عائلات مشرّدة تقطن المباني الحكومية
نشر بواسطة: Adminstrator
الأحد 16-08-2009
 
   
الملف برس / وكالات
لم تجد ام ياسر (47 عاما ) سوى غرفة صغيرة تأويها في مجمع تابع لوزارة التربية في حي الكرّادة في بغداد. وقد أقامت فيها مع أولادها الأربعة بعدما دفعت مبلغ 200 دولار (خاوه) للساكن السابق ليخلي لها المكان ذاته. وتقول أم ياسر ان الاقامة في مجمع "الحسين" ليست بالامر الهين، اذ ان الساكن الاول الذي وضع يده على البناء الحكومي بعد انهيار نظام صدام حسين هو الذي يتحكم ويتزعم الساكنين وينصب نفسه وصيا عليهم. وتضيف: "كان اخي وعائلته يسكنون هنا في مجمع الحسين اما انا فكنت اسكن مع اولادي وزوجي تحت احد الجسور، بعدها انتقلت إلى بناء تابع لشرطة الجمارك لكنهم اخرجونا بعد عام بالقوة، فلجأت الى اخي في المجمع". وتفتقد غالبية تلك المجمعات الى ابسط الاحتياجات الاساسية من الماء والكهرباء وغيرها الا ان العائلات التي نزحت اليها بعد دخول القوات الاميركية الى بغداد في نيسان/ ابريل عام 2003 كيفت نفسها للعيش فيها ووضعت اسيجة من القصب والطابوق المصنوع من الاسمنت وقسمتها إلى غرف وفقا لطبيعة المكان والمساحة التي وضعت يدها عليها . وبرغم التحذيرات المستمرة للمؤسسات الحكومية ومطالبتها تلك العائلات بالرحيل عن ممتلكاتها الا ان غالبية هؤلاء يرفضون الرحيل ويطالبون بتوفير مساكن اخرى لهم في حال ترحيلهم. ويشير التقرير الاخير الذي اصدرته منظمة (عائلات بلا مأوى) وهي احدى منظمات المجتمع المدني التي تهتم بشؤون العائلات التي لا تملك مساكن ان هناك اكثر من 200 الف عائلة عراقية تعيش في في مساكن تابعة الى دوائر الدولة حصلت عليها بوضع اليد وتمتنع عن الخروج منها أو تحت الجسور أوفي بيوت من الطين تفتقر الى ابسط الخدمات الاساسية مثل الماء والكهرباء. وأطلق السكان على دوائر الدولة التي استوطنوها أسماء خاصة مثل مجمع الحسين ومجمع الهدى ومجمع الرسول ومجمع حطين. وذلك بعد أن نزعوا اليافطات الرسمية التي تشير إلى اسم المؤسسة الحكومية. وكتبت عائلات اخرى عند الباب الرئيس للمجمعات الحكومية التي تسكنها عبارة "سكن عوائل" لمنع دخول الغرباء والمتطفلين ولتثبيت وجودها معنويا في المكان. وتتصرف العائلات التي حصلت على المكان بوضع اليد وكأنها المالك الاصلي له حيث تقوم ببيع وتأجير تلك المساكن وفق ما تقتضيه الضرورة. ويقول نجم عبيد احد الساكنين في مجمع الرسول السكني الواقع في حي الوحدة وسط بغداد انه نزح الى المجمع منذ اكثر من ثلاث سنوات عندما اشترى منزله من احد النازحين قبله، ليسكن هو وزوجته واولاده الخمسة في المنزل الصغير المتكون من غرفتين وزاوية صغيرة يستخدمونها للطهو. وتشير الرائحة المنبعثة من المنزل الصغير ان العائلة لا تحصل على كمية كافية من المياه للاغتسال او التنظيف، اذ ان غالبية العائلات تحصل على المياه من السيارات الحوضية التي تزور المكان يومين في الاسبوع. ويقول نجم: "هناك 25 عائلة تسكن المجمع ذاته وتعيش الظروف نفسها، ويقيم غالبيتها في غرفة واحدة او اثنتين باستثناء مدير المجمع والذي انتخبته العائلات متحدثا عنهم امام الجهات الرسمية عندما تطالبهم السلطات بالخروج، وهو الساكن الاول هنا، فإن منزله يحتوي اربعة غرف". ولا يفكر نجم بالعودة إلى منطقته الأصلية "لأن هناك عائلات استولت على المنزل أيام العنف الطائفي". وعلى الجانب المقابل للمسرح الوطني وسط بغداد اتخذت عائلات اخرى من بعض المواقع العسكرية القديمة والعمارات السكنية مستقرا لها بعدما اقدمت على تشييد جدران بسيطة بعضها من الاخشاب وبعضها الاخر من اكياس النايلون. حيث هرولت بعض النساء باتجاهنا ظنا منهم اننا نمثل احدى منظمات الاغاثة الانسانية لكن الجميع غادر على الفور عندما وجدن عكس ذلك ورفضن الحديث. اما الرجل المسن الوحيد الذي بقي يرمقنا بنظراته فقال "لا تزعلوا.. كلما زارنا الاعلام قام الجيش والشرطة بمداهمتنا وطالبونا بالرحيل ،ولذلك لن تجدوا من يتحدث اليكم هنا". ويعترف فاضل العبيدي عضو مجلس محافظة بغداد ان اخراج العائلات التي تسكن دوائر الدولة يتطلب توفير مساكن لمن لايملك مكانا بديلا يأويه وهو ما تعجز عنه الحكومة في الوقت الحاضر. وقال لـ"نقاش" ان هناك بعض العائلات قامت بتأجير منازلها التي تملكها والسكن في دوائر الدولة، في حين ان هناك عائلات اخرى لاتملك مأوى آخر لها". واوضح ان غالبية المواقع العسكرية السابقة في بغداد مثل معسكر الرشيد وموقع شرطة الجمارك تحولت الى مساكن عائلية للعائلات الفقيرة فضلا عن مقر القوة الجوية العراقية في المنصور وبعض الدوائر والمخازن التابعة للوزارات ومؤسسات الدولة. 

 
   
 


 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced