العراقيون يأملون أن تكون ليالي رمضان أكثر أمنا
نشر بواسطة: Adminstrator
الثلاثاء 18-08-2009
 
   
بغداد - د.ب.أ
عراقية تشتري مستلزمات شهر رمضان من سوق الشورجة التراثي وسط بغداد أمس مع اقتراب شهر رمضان، بدأت العائلات العراقية الاستعداد لاستقبال لياليه، وتأمين متطلبات مائدة الإفطار، التي يحرص العراقيون على أن تكون مميزة، على الرغم من الارتفاع الكبير في أسعار المواد الغذائية واللحوم، في ظل تناقص إمدادات مفردات البطاقة التموينية، التي تقوم الدولة بتوفيرها للعراقيين منذ أكثر من 18 عاما.
ويأمل العراقيون قبل كل شيء، أن تكون ليالي رمضان أكثر «أمنا»، وبعيدة عن موجة التفجيرات التي اجتاحت بغداد ومناطق أخرى مؤخرا، وأن ينصرف قادة البلاد ورجال الدين إلى تكريس روح المودة والإيثار، والابتعاد عن حالات التناحر والصراعات، ونشر الضغينة والكراهية بين الناس، وفسح المجال أمام الجميع لأداء الطقوس بحرية وأمان.
وتعج جميع الأسواق العراقية بأنواع المواد الغذائية؛ وجميعها من مناشئ أجنبية، لأصناف فاخرة من الرز والعدس والفاصوليا والطحين والعصائر والمعلبات والحلويات والمعجنات؛ لكنها تباع بأسعار مرتفعة بسبب عجز وزارة التجارة العراقية عن تأمين هذه المواد عبر البطاقة التموينية، التي تؤمن هذه المواد بأسعار مخفضة جدا منذ العام 1990. ولكن الوزارة عجزت منذ مطلع العام الحالي، عن توفير هذه المواد بسبب الفساد الإداري في وزارة التجارة، وارتفاع أسعار هذه المواد في السوق العالمية.
وقالت الموظفة الحكومية هدى محسن (39 عاما): «ليالي رمضان لها وقع خاص في نفوس المسلمين، فهو شهر عبادة ومودة ورحمة وأجر وثواب، وندعو الله عز وجل أن يهدي العراقيين برحمته، ويجعلهم إخوانا أحبة، ويجنبهم الاقتتال على الكراسي والمناصب، وأن يكونوا يدا واحدة لخدمة بلدهم».
وأضافت: «الأسعار هذه الأيام وصلت إلى أرقام مخيفة، وعلى الحكومة التدخل للحد من ارتفاع أسعار المواد الغذائية الأساسية، من أجل تأمينها للمواطنين، ليتسنى لهم الحصول عليها، وتأمين موائد رمضان ولياليه، وخاصة ما يتعلق بتسريع تأمين مفردات البطاقة التموينية».
والمعروف أن مائدة الإفطار في العراق مميزة، وتسعى الأسر الفقيرة والغنية إلى المحافظة على تقاليدها، من خلال تقديم أطباق الأكلات الشهية العراقية؛ وأبرزها الدولمة والكبة والشوربة والطرشانة والكباب، وأطباق رز العنبر العراقي الشهير، والسمك المسكوف والدجاج المشوي والمقبلات، وأطباق أخرى كثيرة، فضلا عن أنواع من الحلويات مثل الزلابية والبقلاوة ومن السما وزنود الست، وعصائر الزبيب والتمر الهندي وسواها.
المحامي محمد الربيعي (53 عاما) قال: «خلال شهر رمضان، سأصطحب أفراد عائلتي في بعض الأيام، لتناول وجبات الإفطار في مطاعم بغداد الشهيرة، التي عادت إلى نشاطها، وتناول المرطبات والتجوال في الشوارع ليلا».
ويجرى الاستعداد لتهيئة مائدة الإفطار، قبل ساعات من موعد إطلاق مدفع الإفطار، حيث تبذل النساء جهدا كبيرا في إنجاز متطلبات المائدة، في ظل انقطاع شبه تام للتيار الكهربائي، وارتفاع في درجات الحرارة تضطر معها الأسر العراقية إلى الاستعانة بمولدات كهربائية صغيرة، أو شراء عدد من الأمبيرات الكهربائية من مولدات يملكها القطاع الخاص، مقابل أجور تصل إلى 10 آلاف دينار للأمبير الواحد (نحو 9 دولارات)، لفترة تصل إلى 8 ساعات، موزعة على أوقات خلال النهار والليل.
وإلى جانب هذه الاستعدادات، هناك تحضيرات من نوع آخر، يقوم بها الرجال والشباب لإقامة مباريات «لعبة المحيبس» الشعبية المعروفة لدى العراقيين، بمشاركة فرق من أرجاء البلاد، وتستمر إلى موعد السحور، في ظل أجواء فلكلورية ورقصات ودبكات وأنغام المربع البغدادي، يتخللها توزيع أنواع من الحلويات والعصائر، إلى جانب إقامة مباريات كرة القدم في الملاعب المغلقة.
وتعتبر لعبة المحيبس (الخاتم) واحدة من الألعاب الشعبية التي تظهر خلال شهر رمضان، ويمارسها فريقان من الرجال، يصل عدد كل فريق إلى 50 شخصا، أي 100 يد في كل جانب.
ويذكر الطالب الجامعي وليد فارس (23 عاما) أن «استعداداتنا جارية لانطلاق مباراة المحيبس، وسيكون ضيوفنا من مناطق الأعظمية وشارع فلسطين وبغداد الجديدة والعطيفية والكاظمية والصدر».
ومن أهداف هذه اللعبة، تقوية أواصر المحبة والصداقة بين أبناء الحي الواحد، وتوطيد الأخوة والتعارف بين أبناء المدينة الواحدة.
وسيكون بإمكان العراقيين التنقل بين الأحياء، والاجتماع إلى الأهل والأقارب على مائدة إفطار واحدة، بعد أن حرموا منها طوال الأعوام التي تلت الغزو الأميركي العام 2003، واتساع أعمال العنف والحرب الطائفية، فضلا عن أن السلطات العراقية تخطط لإنهاء حالة حظر التجوال الليلي بشكل كامل، ولاسيما بعد تحسن الأوضاع الأمنية، وغياب مظاهر العنف.
وتشهد المراقد المقدسة في الكاظمية (حيث مرقد الإمام موسى الكاظم) والأعظمية (حيث مرقد الإمام أبو حنيفة النعمان)، وباب الشيخ (حيث مرقد الشيخ عبدالقادر الكيلاني)، توافد آلاف العائلات، لحضور مآدب إفطار كبرى تقام هناك، والأمر سيكون أكثر بالقرب من المراقد المقدسة في النجف وكربلاء.
ولكن لن يكون بوسع العراقيين الانتظام في مشاهدة الأعمال التلفزيونية، والمسلسلات التي بدأت المحطات الفضائية العراقية والعربية الترويج لها، وعرضها خلال ليالي شهر رمضان، بسبب الانقطاع شبه التام للتيار الكهربائي، الذي تعانيه المدن العراقية.

 
   
 


 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced