خطف واغتصاب تحت تحديد السلاح متى تختفي البلطجة من شوارع مصر؟-الأخبار

خطف واغتصاب تحت تحديد السلاح متى تختفي البلطجة من شوارع مصر؟

	نشر بواسطة: Adminstrator
	الثلاثاء 05-03-2013

لهنّ – أسماء أبوشال

مع الانفلات الأمني وانتشار السلاح في ظل الفوضى العارمة التي تشهدها مصر ، زادت نسبة السرقة بالإكراه وحوادث الخطف والاغتصاب بطريقة ملحوظة لم يعتاد عليها المجتمع المصري من قبل.

وحدثت مؤخراً سلسلة من الحوادث التى تحدثت عنها الصحف منها محاولة سرقة سيارة النائب السلفي عضو مجلس الشورى أسامة فكرى بالقليوبية.

حيث تعرض لإطلاق الرصاص من قبل ملثمين، أثناء عودته بسيارته من القاهرة إلى محل إقامته بمدينة الخانكة فى القليوبية، ، وفشل الجناة فى الاستيلاء على السيارة وفروا هاربين.

تم تحرير محضر بالواقعة، وتكثف الأجهزة الأمنيه جهودها للقبض عليهم، وأمرت النيابة بانتداب المعمل الجنائى لمعاينة السيارة.

وكشفت التحريات أن الواقعة جنائية وليست سياسية ، حيث قام 4 ملثمين يستقلون سيارة ربع نقل وبحوزتهم أسلحة نارية أطلقوا النار على النائب، وحاولوا الاستيلاء على سيارته ماركة «B.M.W»، إلا أنه نجح فى الإفلات منهم.

طفل أجا
وكانت أسرة الطفل رضا محمود الذي اختطف من قريه بقطارس التابعه لمركز أجا ، الأوفر حظاً مقارنة بحال أسر عديدة ، بعد أن توصلت التحريات السريه عن تردد أحد الأشخاص الغرباء على ناحيه منيه سمنود - دائره المركز وبصحبته طفل وقيامه باستئجار مسكن يقطن به والطفل الذى بصحبته وبتكثيف الجهود أمكن تحديد هذا الشخص الذى تبين أنه يدعى ة. ر. م. أ س27 حداد - والذى تربطه علاقه صداقه بوالد الطفل المختطف حيث استغل تلك العلاقه وكثره مجالسته لوالد الطفل، ونظراً لمروره بضائقه ماليه فقد هداه تفكيره لاختطاف الطفل ومحاوله مساومه والده على مبلغ مالى كفديه لتحريرة.

وتوجه صباح يوم الحادث إلى ناحيه محل إقامه الطفل وعند مشاهدته له قام باستدراجه واختطافه والهروب به ثم توجه عقب ذلك لشخص يدعى بكر عبد اللطيف خضر - وطلب منه الإقامه طرفة.

بمناقشه الأخير أقر بقيامه بتوفير مسكن للمتهم حيث أوهمه على غير الحقيقه بأنه يوجد بينه وبين زوجته خلافات أسريه وأن الطفل الذى بصحبته نجله حيث تم تحرير الطفل المختطف وإعادته إلى ذويه، وتم تحرير محضر بالواقعه.

خرجت ولم تعد
أما أسرة إيمان المختفية والبالغة من العمر 18 عاماً ، فما زال البحث مستمراً ، بعد أن غابت فجأة عن المنزل وسط دموع وآهات الأم ، تاركة ذكراها الجميلة خلفها من كتب وصور ، تذكر أسرتها ببهجتها التي فقدتها ، بعد أن كان الجميع يستعد لحفل زفافها على ابن خالها قريباً.

تقول أم إيمان : نعاني منذ أيام من الألم ويعتصرنا الحزن ، لا نستطيع الأكل أو الشرب ، وجميع الأقارب والمعارف لم يتركوا مكاناً إلا ما بحثوا عنها فيه ، نشعر بالشتات ولا نعرف مصير البنت.
وتتوقع أم إيمان بأن من قام باختطاف فلذة كبدها هم عصابة ، مشيرة إلى أن محاولة شخص واحد فى السيطرة على بنت لخطفها أمر غير معقول، إلا إذا تم تخديرها أولاً .

معاناة مستمرة
إيمان ليست الوحيدة ، فهناك العديد من الأسر المصرية تذوق من نفس كأس المرارة ، بنات وسيدات بل رجال وأطفال وجميعهم في عداد المفقودين ، وليس أمام ذوي المفقودين سوى الاعتماد على النفس والبحث هنا وهناك في ظل غياب الأمن ، لذلك تزايدت الإعلانات على المفقودين في معظم شوارع مصر وعلى أعمدة الإنارة والصحف وصفحات التواصل الاجتماعي ، الأمر الذي يؤكد على الظاهرة وتناميها.

ورغم ما يعانيه أهالي شهداء الثورة ، إلا أن أهالي المفقودين ربما أشد حزناً على ذويهم الذين تم اختطافهم أو فقدوا في ظروف غامضة ولم يكتشف لهم مصير .

عودة الأمن

وعن الأوضاع الأمنية في مصر وتنامي ظاهرة الخطف ، علق الخبير الأمني اللواء المتقاعد عادل مراد قائلاً : لجنة تقصي الحقائق أثبتت بالفعل أن هناك أكثر من 2300 شخص مفقود ما بين اختطاف واغتصاب وما إلى ذلك منذ أحداث ثورة 25 يناير ، واعترفت حكومة الدكتور عصام شرف بهذا العدد ، والأجهزة الأمنية توصلت إلى 1300 شخص ، واخترت لجنة تقصي الحقائق وزارة الداخلية بأسماء المفقودين ، ولكن للأسف الوزارة مشغولة أكثر بالأحداث والمظاهرات تحديداً ،ولا تقوم الجهات بدورها المتوقع ، ولم يتم الرد علي اللجنة.

وأرجع اللواء مراد سبب تنامي الظاهرة إلى وجود كميات السلاح الكبيرة المهربة عن طريق الحدود في مصر مما ساعد على انتشار ظاهرة البلطجة ، مما أدي إلى زيادة عدد جرائم الاختطاف إما لطلب الفدية أو الاغتصاب ، مشيراً إلى أن جهاز البحث الجنائي هو المنوط بهذه المسئولية ، ومهمته هو البحث وإلقاء القبض على الجاني ، وبالفعل تم التعامل مع بعض الحالات ، ومن المنتظر أن تقل هذه الحوادث في الفترة القادمة ، مؤكداً أن مجهودات الأهالى البدائية في البحث لا تمكنهم من العثور بالفعل على ذويهم.

وأضاف اللواء عادل مراد : معظم حالات الخطف التي تم التعرف علي مرتكبيها من خلال أجهزة البحث الجنائي كانت بسبب رغبة الجاني فى الحصول على "فدية" في ظل وجود السلاح ، لافتاً الانتباه إلى أن مبادرة الرئيس مرسي لاحتواء الأزمة داخل البلد تبشر بنتائج طيبة تنعكس على الشارع المصري والاستقرار داخل البلد ، لذلك من المنتظر عودة الجهاز الأمني إلى أفضل مما كان عليه فى السابق خلال الأيام القادمة.

واقترح الخبير الأمني عمل قانون "حماية الشهود" لتشجيع الناس على الإدلاء بأي معلومات خاصة بأي جريمة أيا كان نوعها ليحميهم القانون.