آثار العراق طعماً لعصابات التهريب ومعروضات مباحة أمام شبكات التخريب
نشر بواسطة: Adminstrator
الأربعاء 12-08-2009
 
   
بغداد ( اَكانيوز )
ما أن يدخل الزائر الى القاعة الاشورية في المتحف الوطني العراقي ببغداد حتى يحلق بخياله الى عالم موغل في القدم ،عالم اندثر منذ آلاف السنين وبقيت آثاره وانجازاته شاخصة الى يومنا الحاضر.
فالجدران التي تزينت بالتماثيل الحجرية المجسدة لمرحلة مهمة من مراحل العراق القديم تحمل بين ثناياها حكايات عن بلاد سومر ،وتروي اساطير عن حروب الالهة والبشر ،واساطيرالجمال والحب والحضارات الزائلة.
الزائر،هنا، تاخذه الدهشة والانبهار، وهو يرى نفسه في هذا المكان المهيب ، ففي زوايا القاعة وضع رأس ضخم لتمثال احد ملوك آشور، وقد تم تقطيعه الى اربعة اجزاء واعادة تشكيله بمادة لاصقة تبدو لافتة للزارين .
باحثة الآثار التي رافقت مراسلة وكالة كردستان للانباء(اَكانيوز)بين قاعات واروقة المتحف العراقي قالت ان "عمر التمثال يعود الى اكثر من اربعة آلاف عام وان احدى عصابات الآثار حاولت تهريبة الى خارج البلاد فقررت تقطيعه لتسهيل نقله ،لكن العملية لم تتم وتمكنت هيئة اللآثار من استعادته فأقدم المختصون على اعادة ترميمه ولصق اجزائه".
واكدت الباحثة ان "غالبية المعروضات والتماثيل الضخمة هي من القطع النادرة الاصلية وبعضها تقليد لقطع اخرى موجودة في متاحف عالمية ،من الصعب استرجاعها رغم المعاهدات المبرمة من قبل العراق مع دول العالم في هذا الجانب".
واضافت الباحثة "كانت الحكومات التي تعاقبت على حكم العراق سابقاً تبرم اتفاقا مع بعثات التنقيب يقضي بمنحها نصف الآثار التي يتم العثور عليها ،اما اليوم فإن بعثات التنقيب عراقية،والاستعانة بأية بعثة او باحث غربي يتم مقابل راتب ثابت".   
ويؤكد قيس حسن مدير التنقيبات في الهيئة العامة للآثار لوكالة كردستان للانباء (اكا نيوز) ان " نهب الآثار في العراق ليس وليد المرحلة ،اذ ان عمليات التهريب كانت تتم بشكل سري ابان حكم البعث لتشديد العقوبة على المهربين والتي لا تقل عن الاعدام لكن لا احد يستطيع انكار وجودها، خاصة وان بعض المسؤولين في النظام السابق كانوا يقومون بمهمة التهريب" .
ويقول ان "الآثار في العراق تعرضت الى عمليات تخريب عديدة منها ماتعرضت له  آثار أور وسومر الجنوبية من خلال قيام النظام السابق بإنشاء مواقع عسكرية على مقربة من تلك الآثار،اذ تم بناء واحدة من أكبر القواعد الجوية في العراق بجوار آثار أور(15 كم شمال غربي الناصرية)، على رغم ان تلك المنطقة تحوي على أكثر من 16 مقبرة ملكية تعود للسلالات السومرية الأولى وهي مصنوعة من الطين والفخار فضلا عن قربها من بيت النبي إبراهيم".
ويضيف "قبل حرب الخليج الأولى تعرضت تلك الآثار للتخريب جراء التوسع في بناء المنشآت العسكرية، وعندما اشتعلت الحرب انسحبت  الأضرارعلى بعضها بشكل مباشر جراء قصف قوات التحالف لمواقع الجيش العراقي".
ويرى حسين انه "بعد سقوط نظام صدام أقامت قوات التحالف قواعد عسكرية جديدة على أنقاض السابقة، وشقت الجرافات الأرض طولا وعرضا لإنشاء طرقات. فنالت المواقع الأثرية نصيبها من صواريخ الكاتيوشا وقنابل الهاون التي اطلقها المسلحون على  قوات التحالف، ومنها موقع زقورة أورالذي يحوي أقدم أثار لمعبد مكتشف في التاريخ ،لكنها تعرضت لاضرار بالغة تم اكتشافها بعد استلام الموقع من القوات المتعددة الجنسيات".
ويؤكد ان" آثار سومر تمتد على مساحة مدن الجنوب وتتوغل في مناطق الاهوار حيث بقايا الحضارة السومرية ،لكنها مواقع مكشوفة وبعيدة عن أعين السلطات ومهملة من الناحية الأمنية خاصة تلك الواقعة بين قصبتي الفجر والرفاعي جنوبا".
ويضيف "عندما عاودت الفرق الاثارية العراقية التنقيب بدأت العمل بالمواقع البعيدة التي تتعرض الى السرقات والعبث اكثر من غيرها،لكن مازالت هناك عصابات تمارس نشاطها في الجنوب ومن الصعب السيطرة عليها"
اما الباحث الآثار العراقي جمال حسنين فيقول ان " بعض سكان البادية والمناطق القريبة من المواقع الآثارية  يقومون باجراء تنقيبات غير نظامية في مواقع آثارية تشبه التلال وتمتد لبضعة كيلو مترات في الاماكن المعزولة ويطلق عليها السكان المحليون تسمية (ايشان).
ويشير الى أن " تاريخ العالم القديم مدفون بأسره في جنوب العراق وهو يتعرض للنهب والتخريب تحت أنظار المسؤولين في الدولة ومنظمات الأمم المتحدة على يد أولئك المخربين الصغار والكبار،وهناك مواقع أثرية مهمة تعود إلى 2500 سنة قبل الميلاد تعرضت للجرف المائي على الضفة الجنوبية لنهر الفرات، متأثرة بارتفاع منسوب المياه، وقد جرف قسم كبير من الآثار وتعرضت للكشف مما جعلها تحت رحمة عصابات التهريب".
وتؤكد دائرة الآثار والتراث استرجاع الآف القطع الآثارية من المواطنين قاموا بشرائها باثمان زهيدة من  بعض ضعاف النفوس الذين استولوا على آثار المتحف عقب سقوط النظام ،حيث تقوم الدائرة بمنحهم مكافآت مالية مقابل ذلك.
ويقول محسن اسود صائغ ذهب في مدينة الكاظمية انه"أعاد اكثر من 32  قطعة آثارية الى المتحف العراقي عن طريق شرائها من احدى النساء" .
ويضيف "فوجئت بأمرأة  تعرض علي بعض التماثيل ادعت  انها تجلبها من ابن اختها الذي شارك في نهب المتحف ،فكنت اشتريها واقوم باعادتها الى المتحف العراقي ،وبمرور الوقت عرفني اهل الكاظمية واصبحت اشتهر بارجاع الآثار ،وفي يوم آخر حضر شاب وبيده تمثالا آثاريا يحمل خروفا قال انه عثر عليه في سيارته،اذ تركه احد الركاب ونزل من السيارة عندما لاحظ اقتراب السيارة من احدى نقاط التفتيش خوفا من افتضاح امره ،فاحضره الرجل بعدما سمع انني اشتري الآثار لاعيدها الى المتحف العراقي ولم يطلب ثمنا لذلك" .

 
   
 


 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced