طريق الشعب
ضربت بغداد الحبيبة وعددا من المحافظات الاخرى، صباح أمس، موجة اعتداءات إرهابية آثمة، أودت بحياة العشرات من أبناء شعبنا الأبرياء.
وجاءت هذه الهجمات الغادرة امتدادا للعمليات الإرهابية التي سبقتها، وكان آخرها اقتحام مبنى وزارة العدل، والتفجير الاجرامي في البصرة.
والحصيلة المروعة لهذه العمليات الدموية ومثيلاتها، هي الثمن الذي يدفعه شعبنا العراقي جراء الخلافات السياسية المحتدمة بين القوى المتنفذة في السلطة، وما يرافقها من تأجيج طائفي وأثني، ومحاولات استقطاب سلبي غرضه تحقيق مكاسب ضيقة.
وليس خافياً على أحد، لا سيما من السياسيين المتنفذين في السلطة، أن هذه الأجواء الملبدة بدخان الصراع الطائفي والأثني، إنما هي البيئة الأمثل لنشاط القوى الظلامية، والحانقة على عراقنا، والمتربصة به. لكن البعض يتمادى للاسف في تعميق الأزمة، غير مبالٍ الحقيقة الراسخة المذكورة!
أيام عصيبة مرت على العراق والعراقيين، وسيمر مزيد منها ما لم يدرك القادة المسؤولون حجم الخطر الداخلي والخارجي المحدق بالبلد ومستقبله، وبالعملية السياسية، بل حتى بوحدته الوطنية ونسيجه الاجتماعي.. وما لم يعوا حجم الهاوية التي يراد دفعه نحوها.
واننا إذ نشير مجدداً إلى العجز الأمني الحاصل في مواجهة الإرهاب وتنظيماته الخبيثة، فأننا نؤكد أن هذا العجز ناجم عن عجز السياسة المتبعة في مواجهة استحقاقات المرحلة التي يمر بها شعبنا وبلدنا. فلا بد اذن من إعادة النظر بتلك السياسة، عبر الجلوس إلى طاولة حوار واسعة تضم كل القوى المؤسسة للعملية السياسية.
وقبل ذلك، لا بد من الابتعاد عن التشنج، واشاعة أجواء التهدئة السياسية، وتوفير ضمانات لتنفيذ الاتفاقات، بما يعيد الثقة لجميع الأطراف.
وبهذا نرد الصفعة لمنفذي تفجيرات الأمس الدامية.
الرحمة لشهدائنا والشفاء العاجل للجرحى.
مرات القراءة: 1214 - التعليقات: 0
نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ،
يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث
المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ