المرأة العراقية نصف المجتمع والضحية الأولى للانتهاكات والمهمش الاكبر في الحياة السياسيه-الأخبار

المرأة العراقية نصف المجتمع والضحية الأولى للانتهاكات والمهمش الاكبر في الحياة السياسيه

	نشر بواسطة: Adminstrator
	الإثنين 09-03-2009

يحتفل العالم كل عام في الثامن من آذار (مارس) بمناسبة يوم المرأة العالمي، وهو تقليد سنوي منذ عام 1910 تيمناً بحادثة تعرضت خلالها نسوة خرجن في نيويورك في مثل هذا اليوم عام 1857 في مسيرة احتجاج للمطالبة بتحديد ساعات العمل .
ويحظى الاحتفال بهذا اليوم برعاية منظمة الأمم المتحدة منذ تأسيسها، إذ كان ميثاقها الذي وُقع في سان فرانسيسكو عام 1945 أول وثيقة دولية تعترف بالمساواة بين الجنسين كحق أساس من حقوق الإنسان .
وبات اليوم العالمي للمرأة مناسبة للاحتفاء بنضال النساء وتقدير جهودهن وتضحياتهن ومعاناتهن وإنجازاتهن المتميزة وإبداعاتهن وقدرتهن على التغيير وما يظهرنه من تحدّ لمختلف الظروف وسعيهن الى تخطي المشاكل وصنع مستقبل افضل لهن ولمجتمعهن المحلي أو الوطني أو القومي أو الإنساني.
ويستثمر مرصد الحقوق والحريات الدستورية (MRFC) هذه المناسبة لتسليط الضوء على الانتهاكات التي مورست وتمارس ضد المرأة العراقية، أسوة بشرائح المجتمع العراقي الأخرى التي دأب على عرض ما تتعرض له من انتهاكات أمام أنظار الرأي العام وعلى طاولات صانعي القرار في السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية .
ويلفت المرصد الى بيان سابق له في مثل هذا اليوم من العام الماضي 2008، أجمل فيه بعض ما تعرضت له المرأة في العراق خلال عام 2007 من انتهاكات لحقها في الحياة والحرية, ورصد فيه وقوعها ضحية مؤثرات سلبية لأربع ظواهر (القتل، الترمل، التهجير، والانقطاع القسري عن التعليم وتفشي الأمية بين النساء) .
ومع استمرار أعمال الرصد من قبل لجان المرصد (القانونية والإعلامية بالتعاون مع لجنة المرأة) خلال عام 2008 ولغايه الان ، تبين استمرار تعرض المرأة العراقية الى انتهاكات خطيرة، جرى تصنيفها على النحو الآتي:

* القتل :

1. القتل على أيدي عناصر الجماعات المسلحة (الهجوم المسلح أو الاغتيال). (أحد نتائج الواقع الأمني السائد)
2. القتل على أيدي الأقارب والأهل (جرائم الشرف). (أحد إفرازات الواقع الاجتماعي وضعف سلطة القانون وتنامي نفوذ الأعراف العشائرية والتطرف الديني(

* الاختطاف . (أحد ظواهر الواقع: الأمني والسياسي والاقتصادي) .
* زيادة أعداد الأرامل . (أحد نتائج الواقع الأمني( .
* زيادة أعداد المطلقات . (أحد نتائج الظروف الأمنية والاقتصادية والاجتماعية) .
* زيادة أعداد الفتيات اليتيمات . (أحد نتائج الظروف الأمنية) .
* زيادة حالات الاغتصاب . (أحد نتائج الظروف الأمنية والاجتماعية) .
* ظاهرة النساء والفتيات الانتحاريات (أحد نتائج الظروف الأمنية والسياسية والاجتماعية) .
* ضعف المشاركة والتمثيل الحر في الحياة السياسية . (أحد نتائج الواقعين السياسي والاجتماعي) .

المحافظات التي تم رصد ازدياد عمليات العنف ضد النساء فيها والتي خلفت وقوع ما لا يقل عن 72 شهيدة و 15 جريحة، وفقاً لإحصاءات المرصد وكالآتي:
1. نينوى: ظهرت فيها حوادث) اغتيال – هجوم مسلح – جثث مجهولة – خطف – قتل بنيران القوات الأمريكية) لنساء المحافظة حيث أظهرت إحصائيات المرصد وقوع ما لا يقل عن (36) ضحية من النساء وكالآتي:
الاغتيال : تم اغتيال (12) امرأة بينهن ( نساء عاملات في الشرطة والدوائر الحكومية وامرأة حامل ومسيحيات) .
الجثث المجهولة: تم العثور على (9) جثث تعود لنساء تم قتلهن إما بعيارات نارية أو الذبح أو الخنق، وبينهن فتيات تتراوح أعمارهن بين (16- 18) سنة .
الخطف : تم خطف (6) نساء، بينهن فتيات بعمر 15 سنة وطالبات.
الهجوم المسلح : تم قتل ما لا يقل عن (3) نساء بعد اقتحام منازلهن وقتلهن من قبل الجماعات المسلحة، وبينهن ايزيدية مع زوجها .
عمليات القوات الأمريكية : تم قتل ما لا يقل عن (3) نساء من قبل القوات الأمريكية بعد دهم المنازل، وإصابة ما لا يقل عن (3) أخريات بنيران عشوائية .
2. ديالى: ظهرت فيها حوادث ( اغتيال – هجوم مسلح – جثث مجهولة – قتل بنيران القوات الأمريكية ) لنساء المحافظة حيث أظهرت إحصائيات المرصد وقوع (26) ضحية من النساء وكالآتي:
الاغتيال: تم اغتيال (7) نساء، إما باقتحام منازلهن لقتلهن أو قتلهن مع أزواجهن، كما تم اقتحام منازل لعوائل مهجرة .
الجثث المجهولة: تم العثور على (3) جثث تعود لنساء تم قتلهن إما بالرصاص أو الذبح أو الخنق .
الهجوم المسلح: تم قتل ما لا يقل عن امرأتين بعد اقتحام منزليهما وقتلهما من قبل الجماعات المسلحة، وإصابة ما لا يقل عن (12) جراء الهجوم المسلح على منازلهن
. عمليات القوات الأمريكية: تم قتل ما لا يقل عن امرأتين من قبل القوات الأمريكية .
3. كركوك: ظهرت فيها حوادث ) اغتيال – جثث مجهولة – خطف - قتل بنيران القوات الأمريكية) لنساء المحافظة حيث أظهرت إحصائيات المرصد الى وقوع (11) ضحية من النساء وكالآتي:

الاغتيال: تم اغتيال (5) نساء بينهن ( زوجات لمسؤولين إذ تم الاغتيال إما بالرمي بالرصاص أو بالعبوات الناسفة)
الجثث المجهولة: تم العثور على (4) جثث تعود لنساء تم قتلهن إما بالرصاص أو الذبح أو الخنق
الخطف : تم خطف (1) فتاة
عمليات القوات الأمريكية: قتلت (1) امرأه بنيران القوات الأمريكية على اثر دهم منزل عائلتها .
4 - واسط : ظهرت فيها حوادث (جثث مجهولة – خطف - هجوم مسلح) لنساء المحافظة، حيث أظهرت إحصائيات المرصد وقوع (10) ضحايا من النساء وكالآتي:
الجثث المجهولة : تم العثور على (4) جثث تعود لنساء تم قتلهن بالرصاص ورميهن على قارعة الطريق وبينهن امرأة حامل .
الهجوم المسلح : تم قتل ما لا يقل عن (4) نساء بعد اقتحام منازلهن وقتلهن مع أزواجهن من قبل الجماعات المسلحة . .

الخطف : تم خطف فتاتين قرب منزليهما .
5- .بابل وأربيل : ظهرت فيها (جثث مجهولة) لنساء المحافظة، حيث أظهرت إحصائيات المرصد قتل (3) نساء رمياً بالرصاص إحداهن مقطوعة الرأس في بابل، فضلاُ عن العثور على جثة امرأة في أربيل .
6. البصرة : ظهرت فيها حوادث (جثث مجهولة – قتل بالألغام الأرضية) إذ أظهرت إحصائية المرصد وقوع ضحيتين من النساء ..

الأرامل والمطلقات واليتيمات وحالات الاغتصاب
لما تزل النساء العراقيات يواجهن مصير(الترمل واليتم) وفقدان المعيل بسبب العمليات المسلحة اليومية التي تحصل في العراق
كما يعانين من تفشي ظاهرة (الطلاق) لأسباب اقتصادية، جراء ارتباك الوضع الاقتصادي والمعيشي، وانتشار البطالة، إذ أفادت آخر الإحصائيات بوجود ما لا يقل عن (مليوني امرأة ) أرملة، وما لا يقل عن (مليون ونصف) امرأة مطلقة, مع انعدام وجود مؤسسات حكومية تعنى بشؤون هذه الفئات المهمة والمهمشة
وفيما يخص حالات الاغتصاب : ثبت وجود حالات اغتصاب لفتيات ونساء وذلك إما من قبل الجماعات المسلحة أو التي حدثت في بعض السجون، وهي حالات لم يتم التطرق لها، ولا توجد إحصائيات دقيقة عن مثل هذه الانتهاكات كما لا توجد مراكز أو هيئات تعنى بتلك الحالات وتعالج الحالة النفسية للضحية وتقدم لها المساعدة .

النساء والفتيات الانتحاريات
تنامت ظاهرة الانتحاريات والتي تم استخدامها من قبل الجهات الارهابية، إذ استخدمت النساء كدروع بشرية لتفجير أنفسهن واستهداف أكبر عدد من المواطنين، بعد أن يتم التغرير بهن واستغلال الظروف السيئة التي يعشنها، ولا سيما النساء غير القادرات على التعامل مع مأساة فقدان الأزواج والابناء بسبب العنف، واستغلال اليأس ورغبه الانتقام لديهن، بالإضافه الى سوء الاوضاع المادية والمعيشية وتفشي ظاهرة البطالة واعتماد كثير من العائلات على النساء لتدبير لقمة العيش.
ورصدت ازدياد ظاهرة الانتحاريات وتنفيذهن للعمليات الانتحاريه في كل من المحافظات ( ديالى – بغداد – كربلاء – صلاح الدين ).

ضعف المشاركة والتمثيل الحر في الحياة السياسية
وبالإضافة الى ما تقدم، تعاني المرأة من ضعف دورها في التمثيل السياسي وتقييد إرادتها في اختياراتها السياسية التي تحددها غالبا الإرادة الذكورية (الأب أو الأخ أو الزوج)، ولا زالت هذه المشكلة المزمنة تفرض حضورها الطاغي على نسبة كبيرة من النساء .
كما استمرت السياسيات في ممارسة أدوارهن السياسي غير المكافئة للظروف الحالية، بما لا يعزز دور المرأة العراقية في هذا المجال بالصورة اللازمة, فقد طبقت الانتخابات المحلية التي جرت في الحادي والثلاثين من شهر كانون الثاني (يناير) الماضي (انتخابات جالس المحافظات ) نظام الكوتا، إلا أنها لم تحقق العدالة في تأمين فرص متساوية ومتكافئة لجميع المرشحات، ولذلك فإن عدداً من النساء المميزات الكفوءات لم يحققن الفوز، وفازت نساء منتميات لأحزاب نافذة .

التوصيات :
نظرا لتردي أوضاع المرأة في العراق ومواجهتها لتحديات ومشاكل جديدة ومتنوعة، مع غياب أو ضعف دور الحكومة في توفير أدنى احتياجات النساء ضحايا العنف (بأشكاله المختلفة)، يوصي (مرصد الحقوق والحريات الدستورية) :
1. تأسيس المجلس الوطني لرعاية المرأة والطفل, ووضع صندوق لرعايتهما تحدد له إيرادات ثابتة، لكون المرأة والطفل يمثلان الفئات الأكثر تضررا من أعمال العنف .
2. تحويل (وزارة المرأة) من مكتب وزير دولة تابع لمجلس الوزراء الى وزراة بحقيبة وزارية ذات اختصاصات فعلية، ويسن لها قانون ينظم عملها وصلاحياتها .
3. تفعيل دور شبكة الحماية الاجتماعية للمحتاجين وذوي الاحتياجات الخاصة، إذ تفتقر هذه الشبكة الى توزيع عادل للإعانات وبشكل يكفي متطلبات الحياة .
4. العمل بالمادة (30) من الدستور التي تكفل فيها الدولة حق الفرد والأسرة،، وبخاصة الطفل والمرأة،، في الضمان الصحي والاجتماعي .
5. العمل بالمادة (29) من الدستور من باب الحقوق والحريات التي تكفل فيها الدولة حماية الأمومة والطفولة وتمنع أشكال العنف والتعسف في الأسرة والمجتمع .
6. كما يطالب المرصد كل من المنظمات ( المحليه والدوليه ) التي تعنى بحقوق الانسان وحقوق المرأه بتكريس الجهود لتقديم اقصى المعونات الماديه والمعنويه للنساء في العراق من خلال برامج حيويه وفعاله وحقيقه .