العزوف عن الانتخابات المحلية انذار مبكر للقوى السياسية لتدارك حالة "الشلل" قبل الانتخابات
نشر بواسطة: Adminstrator
الإثنين 22-04-2013
 
   
المدى برس/ بغداد
لم يشكل العزوف الكبير عن المشاركة في انتخابات مجالس المحافظات حالة غريبة بل أن ذلك "كان متوقعاً" من قبل أوساط كثيرة، على خلفية حزمة أسباب منها دفع القوى السياسية بالوجه نفسها التي لم تقدم شيئاً للمواطنين بل وافقدتهم الثقة بالعملية السياسية، وهو ما يعطي تحذيراً قوياً من مغبة تكرار الأمر نفسه خلال الانتخابات التشريعية مطلع العام 2014 المقبل إذا لم تتدارك القوى السياسية حالة "العجز والشلل" وفشلت بالتصدي للمسؤولية في مجالس المحافظات.
ومع تعدد أسباب عزوف أغلب العراقيين عن المشاركة في انتخابات مجالس المحافظات، الذي يراه البعض "انعكاساً مهماً لما ستسفر عنه الانتخابات التشريعية المقبلة"، مثلما يبعث برسالة للطبقة السياسية التي عملت على "تغذية هذه الممارسة الديمقراطية عكسياً"، فإن مثقفين يرون أنه مؤشراً آخر على "عدم إيمان الشعب بواقع حال العملية السياسية"، على الرغم من كونه "تصرف خاطئ قد يكرس الخلل ولا يسهم بتصحيح شيء".
وشارك في عملية الاقتراع العام لانتخابات مجالس المحافظات التي شهدتها 12 محافظة عراقية، فضلاً عن المهجرين (فقط) في محافظات إقليم كردستان والأنبار وكركوك ونينوى، ستة ملايين وألف 447 ناخب، أدلوا بأصواتهم، من أصل 13 مليون و800 ألف ناخب يحق لهم فعلياً الإدلاء بأصواتهم، وذلك بحسب ما أعلنه رئيس مجلس المفوضين في المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، سربست مصطفى، في مؤتمر صحافي عقده، مساء اليوم، في فندق الرشيد وحضرته (المدى برس).
محلل: عدم ثقة بالعملية السياسية
وقد كانت هناك "قراءات مسبقة لعزوف الناخبين عن المشاركة في الانتخابات المحلية"، وفقاً لما يراه المحلل السياسي، سعد الحديثي، الذي يقول في حديث إلى (المدى برس)، إن تلك "القراءة المسبقة تأكد لنا أن نسبة المشاركة التي وصلت إلى 40 بالمئة في أحسن الأحوال، بصرف النظر عما يمكن أن تعلنه مفوضية الانتخابات من أرقام".
ويضيف الحديثي، أن "العراقيين سجلوا موقفاً بعدم الذهاب إلى الانتخابات حتى وإن كان سلباً، وبينوا أن لديهم حالة من عدم الثقة بالعملية السياسية الحالية"، ويبين أنهم "وصلوا لأعلى حالات الاحباط وخيبة الأمل، نتيجة أداء القوى السياسية خلال السنوات العشر المنصرمة، على الرغم من خوضهم أكثر من ست تجارب انتخابية".
ويوضح المحلل السياسي سعد الحديثي، أن هذه "الانتخابات يمكن اعتبارها مجس أساس لتوقع نتائج الانتخابات البرلمانية المقبلة"، عاداً أنها "شكلت مؤشراً مهماً، لأن هناك قناعة أن من يسيطر على مجالس المحافظات يستطع بشكل أو بآخر الحصول على صوت الناخب في الانتخابات البرلمانية".
ويستطرد الحديثي قائلاً، إن "الطبقة الوسطى المثقفة لم يكن لها حضوراً فاعلاً بالانتخابات منذ عام 2003 وحتى اليوم"، مستدركاً "لكن مما تسرب يتضح عدم مشاركة حتى الناس البسطاء، الذين غالباً ما كانوا يوظفون لأغراض انتخابية من خلال استثارتهم طائفياً".
وهاجم زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، في وقت سابق من اليوم، الحكومة العراقية لعدم قدرتها على حماية المواطنين وتوفير الأجواء الملائمة للانتخابات، وحملها مسؤولية "عزوف" المواطنين عن المشاركة في الانتخابات، في حين أكد أن البعض شارك في الانتخابات لـ"يمسك بآخر خيط لإنقاذ العراق".
محلل آخر: أداء السياسيين وجه رسائل عكسية للناخبين
من جهته، يعرب المحلل السياسي إحسان الشمري، عن اعتقاده أن "عزوف الناخبين العراقيين عن المشاركة في الانتخابات المحلية وجه رسالة للطبقة السياسية في العراق"، مشيراً إلى أن "هذه الطبقة التي كان من المفترض أن تعمل على تغذية هذه الممارسة الديمقراطية، بدت تغذي ذلك عكسياً".
ويقول الشمري، في حديث إلى (المدى برس)، إن "الانتخابات التشريعية التي يؤمل أن تجرى العام 2014 المقبل، يمكن أن تشهد عزوفاً كبيراً بل ربما لن تكون هناك مشاركة أساساً إذا ما استمر العجز والشلل في تقديم الخدمات ولم تتمكن الكتل السياسية من التصدي للمسؤولية في مجالس المحافظات ولم تستطع تنفيذ برامجها الانتخابية".
ويوضح المحلل السياسي إحسان الشمري، إن "الرسالة التي وجهها العراقيون للكتل السياسية عميقة جداً، وعلى الكتل أن تعيد تقييم أدائها السياسي في المدة المقبلة"، لافتاً إلى أن "عزوف الطبقة النخبوية عن المشاركة له دلات مهمة، لأن الناخبين سواء كانوا مثقفين أم بسطاء خبروا الوجوه التي دفعت بها الكتل السياسية للترشيح مرة أخرى في الانتخابات المحلية".
ويذكر الشمري، أن "عزوف المثقف وهو نصف المجتمع، جاء بسبب أن الكتل السياسية نفسها عازفة عن المثقف ولم تعط مساحة للكفاءات النزيهة والمثقفة، إنما أتت بشخصيات ربما أقل مستوى من ناخبيهم"، عاداً أن هذا بحد ذاته "إشكالية كبير، لأن المثقف سيعقد مقارنات بين من سيدلي بصوته له وبين من يمتلك ثقافة ومساحة تأثير، وما بين نفسه ربما".
ناشطة: اليأس من التغيير
ويشكل "اليأس من التغيير" سبباً مهماً للعزوف عن المشاركة بانتخابات مجالس المحافظات، بحسب ناشطة في مجال حقوق الإنسان
وتقول هناء أدوارد، في حديث إلى (المدى برس)، إن "عزوف الناخب عن المشاركة في الانتخابات كان بسبب اليأس الذي دب بقلوب العراقيين من جراء الوضع العام الذي يعيشه البلد، والفشل في توفير الخدمات والأمن والقضاء على الفساد".
وتروي أدوارد، أن الملفت للانتباه أن "الانتخابات الماضية كان يسبقها حملات تقوم بها منظمات المجتمع المدني بالتوعية وحث المواطنين على ضرورة المشاركة، لكن هذه المرة اقتصرت العملية على الدعاية التلفزيونية والصحف"، مضيفة أن "المنظمات لم تحصل على دعم من قبل المفوضية العليا للانتخابات أو من الأمم المتحدة، مع ان الناس كانوا بحاجة إلى محاورة".
وتتابع الناشطة هناء أدوارد، كما أن "عزوف الطبقة المتعلمة يؤكد شدة اليأس الموجود في قلوب العراقيين"، متوقعة أن "تكون هذه الانتخابات مرآة للانتخابات المقبلة".
وكانت بعثة الأمم المتحدة في العراق، حثت صباح أمس السبت (الـ20 من نيسان 2013 الحالي)، الناخبين على المشاركة الواسعة والادلاء بأصواتهم وأكدت أن "لا ديمقراطية في العراق من دون انتخابات"، وفي حين اعترفت بأن الانتخابات "لن تحل جميع المشاكل في العراق"، شددت على أن "لا حل للمشاكل من دون انتخابات".
إعلامي: الأداء السيء للسياسيين انعكس على حجم التصويت
على صعيد متصل، يقول الكاتب والإعلامي سالم مشكور، إن "الاداء السيء للسياسيين خلال المدة الماضية كان سبباً رئيساً لعزوف العراقيين عن المشاركة في انتخابات مجالس المحافظات"، مستدركاً "لكن ذلك يشكل تصرفاً خاطئاً لأن العزوف يكرس الخلل ولا يصحح شيئاً كما أنه لا يعاقب المرشحين، لأن هناك من سيفوز ولو بأصوات قليلة حتى وإن كان يفقتر للكفاءة".
ويرى مشكور، في حديث إلى (المدى برس)، أن "التصرف الصحيح كان يتمثل بالمشاركة الواسعة مع توخي الدقة في اختيار الجيد، كما كان من المفترض أن تحظى هذه الانتخابات باهتمام أكبر لأنها تمس بالمباشر حياة المواطن"، مضيفاً أن "ما نراه في هذه الانتخابات مؤشر يجعلنا نتوقع أن يكون العزوف أكبر في الانتخابات التشريعية المقبلة برغم أنه من المستبعد أن يغذي ذلك عامل التقسيم لأن العزوف حالة عامة برغم أنها خاطئة، ولا علاقة لها بالتقسيم الذي ينادي به البعض".
ويؤكد الكاتب والإعلامين سالم مشكور، أن على من "يريد أن يتخلص من سطوة المركز، أن ينتخب مجلس محافظات كفؤ ليدير نفسه بنفسه"، مستدركاً أن "الكارثة الحقيقية الآن تتمثل بعزوف النخب عن المشاركة في هذه الانتخابات".
وكان زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر دعا، في (الـ17 من نيسان الحالي)، العراقيين إلى المشاركة في الانتخابات، وحثهم على التصويت إلى "ألحق وضد أعداء العراق والمفسدين والبعثيين وعبيد المحتل"، وطالب بعدم اعطاء أصواتهم لمن "يريد شهرة أو كرسي أو راتب أو تجارة".
كاتب: ضعف الاستعدادات
من جانبه، يعزو الكاتب والمحلل السياسي فلاح المشعل، ظاهرة العزوف عن المشاركة في الانتخابات المحلية إلى "جملة أسباب بعضها ذاتيه، تؤكد حالة اليأس وعدم ثقة المواطن بالمرشحين، في حين يكمن السبب الموضوعي بضعف استعدادات الحكومة والجهات المختصة في توفير البيئة المدنية الصالحة لإجراء هذه العملية الديمقراطية".
ويقول المشعل، في حديث إلى (المدى برس)، إن "مظاهر التضييق على المواطنين في أساليب منع التجوال وحركة العجلات وحملات الدهم والاعتقال، وغياب الكثير من أسماء الناخبين وعدم ضبط وتحديث بيانات سجل الناخبين الخاصة بهذه الانتخابات مؤشرات حقيقية لعدم إيمان الشعب بواقع حال العملية السياسية".
ويتابع المشعل، أن هذا "الرد الشعبي سيتفاقم في الانتخابات التشريعية المقبلة، ونحن نتحدث مع الأخذ بنظر الاعتبار الدعوات المشددة من قبل المرجعيات الدينية والسياسية والعشائرية وغيرها بضرورة المشاركة"، مستطرداً مع ذلك "شهدنا نتائج متراجعة".
ودعا رئيس الحكومة نوري المالكي، في وقت سابق من اليوم الأحد،(الـ21 من نيسان 2013 الحالي)، جميع الفائزين في انتخابات مجالس المحافظات إلى تحمل مسؤولياتهم الجديدة، وأكد أن الشعب "يراقبنا ويراقبكم وسيعاقب من يقصر بحقه"، فيما تعهد بأن تكون الحكومة عونا للفائزين الجدد في أداء مهامهم وإنجاح خططهم لخدمة محافظاتهم، مبينا أن الانتخابات كانت "ناجحة وأن الشعب العراقي أقبل عليها بحرص برغم تشكيك المشككين وتهديدات الإرهابيين".
وأعلنت المفوضية العليا للانتخابات في العراق، أمس السبت، (الـ20 من نيسان 2013)، عن انتهاء عملية الاقتراع العام في 12 محافظة عراقية وللمهجرين في محافظات الأنبار ونينوى وكركوك، مؤكدة أن نسبة المشاركين في عموم المحافظات المنتخبة بلغت 50 بالمئة، مبينة أن محافظة صلاح الدين سجلت أعلى نسبة وقدرها 61 بالمئة في حين سجلت العاصمة بغداد بقسميها الكرخ والرصافة أدنى نسبة مشاركة بواقع 33 بالمئة.
كما حمل مواطنون ومراقبون للكيانات الانتخابية، أمس السبت، مفوضية الانتخابات المسؤولية على حرمان الكثير من المواطنين الفرصة للإدلاء بأصواتهم ومسؤولية أوراقهم أن لحقها التزوير، مؤكدين أنهم تنقلوا بين مركز وآخر قاضين ساعات غير مثمرة في البحث، وبأن آمالهم انتهت بإغلاق صناديق الاقتراع في الخامسة من مساء اليوم، من دون أن يصبغوا أصابعهم بالبنفسجي.

 
   
 


 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced