ناشطة نسوية: (زواج التبضع) ينتشر في المجتمع العراقي ويهدد بانهياره
نشر بواسطة: Adminstrator
الإثنين 17-08-2009
 
   
اباء يبيعون بناتهم ببضعة ملايين من الدنانير تحت مسمى (الزواج)
بغداد / الملف برس / عبدالعزيز عليوي
لم تكن اسماء تعلم بان العشاء الذي انهكت نفسها في اعداده للضيوف (الغرباء) هو الاخير لها في دار اهلها، كما لم تفكر يوما ان تتلاشى احلامها التي لاتختلف عن احلام اي بنت بالزواج والاستقرار والتباهي بزواجها وعرسها امام قريناتها, وان تباع كما تباع الغنم او الابل بجلسة حوار لم تتجاوز ساعتين تم خلالها الاتفاق بين اهلها والضيوف الذين تبين لاحقا ان احدهم هو عريسها المنتظر ليتم زفاف اسماء التي لم تبلغ العشرين من العمر وتسكن احدى القرى القريبة من منطقة التاجي شمال بغداد من رجل تجاوز الخمسين من العمر يسكن منطقة الرطبة غربي العراق مقابل مهر قدره 6000000 ستة ملايين دينار من دون الاشارة الى اي مقدم او مؤخر او عقد محكمة والاكتفاء بعقد (الملا) ومن دون الاخذ برايها او حتى سؤالها لان وكيلها هو المخول عنها حسب اعراف العشائر والسبب هو فقر اهلها وغنى عريسها , فكانت عباءتها وبعض علب العطور القديمة و( البوشية) هي كل جهاز اسماء التي تزوجت على عجل لتغادر باتجاه الرطبة مستقلة سيارة زوجها الحديثة موديل 2009 .
تقول سهام التميمي ناشطة في مجال الدفاع عن حقوق المراة ان المراة العراقية مازالت تعاني من ظلم وحيف كبيرين فبعد ان عانت ولعدة عقود من ماساة (الفصلية) والتي كانت تتم عند حدوث جريمة قتل حيث يقوم اهل القاتل باعطاء اهل المقتول امراة او اثنتين مقابل العفو عن القاتل فكانت (المراة الفصلية) تعامل بقسوة وينظر اليها باحتقار وتشعر بالذل والهوان لانها تعامل كالخادمة او الجارية فضلا عن زواج (كصة بكصة) وهو الاخر فيه ظلم كبير للمراة التي يتوقف نجاح بيتها او خرابه على ظروف (بديلتها) فان ضربت هذه تضرب تلك وان اكرمت واحدة تكرم الاخرى , لكن هذه الظواهر شهدت تراجعا كبيرا في العراق خلال العقود الاخيرة وهذا امر نحمد الله عليه , لكننا نفاجا اليوم بانتشار مايمكن ان يطلق عليه (زواج التبضع) ان صح التعبير الذي وان كانت حالاته متفرقة وتحدث بين الحين والاخر الا انه بدا ينتشر بصمت في المجتمع العراقي بصورة مريبة بدات تدعو للخوف ولابد من العمل من اجل الوقوف بوجهها بسبب استهانة كثير من الاهل والازواج بكرامة المراة وحقوقها في العيش والاختيار. فضعاف النفوس من الاهل ياخذون المهور الغالية لشراء الدور او السيارات، والازواج يعتبرون المراة سلعة يمكن شراؤها في اي وقت ولايحق لها ان تعترض او تتكلم لانها اصبحت احدى مقتنيات هذا الزوج الغني والضحية في هذه الحال هي المراة التي تهان كرامتها وتسلب حقوقها.
واضافت التميمي: وردتنا شكاوى عدة من نساء تعرضن للضرب على ايدي ازواجهن لاجبارهن على العمل في مجال الرعي او الزراعة لان اغلب هذه الحالات تحدث في البوادي والارياف حيث تترك المراة في خيمة صغيرة وسط الصحراء مع اغنامها لعدة اسابيع او شهور لتعتمد على نفسها في تحصيل عيشها وكثيرا ماتمارس المراة اعمالا هي من صميم اختصاص الرجل مثل حمل السلاح واطلاق النار لحماية نفسها من الذئاب او سياقة (التنكر ) لجلب الماء من مسافات بعيدة او المحراث لاجل الزراعة فضلا عن الرعي الذي ياخذ اغلب وقتها لانه يتم طوال النهار, وكثيرا ماتوفيت نساء بسبب المرض وبعد المسافة التي تفصلها عن الطبيب او الاعتماد على النفس في حال تعرضها لحال ولادة مفاجئة.
واكدت التميمي ان الرغبة في التنافس بين الوجهاء والاثرياء تمثل مشكلة اخرى تذهب ضحيتها البنت اذا ماكانت جميلة وكثيرا ماسمعنا ان (فلان تزوج من فلانة لقاء مهر قدره كذا وكذا على عناد فلان ) وما ان يتم الزواج حتى تكون هذه المراة مجرد شيء مكمل لجمالية ذلك المنزل الفخم ولاقيمة لها لان (الفلوس )التي اتت بها يمكن ان تاتي بغيرها.
ودعت التميمي الجهات المسؤولة لوضع حد لمثل هذه الظواهر السلبية من خلال متابعتها وعدم تسجيل اية حال للزواج تمت خارج اطار المحكمة لان زواج الملا او السيد شجع كثيرا على انتشار الزواج خارج الاطر القانونية كما ان عقد الزواج يضمن للمراة حقوقها اذا حدثت مشكلات او تم انفصالها عن زوجها.

 
   
 


 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced