عراقيون: المالكي عزا أيران بزلزال والعراق يتزلزل يوميا من دون تعزية
نشر بواسطة: Adminstrator
السبت 20-04-2013
 
   
المدى برس/ بغداد
"بابا حبيبي، لحيتك الحلوة بابا.. تسألني أزينهة لو لا بابا.. حسبي الله ونعم الوكيل"، بهذه الكلمات كان ينوح أب على جثة أبنه بكفنه الأبيض وهو يودعه بدموع حارة وقبلات، في فيديو نشر على مواقع التواصل الاجتماعي، إلى جانب صور أكفان بيض أخرى وتشييع لشباب تفجير يوم أمس الذي استهدف مقهى العامرية غربي بغداد وأسفر عن مقتل وإصابة أكثر من 100 شاب، في وقت استنكر ناشطون مدنيون "الصمت الحكومي" إزاء "مواقف تحتاج إلى وقفة إنسانية، بدلا من تعزية دول أخرى بزلزال".
وانتشرت على (الفيس بوك) و(تويتر)، صورا وفيديو يظهران ضحايا التفجير الذي استهدف مقهى شعبيا في منطقة العامرية غربي العاصمة بغداد بعبوتين ناسفتين، وأسفر عن سقوط ما لا يقل عن 100 شخص بين قتيل وجريح بينهم أجانب، إذ أظهرت الصور القتلى والذين لا تتجاوز أعمارهم الـ30 سنة مكفنين، في صور "مؤلمة يندى لها جبين الإنسانية"، كما وصفها مواطنون.
مواطن: أعداد القتلى ترتفع لخطورة حالة المصابين
ويقول حسين فؤاد (32 سنة) بحرقة باللهجة العامية وهو ينظر إلى صور القتلى عبر موقعه على الفيس بوك، "اللي قتل الشباب ونفذ العملية مو بشر"، مؤكدا أن "أعداد القتلى ترتفع ويقوم أصدقاء الضحايا بوضع صورهم، فحتى الشباب المصابين في المستشفى توفي عدد منهم جراء الاصابات الخطرة".
ويضيف فؤاد في حديث إلى (المدى برس)، أن "الصور يندى لها جبين الإنسانية، فالقتلى هم في عنفوان الشباب"، ويشير متهكما "من فعل هذه الجريمة يجب أن يحاسب، وننتظر من الحكومة موقف مشرف، لكي تثبت أن أرواح العراقيين ليست رخيصة، ولكن قتل عراقيون في السابق ولم يحصل شيء".
مواطنة: لا يمكن اتهام جهة والجميع مسؤولون
وتقول المواطنة ندى السامرائي بغضب وانفعال في حديث إلى (المدى برس)، إن "العراقيين لا يستطيعون اتهام جهة بحادث التفجير وتبرئة أخرى، لأن الجميع مجرمين ومشتركين بخيانة العراق، وحتى لو لم تتسبب جهة معينة بالحادث فان قتل الشباب الأبرياء يوم أمس، جاء من أجل أن تشير أصابع الاتهام إلى جهة لديها خلاف مع الأخرى".
وتبين السامرائي أن "الخلافات بين السياسيين هي السبب، في ما يحدث من تفجيرات في البلاد"، مشيرة إلى أن "سلسلة الخلافات والنزاعات فيما بينهم لن تنتهي ما دامت مصالحهم ومطامعهم واحدة وهي سرقة البلاد، فخلافاتهم طوق يخنق العراقيين".
وتضيف السامرائي "الشعب العراقي موحد وما حدث في المناطق السنية، هدف به البعض إلى أثارة التفرقة بين العراقيين الذين يتذكرون جيدا ما فعله المجرمون في المناطق الشيعية من تفجيرات وقتل للأبرياء قبل أسبوع من الآن".
مواطن: المالكي يعزي أيران ويترك العراقيين بلا تعزية 
ويرى المواطن ابو أحمد (47 سنة) أن "رئيس الحكومة نوري المالكي يبدو وكأنه يعيش في بلد آخر أو كركوكب آخر"، وينصحه بان يفتح صفحة على مواقع التواصل الاجتماعية لكي يرى ما ويقرأ ما يعيشه العراقيون.
ويقول أبو أحمد في حديث إلى (المدى برس) بلهجة محلية "يعنبي المالكي ميشوف الي ديصير بالعراق، شنو ما عنده (لديه) فيسبوك لو ملتهي بالانتخابات والترويج لحملته الإعلانية"، ويبين أن "المالكي بصفته رئيس الحكومة، لا بد أن يظهر أنه يحترم العراقيين من خلال نعي أو تعزية أو بيان أو كلمة، ولكي لا نظهر للعالم بأن دمائنا رخيصة".
ويلفت أبو أحمد إلى أن "المالكي عزا قبل أسبوع أيران بزلزال"، متسألا "هل المالكي هو رئيس حكومتنا أم حكومة أيران".
ويضيف أبو أحمد "جميع حكومات العالم التي تحترم شعوبها، تكون معها في محنها، لكن نحن في بلد وكأن سياسيه يعيشون في بلد أخر وعلى أرض أخرى، فكيف لا يرون ما يحدث ولا يؤثر بهم، إذ لا تهتز مشاعرهم من صور الموتى ليخرجوا ببيان مشابه لتعزية رئيس الحكومة لإيران".
وكان رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي عزا، يوم الأربعاء (17 نيسان 2013)، قيادة الجمهورية الإسلامية الإيرانية والشعب الإيراني بـ"فاجعة الزلزال" الذي تسبب بانقطاع التيار الكهربائي والاتصالات في جنوب شرق ايران، مؤكدا أن "العراق مستعد لتقديم يد العون والمساعدة لإغاثة المناطق المنكوبة وتخفيف المعاناة عن المتضررين".
تحذير شبابي: انتخب أو انت التالي
وحتى أن لم يكن للسياسيين وقفة لما ينزفه العراقيون يوميا من دما إلا أن شباب عراقيون ناشطون تجمعوا بنحو عشرين شابا وشابة، من مختلف الطوائف والقوميات في ساحة الفردوس ببغداد في فعالية أطلقوا عليها (أنت التالي)، معلنين رفضهم  للعمليات الارهابية التي تطال الشباب والعراقيين على وجه الخصوص، فيما أشاروا إلى أنهم يسعون من خلالها إلى حث المواطنين على الانتخابات والتغيير حتى لا يكونوا الضحايا الجدد "للإرهاب".
وتقول احدى المشاركات نوف عاصي (27 سنة) في حديث إلى (المدى برس) إن "الفعالية تعبر عن الرفض لنزيف الدماء الذي يطال عدد كبير من شبابنا ونسائنا من جميع المذاهب والقوميات من دون استثناء، ونحن لن نسكت على ذلك بعد الأن".
وتضيف عاصي أن "فعاليات (أنت التالي) بدأت منذ، صباح اليوم الجمعة، من خلال توجيه دعوات لأعداد كبيرة من الشباب عبر مواقع التواصل الاجتماعي (الفيسبوك) من أجل الحضور إلى ساحة الفردوس للمشاركة في هذه الفعالية السلمية".
وتتابع عاصي "نحن نريد أن نوصل رسالتنا إلى الشعب العراقي من خلال هذه الفعالية، ونحثهم على التغير من خلال الانتخابات، مستدركة "ونقول لكل فرد عراقي أنت التالي الذي سيستهدف إذا لم يتم التغير من خلال الانتخابات".
من جانبه، يقول احد منظمين التجمع رافد الربيعي في حديث إلى (المدى برس)، إن "المسؤولين وعدونا قبل عشر سنوات وهو تاريخ سقوط الصنم بالتغيير وتحقيق أحلامنا وتوفير الرخاء للشعب العراقي"، مضيفا "لكن مع الأسف لم نحصد من وعودهم غير الموت ونزيف الدم بشكل يومي".
ويشير الربيعي "مع اقتراب موعد الانتخابات يبدا اهتمام السياسيين بالشعب، وبعد الانتخابات ينسونهم"، عادا "هذا دليل قاطع انهم يهتمون بالمناصب من دون الاهتمام بمعاناة الشعب الذي لم ينصفه أي شخص منذ سقوط النظام السابق ولغاية هذه اللحظة".
ويبين الربيعي "لذا قررنا نحن الشباب أن نقف وقفة واحدة ونوجه خطابنا بشكل مباشر إلى "الإرهاب بعد أن عجز وضعف سياسيونا  في مواجهة"، مشددا على أن "هذه الفعالية هي بمثابة رسالة نوجهها لهم باننا لن نسكت وسنقف وسنغير من خلال الانتخابات المقبلة".
ويوضح الربيعي أن "مبادرتنا جاءت بعد الحادث الإجرامي الذي شهده أحد المقاهي الشبابية في منطقة العامرية ببغداد، ليلة أمس، وراح ضحيته العشرات من الشباب"، لافتا "نحن أخترنا شعار (أنت التالي) لأن كل فئة الشباب على وجه الخصوص أصبحت مستهدفة ولا أحد يعرف متى سيأتي عليه الدور ليكون الضحية الجديدة للإرهاب".
بدوره، يعبر المدير التنفيذي لمرصد الحريات الصحافية زياد العجيلي في حديث إلى (المدى برس)  عن اعتقاده بأن "معنى شعار (أنت التالي) واضح وهو توجيه خطاب للجميع بأنهم من الممكن أن يكونوا مستهدفين من قبل الإرهاب".
ويتسائل العجيلي "أين الأجهزة الأمنية من هذه التفجيرات التي تستهدف الكثيرين من أبناء شعبنا، بالأمس استهدف مجموعة كبيرة من الشباب وهذا دليل على أن شباب العراق مستهدف بشكل مباشر من قبل الإرهاب"، داعيا "الأجهزة الأمنية إلى العمل بجدية لوقف هذا النزيف الذي أطاح بالكثير من أبناءنا خلال العشرة أعوام الماضية".
وأختتم المشاركون في تجمع (أنت التالي) فعالياتهم بإيقاد شموع الحزن على أرواح الشباب الذين قتلوا يوم امس في تفجير مقهى شعبي في منطقة العامرية في بغداد.

 
   
 


 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced