفاجأت بإرغام والدها وأخيها لها على الزواج من شخص لم تحبه ولم تفكر به يوم من الأيام وذلك من أجل مصالحهم الشخصية والمادية وكأنها صفقة مادية يكسبون من ورائها دون مبالاة لمعاناة أبنتهم التي رفضت الزواج ودون الاستماع لرأيها حيث لا يجوز ذلك لا شرعاً ولا قانوناً ولا أخلاقياً لأنه لا يجوز الزواج بالإكراه مع ذلك استمروا بإتمام مراسيم الزواج وهي تتحطم بداخلها كونها تحمل بداخلها حبها الذي هو بنظرهم عصيان من قبلها واعدّوها بدون شرف لأنها اختارت شريك حياتها وهنا تتوسع دائرة العنف لتنتقل الى ام ميرنا بعدها امرأة أخرى تحكم من قبل نفس السلطة (سلطة الاب) وممارسة العنف ضدها بالضرب والشتم لكونها ترفض الظلم ضد ابنتها وتغفل عن خيانة زوجها (والد ميرنا) وكأن له الحق في أن يعيش حياته ويختار من يحب يقيناً منه أن الذي يقوم به صائب بعكس ما يفرضه على أبنته الوحيدة وكان يعد ما قامت به هو خطأ تستحق القتل عليه.
إلى أن تركت ميرنا المنزل هرباً مع حبيبها خليل وكيف ولد ذلك مطاردة أخيها (زاهر) وزوجها الأول (مصطفى) وان زاهر تعرض إلى حادث أودى بإحدى كليتيه عندما طاردها من مكان لأخر من أجل قتلها هو وزوجها مصطفى الذي ظل شبحه يطاردها عبر مراحل حياتها وهي تعيش لحظات الخوف منه حتى في لحظات أمانها لأنه ترك أثرا كبيرا في حياتها لا يفارق تفكيرها.
لا أريد التطرق لكل أحداث المسلسل لأنها ليست صلب الموضوع بقدر ما هي فكرة إلقاء الضوء على العنف ضد المرأة بشكل واضح ونحن نأمل ونسعى دائماً إلى كل ما يمنع هذا العنف بحقها لأنها تستحق المعاملة الطيبة التي تليق بها.وقد لا يشمل هذا المقال موضوعة طبيعة حياة المرأة وتقديم النصائح الأخلاقية بحق من تخطأ ونحن في مجتمعاتنا ليس من الصواب أن يترك لها مجال واسع دون متابعة وبحرية مطلقة التي قد تؤدي بها إلى الطريق الخطأ وإنما متابعتها ونصحها وإبعادها عن المنكر حفاظاً عليها من الهاوية.

 
   
 


 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced