لا تعليم حقيقي في العراق بل واسطات واتكال على الدروس الخصوصية
نشر بواسطة: Adminstrator
السبت 16-03-2013
 
   
ايلاف/وسيم باسم
تثير ظاهرة انخفاض المستوى التعليمي للطلاب والتلاميذ في العراق انتقادات واسعة، توجهها الجهات الاكاديمية والأسر التي تنظر بعين اليأس إلى مهارات الطلاب والتلاميذ المتراجعة في التعلم، وإلى عجزهم عن مواكبة الدروس بفاعلية.
ينقل المدرس قاسم الخالدي مشهدًا محزنًا يجسده التدهور والانحطاط في المستويات الدراسية، يصاحب ذلك انهيار في القيم الأخلاقية والتربوية، ليؤول الجو الدراسي العام إلى بيئة موبوءة تنعدم فيها القدرة على تربية الأجيال. يشير الخالدي إلى  عجز تلاميذ في الصف السادس الأساسي عن الكتابة، ويرد ذلك إلى النجاح بالواسطة، وإلى تساهل المدرسين والإدارة في  انتقال الطلاب من مرحلة دراسية إلى أخرى، من دون أن يتمتع بالحد الأدنى المطلوب. ويتساءل: "كيف يمكن لتلاميذ لا يجيدون القراءة والكتابة أن ينجحوا في الرياضيات والجغرافيا والعلوم؟".

ويعترف التلميذ وائل حسن بأن قدراته في القراءة ضعيفة جدًا، على الرغم من أنه بلغ المرحلة النهائية من التعليم الابتدائي. فقد حصل على درجة 90 بالمئة في مادة العلوم، على الرغم من النقص الواضح في مؤهلاته المعرفية، ما يثير الدهشة حول الاليات المعرفية والتعليمية التي تتبعها المدارس.

كذلك تعترف الكوادر التعليمية بانخفاض المستوى التعليمي للطلاب والتلاميذ، لكنهم يظلون عاجزين عن معالجة نقاط الخلل. السبب في ذلك، كما يرى لطيف سلمان، وهو مدير مدرسة، يكمن في أن علاج المشكلة يظل خارج قدرات الكوادر التعليمية، "فالمناهج الدراسية بعد العام 2003 تغيرت، كما استحدثت مناهج تربوية عصرية، لكن المستويات الدراسية استمرت من سيئ إلى اسوأ".

نقمة الدروس الخصوصية
يرى المشرف التربوي اكرم الخاقاني أن الاعتماد على الدروس الخصوصية خارج اوقات الدوام المدرسي ولّد كوادر نفعية لا تبذل جهدًا مخلصًا داخل المدرسة، بغية جذب الطلاب إلى تلقي الدروس في حصص إضافية منزلية مدفوعة الأجر.

ويؤكد الخاقاني انه شاهد عيان على مدرسين يربحون من الدروس الخصوصية زهاء ثلاثة آلاف دولار في الشهر، خصوصًا إذا كانوا يدرسون المواد العلمية، مثل الرياضيات والفيزياء والكيمياء.

مقابل ذلك، يؤكد أولياء أمور الطلبة أن تكاليف الدروس الخصوصية باهظة جدًا. يقول قاسم محمد، الاب لولدين يتبعان الدروس الخصوصية، إنها تكلفه نحو 2500 دولار في السنة، لانهم يتلقون دروسا خصوصية في غالبية المناهج الدراسية،  بسبب ضعف مستواهم.

وتقول بسمة عبد الامير الخفاجي، الطالبة في الاعدادية، إن كلفة الدرس الأسبوعي الواحد في بابل تبلغ نحو 250 دولارًا في السنة عن مادة الرياضيات، كما تدفع لمادة الفيزياء 300 دولار في السنة الدراسية الواحدة، بمعدل درس واحد في كل اسبوع. تضيف: "انهيار العملية التعليمية داخل المدرسة امر متوقع في ظل عدم وجود ضوابط تمنع المدرس من اعطاء الدروس خارج المدرسة".

علاقة تجارية بحتة.. الحلول
تقول النائبة انتصار الغرباوي، العضو في لجنة التربية البرلمانية، إن ظاهرة الدروس الخصوصية تجعل الطالب يعتمد عليها فقط وتشتت اهتمامه بالمدرسة، ولا بد للمدرس أن يعطي الدرس استحقاقه العلمي الكامل.

وكات وزارة التربية اعلنت أواخر العام 2012 أنها تدرس إطلاق العمل بحصص التقوية للحد من ظاهرة التدريس الخصوصي.
والجدير ذكره هنا أن الدروس الخصوصية في العراق أصبحت ظاهرة ملموسة في كل المدن، وتأخذ حيزًا زمنيًا موازيًا للدوام المدرسي. كما أن المدرس يبذل جهدًا ووقتًا اكثر في الدروس الخصوصية، مقارنة بعمله التعليمي في المدرسة.

ويلفت المشرف التربوي عصام فرحان إلى انتشار الملازم الدراسية، وهي كتيبات تعوّض عن الكتاب الاصلي وتُباع من قبل المدرّسين للطلاب، معترفًا بأن دور المعلم كقاسم مشترك بين المادة التدريسية المنهجية والتلميذ تحول إلى علاقة تجارية بحتة.

وتابع: "لم تعد مهنة التعليم من أصعب المهن، بل مهنة يمارسها كثيرون لا يجيدونها، لأن جل اهتمامهم يتركز على الجانب المادي فقط".
ولان التعليم اصبح عملية يشوبها الفساد واستسهال التخرج والحصول على شهادة بالمحسوبية والوساطة، تتوالد اجيال جديدة من معلمين ومدرسين لايحصلون على التدريب والتأهيل الكافي المطلوبين.

ويؤكد فرحان بحكم تجربته في التفتيش والمراقبة أن هناك الكثير من الكوادر التعليمية والتدريسية التي لا تتمتع بالمهارات المطلوبة في التربية والتعليم. وبحسب اختبار مركزي شارك فيه فرحان فان النتائج اثبتت فشل مدرسين ومعلمين في اختبارات الكفاءة.

وكشفت مسوحات وزارة التربية عن وجود ثلاثة ملايين وخمسمئة ألف أمي. ويبلغ عدد الطلاب المتسربين خلال خمس سنين في المرحلة الابتدائية حوالى ستمائة الف طالب وطالبة، كما يبلغ عدد التلاميذ من الذكور والإناث في الاول الابتدائي في بغداد وحدها حوالى مائتي الف.

اكتظاظ الصفوف.. والعبور
المعلم قاسم السلطاني يشير إلى احد عوامل تردي المستوى التعليمي فيقول إن تكليف المعلم بتدريس عدد كبير من التلاميذ يحول دون اعطاء درس ناجح، مؤكدا انه يعطي الدروس في فصل دراسي يتكون من اربعين طالبا.

وما زالت النسبة الاكبر من مدارس العراق بعيدة عن التقنيات الحديثة في العملية التعليمية والتربوية كما أن الكادر التعليمي لم ينجح في تطوير امكانياته العلمية وتوظيف تقنيات الانترنت والميديا الرقمية في التربية والتعليم.

وأحد العوامل التي افقدت العملية التعليمية زخمها استسهال عبور الطلبة لاسيما في المراحل المختلفة عبر قرارات رسمية، اذ يعيد الطلبة الامتحان لثلاث مرات في بعض الاحيان، كما منحت وزارة التربية في العام الدراسي 2011 / 2012 طلبة المرحلتين الاعدادية والمتوسطة فرصة اداء امتحانات الدور (الثالث)، ومقابل ذلك، فقد تسببت المواقع الاجتماعية في انخفاض المستوى التعليمي، اذ يقضي الطلاب وقتا طويلا في تصفح مواقع النت ومواقع التواصل الاجتماعي، مما يفقدهم القدرة على التواصل مع الدروس وتنفيذ الواجبات المدرسية البيتية، وبسبب ذلك لجأ بعض اولياء الامور إلى قطع النت عن ابنائهم بغية اجبارهم على الدراسة، لكن هذا لم يمنعهم من اللجوء إلى مقاهي النت لتمضية أوقات طويلة خلف شاشة الحاسوب.

 
   
 


 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced