إياد علاوي في حوار مع (المدى):محور "أربيل- النجف" سيشكل حكومة 2014
نشر بواسطة: Adminstrator
الجمعة 26-04-2013
 
   
.. وإيران لن تنتفع من عراق منقسم

المدى-حوار/ سرمد الطائي

* خضت حوارات موسعة مع الصدر بشأن اجتثاث البعث كمشكلة سياسية وطائفية واجتماعية، وكانت لديه تصورات ناضجة جداً لحل الموضوع
*في السياسة يحصل أمر هو بمثابة "الاصطفاء الطبيعي" الذي يتحدث عنه دارون في دورة الطبيعة
*لا أحب الدخول في مشكلة "سنة شيعة" وأحب أن أعمل مع طيف متنوع. الأمر لا يناسبني، لا سياسياً ولا اجتماعياً
*المشكلة ليست في مجموعة معتقلين أو كيفية تطبيق المادة 4 إرهاب. وإلا ما فائدة أن يجري إطلاق سراح 5 أشخاص واعتقال 100 في اليوم التالي؟
* الأخ مسعود بارزاني يؤكد لي أن الحل يتمثل بالخروج من تقوقع الطائفة أو القومية كي نقوم بحل أزمة كردستان عبر حل متكامل للمشكلة العراقية
*هناك حوار جاد مع الصدر لتشكيل تحالف وطني واسع بعد الانتخابات هو الذي سيشكل الحكومة سنة 2014
* مراكز القوى الشيعية والسنية والكردية كلها مهدّدة بسبب نهج المالكي في خلق الأزمات الخطيرة
* أميركا قامت بتكوين مواقف في الملف العراقي مبنية على معلومات خاطئة وظلوا يتصورون أن أطرافاً عراقية تعمل ضد المصالح المشتركة بين أميركا والعراق
* جزء من الحل هو تشكيل حكومة جديدة لا يرأسها المالكي وتتولى تنظيم الانتخابات التشريعية
* عاد السيد الحكيم من طهران وقام بتقبيلي مرتين وقال إن القبلة الأخرى هي "بوسة إيرانية"
* قلت للسفير الإيراني: لا يمكنكم ابتلاع العراق ولا حل سوى حوار متكافئ

قال إياد علاوي زعيم القائمة العراقية إن الانقسامات التي تحصل في قائمته مؤخراً هي أمر يحصل في الظروف الصعبة والتحالفات الواسعة. وذكر في لقاء موسع مع "المدى" جرى في منزله ببغداد، أن التحولات العميقة أفرزت وضعاً جديداً لكنه لم يؤدِ الى انهيار شامل في العراقية. وتحدّث علاوي عن تصوره لخارطة الأزمة في الشرق الأوسط والعالم وطبيعة الارتباك في السياسة الأميركية وكيفية تأثيره على العراق. كما أشار الى تفاصيل في علاقته مع إيران كشريك تاريخي وكندّ يتهمه بالتدخل السافر في شؤون العراق. لكن علاوي ظل يراهن كثيراً على محور أربيل النجف الذي تشكل العام الماضي في إطار ملف سحب الثقة، وذكر انه صار تحالفا سياسيا راسخا نجح في عبور اختبارات صعبة وسيغير خارطة التحالفات بعد انتخابات 2014، وسيحسم الحكومة بطريقة تنسجم مع اعتراضاته المركزية حيال طريقة رئيس مجلس الوزراء نوري المالكي في إدارة الدولة.
وفيما يلي نص الحوار:
* كيف تنظر الى مآل العراقية وتفتتها على وقع الأحداث الجسيمة التي حصلت اليوم؟
- العراقية كأي تحالف سياسي عريض لم يأت من خلفية واحدة، فبعضهم كانوا أعضاء سابقين في جبهة التوافق في الدورة البرلمانية الماضية وآخرين من أحزاب عدة.
قبل انتخابات 2010 جاءتني مجموعة ضمنها السيد طارق الهاشمي والدكتور رافع العيساوي وبحضور الدكتور عدنان الباجه جي وقالوا أنهم مؤمنون بالمشروع الوطني الذي تمثله الكتلة العراقية التي أرأسها منذ برلمان 2005. ذكروا أن علاوي لم يكن منحازاً لشيعة ولا لسنة وأنه متوازن في الملفات الداخلية، فخضنا حوارا ودخلوا معي هذا المشروع ثم تزايد المنضمّون ألينا وفزنا يومها بانتخابات 2010.
لكن مع الأحداث الصعبة والتحولات العميقة التي تمر بها البلاد وتراجع الأوضاع العامة بدأت تظهر توجهات تلعب فيها عوامل مثل المصالح الشخصية أو الحاجات المحلية المناطقية وهذه تحدث في كل الحركات السياسية. بذلك وصلنا الى نقطة صعبة.
ولكن، صحيح أن هناك تداعيا في وضع العراقية إلا أننا لم نبلغ مرحلة الانقسام التام. فقبل 10 أيام من لقائنا هذا، كان جميع أطراف القائمة العراقية عندي واتفقنا أن نتمسك بالإطار العام لسياساتنا وننتظر بحث الأمور قبيل الانتخابات البرلمانية المقبلة.
أما بشأن انقسامنا في اقتراع مجالس المحافظات فقد اتفقنا مسبقا على أن وضع الانتخابات المحلية مختلف وكل يدخل حسب ظروف منطقته.
هناك خلافات جوهرية في بعض القضايا لكن الموضوعات الكبرى لا تزال محل توافق شبه تام. وفي السياسة يحصل أمر هو بمثابة "الاصطفاء الطبيعي" الذي يتحدث عنه دارون في دورة الطبيعة.

* هل شعرت أن التخندق الطائفي والانقسام ترك أثراً على تماسك العراقية؟
- أنا أساساً أتحسس من الانحشار في زاوية الطائفة. عام 2005 جاء المرحوم السيد عبد العزيز الحكيم رئيس المجلس الأعلى وعرض علي الدخول في الائتلاف الوطني الموحد الشيعي يومها، وبناء على أدائي في رئاسة الوزراء وحرصي على إشراك الجميع في مطبخ سياسي يضم كل الأحزاب الكبرى، قال لي انه حريص على أن أكون معهم في الانتخابات. وعرض علي نسبة مقاعد في قوائمهم تعادل نسبة المجلس الأعلى وهي حصة كبيرة، ومع ذلك اعتذرت من عرضه لأنني لا أحب الدخول في مشكلة "سنة شيعة" وأحب أن اعمل مع طيف متنوع. الأمر لا يناسبني، لا سياسيا ولا اجتماعيا. وكنت أخشى من التخندق طائفيا، وما يحصل اليوم يثبت أن مخاوفي كانت في محلها.

* كان مفهوما أن تنفصل عالية نصيف والشيخ جمال البطيخ عن العراقية، لكن الغريب كان انفصال صالح المطلك وهو من شاركك في تأسيس نواة العراقية قبل أربع سنوات. كيف تعاملت مع الأمر؟
- الأخ صالح تعرض الى ظروف رهيبة خلال العامين الأخيرين. تعرض للاجتثاث ثم جردوه من منصبه وحماياته ثم أعادوه الى المنصب. هو اجتهد ورأى أن البقاء مع السلطة ومفاوضة المالكي على تنفيذ الإصلاحات المطلوبة يمثل الحل الأحسن. لكن نحن قلنا له إن المشكلة ليست فقط في مجموعة معتقلين أو كيفية تطبيق المادة 4 إرهاب. وإلا ما فائدة ان يجري إطلاق سراح 5 أشخاص واعتقال 100 في اليوم التالي؟ ان المشكلة هي استغلال الطائفية السياسية وسياسة التفرد بالسلطة بموازاة التأثير الإيراني الخطير.
صالح اعتقد إن وجوده مع المالكي أمر حاسم ومهم وسيحقق مكاسب للجميع، ثم اكتشف الآن انه بمثابة من ينطح جدارا أو جبلا، وقبل 10 أيام بعث شخصا لحضور الاجتماع المذكور آنفا، لأنه كان خارج العراق، ونقل لنا أن المطلك ملتزم معنا. والآن كما تلاحظون فإنه على مفترق طرق.

* لكن هذا الانقسام هل تشعر انه يجري تعويضه بالتحالف العريض الذي حصل العام الماضي في لقاءات أربيل والنجف، على خلفية سحب الثقة. كيف تنظر لمستقبل هذا التقارب؟
- معظم معاناتنا في الأعوام السابقة هي ان القوى الوطنية دخلت في تخندق طائفي وكل يبحث عن مصالحه هو. وعلى سبيل المثال أنا تكلمت مع أخي رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني مؤخرا مع تصاعد الأزمات، وهو يؤكد لي أن الحل يتمثل بالخروج من تقوقع الطائفة أو القومية كي نقوم بحل أزمة كردستان عبر حل متكامل للمشكلة العراقية. وهكذا بشأن مشاكل أهلنا في جنوب العراق أو غربه. وهذا يعني أن هناك مسارا بدأ ينضج وجميعنا سنلمس آثاره.
لذلك نحن نخوض حوارات واعدة بشأن تحالفات اقتراع 2014 النيابي، وخذ مثلا الكثير من القوى التاريخية داخل التحالف الوطني المعترضة على نهج المالكي. هؤلاء يمثلون مسارا مشتركا معنا اليوم، وبدأت مع بعضهم بحوار حيال كيفية بناء تحالفات الانتخابات المقبلة. ويمكن أن نرى خارطة جديدة. بدأنا الآن نرى ممكنات سياسية في وسعها تجنيب البلد سيناريوهات الانقسام الدموي.

* كيف تصف علاقتك أنت وباقي الأطراف مع التيار الصدري؟
- هناك حوار جاد مع السيد مقتدى الصدر أيضا. طبعاً لن ندخل معه في قوائم انتخابية لكن هناك حواراً لتشكيل تحالف وطني واسع بعد الانتخابات هو الذي سيشكل الحكومة سنة 2014. وذلك في إطار اعتراضنا المشترك والعميق على نهج السيد نوري المالكي وهو نهج خطير نتلمس منذ سنوات نتائجه.
لذلك فإن ما حصل في أربيل والنجف من اجتماعات الصيف الماضي، أنتج تحالفا متماسكا وجوهريا، ولك أن تلاحظ عمق الاعتراضات التي يمثلها تيار الأحرار وهكذا التحالف الكردستاني والقائمة العراقية. وهذا تبلور أثناء مشروع سحب الثقة العام الماضي. والسبب هو أننا نمتلك تصورا مشتركا بشأن المشكلة وتقييماً متقارباً لخطورة الوضع وقناعة بأن الطائفية لن تجلب سوى الويلات.
أنا مرتين قمت بتوجيه تحية كبيرة لمواقف الصدر من تظاهرات المنطقة الغربية ومطالبها. فقد لعب دورا حاسما أثار إعجابنا جميعا في محاربة النهج الطائفي.
محور أربيل النجف برهن على تماسكه في الموقف من أزمة طوزخورماتو مع الكردستاني، وتظاهرات المنطقة الغربية، والقدرة على تنسيق المواقف في البرلمان بشأن قانون مجلس القضاء الأعلى وقانون تحديد الولايات، الذي شهد تصويت أطراف أخرى غير الصدر من التحالف الوطني لصالح القانون.
كل هذا يعكس تحولا كبيرا ونضجا. والآن يمكنك أن تلاحظ أن الجميع يشعرون بالتهديد. مراكز القوى الشيعية والسنية والكردية كلها مهددة بسبب نهج المالكي في خلق الأزمات الخطيرة.

*  لقد نجح محور أربيل النجف في أهم الملفات وتماسك، لكن بدا أن خلافا عميقا يدور حول الموقف من البعث في الآونة الأخيرة. كيف تفسر ذلك ولماذا لم تخوضوا حوارا داخليا للخروج برؤية موحدة؟
- لقد تماسكنا ولم ننقسم كمحور معترض. حتى بعد إقرار تعديلات المساءلة والعدالة لم يكن هناك خلاف خطير، لكن الطريقة العشوائية والفوضوية في تعامل المالكي مع الموضوع هو الذي سبب صورة مشوشة.
حتى في الحزب الواحد لا يوجد تطابق 100 من المئة، وقد نختلف مع التيار الصدري قليلا أو كثيرا في موضوع الاجتثاث برغم شراكتنا المهمة. كما نختلف مع التحالف الكردستاني بشكل أو بآخر حيال القضايا الكردية برغم علاقتنا التاريخية وشراكتنا وعملنا المشترك. لكننا متفقون في مصالح اكبر ومستوعبون لوجود سبل حوار بشأن كل الملفات.
وبالمناسبة فقد خضت حوارات موسعة مع السيد الصدر بشأن اجتثاث البعث كمشكلة سياسية وطائفية واجتماعية، وكانت لديه تصورات ناضجة جدا لحل الموضوع، من قبيل محاسبة المسيئين من البعثيين فقط. وفي المستقبل سيتضح هذا وسيكون هناك موقف متوازن يضمن حقوق الجميع ويطمئن مخاوفهم.
لاحظ إننا انتقلنا في العلاقة مع السيد الصدر من الحرب والعداء الى التفاهم والشراكة بشأن موضوعات حاسمة، وهذا منجز كبير للقوى الوطنية والمدنية. وعلى الجميع الانتباه للمسار السياسي لدى التيار الصدري فهو أمر مهم جدا، وهو يعني أننا جميعا أسهمنا في توضيح الأمور المهمة وخضنا حوارات ناجحة نقلتنا الى تقارب سياسي وستراتيجي في رؤيتنا لمستقبل البلاد.
وهذا في النهاية دلالة على سلامة الخط الوطني العام. الحوار ينضج لان الحسابات العامة للجميع تتوضح في مواجهة طرف متشبث بالسلطة ويتستر بالطائفية السياسية، وإلا فهو لا يمثل حتى مصلحة الطائفة الشيعية بل يعمل لمصلحته الشخصية ويتحول الى مشروع استبداد.

* هل لديك تصور بشأن الطريقة التي يراقب الإيرانيون المشهد العراقي من خلالها بعد كل التطورات المؤسفة منذ انسحاب أميركا؟
- الإيرانيون لا يكتفون بمراقبة المشهد أو تقديم النصح، بل يتدخلون بنحو سافر. قاسم سليماني جنرال الحرس الثوري زار بغداد سرا في الآونة الأخيرة وراح يطلب من محور أربيل النجف أن يصبر على المالكي مع وعد بأن ولايته ستكون الأخيرة وانه لن يطلب ولاية ثالثة. قال بالحرف: اتركوا المالكي وشأنه الآن ولن نسمح له بولاية ثالثة.
أما الأميركان فوضعهم محزن جدا. وقد حضرت مؤتمرا خارج العراق قبل أيام تحضره 60 شخصية من كبار الساسة في العالم، ولا يحظى بتغطية إعلامية في العادة. أنا احضره سنويا والعام الماضي كنا نناقش وضع الربيع العربي، وقبلها ناقشنا دور إيران في المنطقة. أما في هذه السنة فقد ناقشنا الاقتصاد العالمي. وحضر مسؤولون أميركان كبار احدهم مقرب جدا من الرئيس باراك أوباما. وكانوا يتحدثون عن قلق منطقة اليورو والاتحاد الأوروبي الذي توشك 7 دول فيه على إعلان إفلاسها، بينما تفكر بريطانيا بالخروج من الاتحاد نهائيا.
ووسط هذا التخبط قلت لهم إن سياسة أميركا الأمنية مرتبكة جدا ولم استبعد ان تنتقل هجمات القاعدة ثانية الى الولايات المتحدة، وبعد يومين من المؤتمر وبمحض الصدفة طبعا حصلت هجمات القاعدة في بوسطن!

* أين اعتراضك الأساس على طريقة أميركا في إدارة الملفات؟
- قلت لهم لم اسمع في حياتي أن الخلايا الإرهابية والتنظيمات المعقدة تجري محاربتها بالجيوش والأسلحة الفتاكة والحروب الطويلة. فهذا لا ينجح من دون عمل سياسي صحيح.
أميركا قامت بتكوين مواقف في الملف العراقي مبنية على معلومات خاطئة ولهذا بدأت تتخذ مواقف بعيدة عن الواقع. ظلوا يتصورون أن أطرافاً عراقية تعمل ضد المصالح المشتركة بين أميركا والعراق، أو بين العراق وباقي الدول الكبرى، ووقعوا في هفوات رهيبة.
لاحظ مثلا أن هناك أخطاء أميركية مشابهة في شبه القارة الهندية. تعاملوا مع طالبان بوصفهم جميعا إرهابيين، وأنا حضرت اجتماعا مشتركا مع الجنرال مشرف رئيس باكستان السابق قبل سنوات وكان يقول للأميركان إن جزءا مهما من طالبان مجرد طلاب دراسات شرعية وبسطاء وليسوا قاعدة، ويجب التمييز بين الطرفين في جبهة المواجهة الواسعة الممتدة من أفغانستان حتى باكستان. وحذرهم من مغبة رفض الحوار ومخاطر أن ينتشر التنظيم ويتسع. وبعد هذه السنين عادت أميركا وراحت تتوسل كي تطلق حوارا مع بعض التيارات المعتدلة في طالبان، وذلك بعد أن استشرت التنظيمات الجهادية في عموم الشرق الأوسط.
وعلى سبيل المثال فإن وزير الخارجية الأميركي جون كيري في زيارته الأخيرة الى العراق كان يتحدث مع مسؤولين كبار في بغداد عن مؤشرات تنمية اقتصادية ويقول انه سعيد بها، بينما لم يمتلك مواقف دقيقة كفاية عن طبيعة المشاكل السياسية.
هناك تحديات كبيرة عجزت أميركا عن ضبطها. قبل فترة قال لي رئيس وزراء مغربي سابق في لقاء ضمن منتدى حوار عربي، انه بعد مرحلة الربيع العربي أصبح وجود تنظيم القاعدة في شمال أفريقيا عاديا وطبيعيا وجزءاً من الحياة السياسية المحلية هناك. في السابق كانت القاعدة خلايا نائمة أما اليوم فهي تتحرك بشكل علني.
هذا يعكس الفشل الستراتيجي الأميركي وتفجيرات بوسطن الأخيرة ليست سوى إنذار.

* وفي العراق ألم يفكروا بإعادة النظر في أسلوب تعاملهم وحمايتهم للمالكي على طول الخط؟
المشكلة اليوم أن أميركا صارت تحمل أعباء كبيرة وثقيلة في كل العالم، وكل العالم يمر بأزمة. ولذلك تراجع نفوذها كثيرا. هم عاجزون حتى عن وقف طائرات إيران التي تمر عبر أجواء العراق لنقل السلاح الى بشار الأسد. وعلاقة أميركا بمعظم القوى العراقية متوترة، الى جانب عدم الوضوح في بوصلة واشنطن المترددة بشكل سيء حتى في ملف سوريا كما تلاحظون.
صعوبة حل المشكلة العراقية اليوم سببها تشبث المالكي بالسلطة. هو مثلا يعدّ مجلس النواب مجموعة إرهابيين. ويعدّ شركاءه خونة. إيران من جهة أخرى لا تريد استقرار العراق فهي تخشى وحدة الموقف العراقي وتماسكه وتريد إبقاء الانقسامات.
الموقف الاقليمي يمر بفوضى عميقة قد تستمر وقتا طويلا. الموقف الدولي مهزوز اقتصاديا كما أوضحت. كيف يمكن للازمة أن تتحرك إذن؟

* أنت تبدي خشية مستمرة من تنظيم الانتخابات. الى أي درجة تعتقد أن الاقتراع البرلماني المقبل سيمثل أزمة؟
- حتى الاقتراع المقبل الصورة ستبقى غير واضحة. لكننا نخاف اليوم من ان تجري الانتخابات المقبلة في ظروف غير مناسبة وأخشى ان تكون هناك عمليات اغتيال تستهدف شخصيات مهمة بهدف البقاء في السلطة فضلا عن موضوع تأجيل الاقتراع هنا أو هناك لأسباب سياسية.
لذلك أنا اعتقد ان جزءا من الحل الذي ينبغي ان نفكر فيه هو تشكيل حكومة جديدة لا يرأسها المالكي وتتولى تنظيم الانتخابات التشريعية.

* قد تعيش أنت قطيعة مع ايران. لكن لديك الآن شركاء تتقارب معهم وهم في حوار غير منقطع مع طهران. ألا تعتقد انه حان الوقت لخوض حوار جاد مع الإيرانيين بشأن المستقبل؟
- كنت دائما احرص على عدم اتخاذ موقف سلبي من ايران. بادرت مثلا لتنظيم مؤتمر شرم الشيخ الأول في 2004 لدول الجوار العراقي، وتحدثت مع جورج بوش وقتها وأخبرته ان من الضروري وجود ايران في المؤتمر. هو تردد. لكنني كلفت المرحوم عبد العزيز الحكيم بحمل رسالة الى طهران توضح موقفنا وإصرارنا على ان يكونوا موجودين كشركاء تاريخيين للعراق. ولم اتخذ موقفا نهائيا من عقد المؤتمر الا بعد ان حصلت على تأكيد ايراني بالمشاركة. يومها عاد السيد الحكيم وقام بتقبيلي مرتين وقال إن واحدة منه والقبلة الأخرى هي "بوسة إيرانية" وكان يشير الى الرئيس السابق محمد خاتمي في وقتها.
وقبلها كنت قد سحبت الأسلحة الثقيلة من مجاهدي خلق في معسكر اشرف. كما بعثت وفدا من القائمة العراقية عام 2010 زار طهران وحاورهم في قضايا عديدة. لكنني اعترض على صيغة التدخل الإيراني في العراق على طول الخط.

* لكنك التقيت السفير الإيراني مرة أو مرتين. ماذا دار بينكما؟
- في السنوات الاخيرة جاء السفير الايراني محمد كاظمي قمي وجلس معي هنا في داري هذه ببغداد، وقلت له: لا يمكنكم ابتلاع العراق. ابحثوا عن أصدقاء ولا تبحثوا عن عملاء، لان العميل يجري بيعه وشراؤه اما الصديق فعلاقته مربوطة باعتبارات عدة وراسخة.
وحتى الان انا لا أعارض حوارا مع ايران، شرط ان يكون حوار ند لنده، متكافئا وبدون إملاءات. انا أبلغت جميع الاطراف بهذا وحتى حين حصلت وساطات رفيعة بدءا بالرئيس الروسي بوتين وحتى رئيس تركيا اردوغان. لكنني وافقت ان احاور الايرانيين في موسكو او اسطنبول او اي مكان آخر، وبقيت ارفض زيارة طهران حتى لا يقول العراقيون ان علاوي ذهب باحثا عن منصب رئيس الحكومة.

* الا ترى ان في وسع ايران ان تتدخل ايجابيا هنا؟ ألا يمكن لشركائك ان يقنعوها بأن طريقة المالكي في ادارة الأزمة خاطئة ومكلفة لنا جميعا ولإيران ايضا؟
- حاليا اخشى ان ايران هي التي بدأت بالتصعيد في الملف العراقي. وذلك لكي تخفف عن نفسها أزمتها الداخلية ومع العالم.
ورسالتي لطهران ان ظروفها تتعقد وخاصة بعد السقوط الحتمي لبشار الاسد، وحينها لن يساعدها إلا وجود عراق مستقر وقوي يكون قادرا على التدخل لتخفيف أزماتها ومشاكلها العميقة مع العالم ومع المنطقة. اما صناعة سلسلة ازمات في العراق ولبنان وحتى في اليمن والخليج، فلن يحل مشاكلها ابدا وقد ثبت ان هذا نهج يزيد الانقسام في الشرق الأوسط ويعود بالضرر علينا جميعا.
في السنوات الأخيرة ابلغني فخامة الرئيس جلال طالباني ان الايرانيين راغبون بلقائي للحديث في العلاقة مع العراق وما يخص القائمة العراقية. وأبلغت الرئيس انني مستعد للحوار مع الإيرانيين ولكن في دار الرئيس ببغداد أو السليمانية، رافضا ان اذهب الى طهران. بعدها قام الايرانيون بإبلاغي عبر وسيط أنهم يفضلون ان يكون اللقاء في قرية على حدود السليمانية داخل الجانب الايراني. وأنا استهجنت هذه الطريقة في التعامل كثيرا كما يستهجنها أي عراقي.

* ألن يكون على أجندة قوى أربيل والنجف ان تخوض حوارا معمقا بشأن مستقبل العراق، لتصحيح العلاقة مع واشنطن وطهران، ولضمان أن ينجح التوافق الداخلي في فرض صفقته التي تقلل الانقسامات؟
- بالنسبة لي فإن المحور السياسي المتنوع الذي تشكل بين أربيل والنجف وبما يمثله من ثقل تاريخي وسياسي واجتماعي عابر للمكونات القومية والطائفية، سيكون مؤهلا لإطلاق حوار مع الجميع، وللتفاوض بشأن مستقبل العراق، سواء مع واشنطن آو طهران أو غيرهما.
وهذا المحور يمثل نقلة نوعية في الحياة السياسية لبلادنا، وتعزيزا للمشروع الوطني ولمؤسسات الدولة المدنية. وسنرى أثره في الانتخابات المقبلة وفي مبادراته لحل كبريات المسائل العالقة.

 
   
 


 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced