سعوديات يحاججن التقاليد: النقاب تجاوز بيّن على الإسلام
نشر بواسطة: Adminstrator
الثلاثاء 05-03-2013
 
   
كثير من علماء السعودية يؤكدون على غطاء وجه المرأة بموجب فتاوى المذهب الحنبلي، وهي فتاوى لا دليل لها
  أونلاين

لا دليل على تحريم كشف الوجه

ما يزال كشف المرأة وجهها محل خلاف فقهي بين المذاهب الأربعة، دون أن يقرّ مذهب واحد منها بتحريمه؛ الذي يبقى مجرد اجتهاد غلبت عليه مصالح ومقاصد شرعية أخرى يقصدها واضعي هذا الاجتهاد، هذا إلى جانب التفاوت في تفسير النصوص، فمثلا من التبس عليهم تفسير (آية الحجاب) لم يفرقوا بين الجلباب والعباءة والجيب، والنقاب والبرقع والخمار؛ والزينة والملابس والوجه.

ويؤكد عدد من أهل المعرفة بمقاصد الشريعة الإسلامية في المملكة العربية السعودية إنه، وقبل أربعين عاما أو أكثر، لم يكن الحجاب المقيد بتغطية الوجه (النقاب) مفروضا من المجتمع السعودي على المرأة داخله؛ لأسباب ذات ارتباط بثقافة المجتمع آنذاك، ولكن من عجز أن يأتي بالدليل على تحريم كشف الوجه، ربط التحريم بالقاعدة الفقهية (درء المفاسد مقدم على جلب المصالح)، ثم تغذية هذا المفهوم بالترهيب، والخوف من الفتنة، وأكثر من ذلك تحويل تغطية الوجه إلى عادة وتقليد اجتماعي، وليس حكما شرعيا.

وتقول هنادي حجازي أن هناك اختلافا بين الأئمة حول مسألة كشف الوجه، واختلاف الأئمة رحمة بالأمة، ولكني أعتقد أن كشف الوجه أمر يرجع إلى قناعة المرأة وإحساسها أن وجهها لا يمكن أن يؤدي إلى فتنة، كما أنها ترجع إلى المجتمع الذي تعيش فيه المرأة؛ ففي العديد من المدن السعودية لا يكون هناك تركيز على وجه المرأة، كما في المدن الكبيرة، بينما تكون المرأة تحت المجهر في القرى والهجر والمدن الصغيرة.

ومن جهتها، تقول العنود التمامي إن كثيرا من علماء الدين في السعودية يؤكدون على غطاء الوجه بموجب فتاوى المذهب الحنبلي الذي لا يجيز كشف الوجه، ولكن هذه الفتاوى كانت بلا دليل.

وأشارت إلى أن للمرأة الحرية في اختيار طريقة حجابها الشرعي، طالما لا توجد أي فتوى شرعية مبنية على دليل صريح، مؤكدة على أن كشف المرأة لوجهها أمر طبيعي خارج السعودية؛ فالمرأة بيدها أن تجعل من الغطاء سببا للفتنة، وبيدها أن تجعل من الحجاب الشرعي سببا لاحترامها وتوقيرها وعدم ابتذالها.

وأشارت إلى أن الأساس في نظري هو المرأة والتزامها، فما الفائدة أن تغطي وجهها وهي تضع مساحيق تجميل وتزين عينيها بطريقة لافتة، بينما بإمكانها أن تتجنب وسائل الزينة وترتدي الحجاب؛ فكم من امرأة لبست النقاب وفتنت مئات الرجال، وكم من امرأة كشفت وجهها وتحظى بالاحترام والتقدير.

وقالت سهام علي إن المجتمع السعودي قديما لم يكن على هذا النحو من التشدد؛ فكانت المرأة تخرج بزي محتشم دون غطاء للوجه في العديد من مناطق السعودية، ثم تأثّرت المناطق بعضها ببعض حتى رأينا الغطاء وارتداء القفازات والجوارب؛ في حين أنها كانت قديما تخرج للرعي والفلاحة والتجارة وهي محتشمة، ولم تكن تتعرّض إلى النقد الاجتماعي.

وأشارت إلى أن السبب يعود لارتباط المجتمع بالبيئة؛ إذ هناك مدن سعودية لا تستنكر كشف وجه المرأة، وأخرى تعتبره مشكلة، مؤكدة على أن كثيرا من السعوديات يتمنين ارتداء الحجاب مع كشف الوجه، ولكنهن يخشين نقد المجتمع، خاصة مجتمع القرى والهجر والمدن الصغيرة التي تعتبر أن كشف الوجه خروج عن الدين!

وتقول هناء محمد إن التوسط والاعتدال هو من ينتصر في جميع مناحي الحياة، والنظرة إلى كشف الوجه من بين المسائل التي سيتقبلها المجتمع تدريجيا؛ فالمواطن السعودي ليس بمعزل عن تطور المجتمعات حوله، كما أن برامج تعزيز الحوار وتلاقي الثقافات والابتعاث وغيرها من البرامج تساعد على تعزيز مبدأ الوسطية والاعتدال.

وأشارت إلى أن المرأة السعودية لا تقل عن غيرها في تطلعها للعمل والإنجاز العلمي والتجاري، بعد ان أصبحت تدير مؤتمرات عالمية، وتشارك في مؤتمرات دولية، ولديها تجارة واستثمارات وتعاملات خارجية، وبالتالي فمن حقها أن تكشف وجهها، على ان تحتشم بأخلاقها قبل زيها.

وتمنت عبير الشهراني أن تعيش حياتها دون أن يصادر أحد حريتها، أو يلزمها بالحجاب والنقاب.

وأشارت إلى أنها مبتعثة إلى أميركا، وتعرف كيف يمكن أن تستفيد من الخبرات التي تراها في هذه الدول، لكنها عندما تعود إلى مدينتها لا تستطيع أن تكشف وجهها، رغم قناعتها أن كشف الوجه أمر خاص بها، ولكنها تخاف من انتقاد المجتمع والإساءة لأسرتها.

وقالت "بمجرد وصولي إلى المملكة أغطي وجهي وأعاني من مضايقات، ولكن عندما أسافر للخارج لم أجد أحداً يراقبني أو يعترض طريقي".

وتساءلت بدرية العمري "لماذا لا يُفرض على الرجل إعفاء لحيته وتقصير ثوبه كما يُفرض النقاب على المرأة، ويكون إجباريا؟؛ ليعيش الرجل واقعا غير مقتنع به، وبالتالي يرفضه، ولا ينافق فيه، أو يتناقض معه".

وقالت سيدة مسنة في السبعينات من عمرها في إحدى قرى مدينة أبها وتدعى أم مسفر إن "الوضع اليوم تغيّر، وأصبح الناس شكّاكين حول ما يتعلق بالمرأة، وقديما كانت البنت لها قيمتها بحجاب أو من غير حجاب؛ لأن البنات كن محتشمات ومؤدبات، وأهالينا لم يغطونا بالعباءات السود، وإذا ذهبنا للسوق أو إلى قرية بعيدة كنّا نلبس (نطعا) وهو رداء جلدي يقينا الشمس والمطر، وكانت شعورنا مغطاة بالمسافع أو المناديل، ونشتغل مع أهالينا في المزرعة، ونلتقي مع رجال القرية دون أن نغطي وجوهنا، وكنّا أيضا نتعامل مع الرجل أخا وأبا وابنا وجارا وضيفا من دون شك أو نوايا سيئة منه أو منّا، وكان الرجال يقدروننا ويحترموننا".

واعتبرت د. سهيلة زين العابدين -عضو جمعية حقوق الإنسان وعضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين- أن غطاء الوجه ساهم في الحد من توسع مشاركة المرأة، وقنّن فرص عملها التي انحصرت في مجالات محددة جدا.

وقالت "كشف الوجه ضرورة ملحة في حالة البيع والشراء إذا ثبت أن البضاعة مغشوشة؛ فكيف استطيع اثبات حقي، وهناك الكثير من الأدلة التي تدلل على أن تغطية الوجه غير واجبة على المرأة، ولبس النقاب غير واجب، ومحرم ارتداؤه وهي محرمة في الحج".

وأضافت "للأسف الشديد الكثير أخضعوا النصوص القرآنية والأحاديث النبوية لموروث فكري وثقافي طبقا للعادات والتقاليد والأعراف التي توارثوها، وعادات وتقاليد جاهلية لا تمت للإسلام بصلة، وبعضهم يستند على أحاديث موضوعة؛ بالرغم من تعارضها مع نصوص قرآنية".

وبينت أن تغطية الوجه يعني اقصاء المرأة عن المشاركة في الحياة العامة والكثير من الأعمال و المواقع القيادية في الدولة.

وقالت سوزان المشهدي -كاتبة وأخصائية اجتماعية- "بالطبع احترم غطاء الوجه لمن ترغب بتغطية وجهها، ولكني أرفضه رفضا قاطعا وواضحا أثناء التعامل في المؤسسات الخدمية -التي لها صلة مباشرة بخدمة المواطنين والمواطنات كالبنوك والمحاكم بالتحديد-، حيث أثبتت القصص المريعة -جراء عدم التثبت من هوية المرأة- ضياع كثير من حقوقها، وهذا في رأيي أكثر جرما من رؤية القاضي لصاحبة الشأن؛ للتثبت من هويتها، أو على أقل تقدير توفير امرأة تتولى هذه المهمة، والقصص تخبرنا أيضا عن تعمد بعض الرجال لبس العباءة وغطاء الوجه في أماكن نسائية خالصة ولأغراض التسول وغيرها".

وأضافت "أومن بأن الوجه هو هوية المواطنات، وهو أداة التعريف بشخصيتها، والمرأة التي لا تفعل أي سلوك خاطئ لا تخشى أن يعرفها الناس في أي مجتمع، وليس معنى كلامي أن التي لا تفضّل كشف وجهها تكون غير ذلك، ولكن لا ينبغي ربط هذا بالدين، ولا بالصلاح والتقوى وغيرها، والدليل كراهية كشف الوجه في الحج والعمرة".

وأشارت إلى أن "الزمن والثقافة والوعي وزيادة الانفتاح المسؤول؛ سيساهم بشكل جدي وجذري بتغيير المعنى؛ فلا تعد حينئذ الكاشفة لوجهها أنها متسيبة مثلا، بل سنفهم أنها ضرورة من ضروريات الحياة التي بات غطاء الوجه في بعض المؤسسات يشكّل عائقاً، ويؤدي إلى جرائم أكثر خطورة كضياع الحقوق وغيرها".

 
   
 


 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced