أسرة تحرير جريدة العالم تتهم الحكومة بالوقوف وراء إغلاقها في جريمة بحق الصحافة المستقلة
نشر بواسطة: Adminstrator
الجمعة 03-05-2013
 
   
المدى برس/ بغداد
اعتبرت أسرة تحرير (جريدة العالم)، اليوم الجمعة، أن اغلاق الجريدة يشكل "ضربة" جديدة للإعلام المستقل في العراق بالتزامن مع اليوم العالمي لحرية الصحافة، واتهمت وزارات عراقية أبرزها الثقافة والدفاع، بالسعي لـ"كسر هيبة" الجريدة، والحكومة بارتكاب "جريمة" بحق الصحافة، مطالبة بحزمة إجراءات من شأنها الحفاظ على الصحافة المستقلة في البلاد، في حين اعتبر إعلامي دولي أن القرار يشكل "ضربة أخرى جديدة" للإعلام المستقل في العراق.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحافي عقدته أسرة تحرير (جريدة العالم) اليوم، في مقر البيت الثقافي في بغداد، بشان أسباب اغلاق الجريدة بقرار مفاجئ أصدره رئيس مجلس إدارة الصحيفة مهدي الهاشمي، بحضر مجموعة من الصحافيين والإعلاميين، وحضرته (المدى برس).
وقال رئيس تحرير جريدة العالم، فراس سعدون، في حديث الى (المدى برس)، "من المؤسف اغلاق صحيفة كبيرة مثل العالم التي يترقبها الكثير من القراء"، وأضاف "لكن الكثيرين عملوا على كسر هيبة الصحيفة ومنهم وزارتي الثقافة والدفاع ممثلتين بوزيرهما سعدون الدليمي، ومنعت دخولها لأروقة الوزارتين وحجبت عنا الإعلانات مما أربك وضعها"، مبيناً أن "ست عشرة وزارة منعت عن صحيفة العالم إعلاناتها مما يدلل على عدم رضاهم عن الطريقة التي نكتب بها كونهم يريدون من يتملقهم ويداهنهم".
وأوضح سعدون أن على "مسؤولي تلك الوزارات أن يعلموا أن الصحافة لا تمجد ولا تتملق ولا تزمر أو تطبل لأنها تمثل صوت الحق".
من جانبه، قال الصحافي أحمد الموسوي، في حديثه إلى (المدى برس)، إن "المؤتمر يمثل أسرة تحرير صحيفة العالم وليس مجلس إدارة الصحيفة"، لافتا إلى أن هنالك "الكثير من الأسباب التي تم على إثرها اغلاق الصحيفة منها ما هو سياسي أو اقتصادي فضلاً عن الضغوط الكثيرة التي لم تثن أسرة التحرير عن الاستمرار بالعمل".
وبين الموسوي، أن "الأطراف السياسية التي فشلت في غلق الصحيفة لجأت إلى اسلوب آخر يشكل سابقة في الصحافة العراقية، يتمثل بمنع أكثر من خمسة وعشرين مؤسسة حكومية من ضمنها وزارات ومديريات عامة نشر إعلاناتها في الصحيفة وحجب الدعم المالي القانوني والشرعي عنها"، عاداً أن ذلك "يمثل قراراً حكومياً وجريمة بحق الصحيفة".
وتابع الصحافي أحمد الموسوي، في "يوم عادي وبعد أن أشرفنا على إنهاء طبعة الصحيفة وإرسال أغلب الصفحات إلى الطبع فوجئنا باجتماع مفاجأ من قبل رئيس مجلس الإدارة يبلغنا فيه أن صحيفة العالم ستغلق غداً ووسط دهشتنا"، لافتاً إلى أن "الحجة أو الأسباب كانت كما أدعى الهاشمي، مادية"، مستدركاً "لكننا نحن أسرة تحرير الصحيفة بادرنا باقتراح العمل لمدة شهر كامل بدون أي مقابل لكن مع كل الأسف استمر مهدي الهاشمي رئيس مجلس الادارة برفض هذه المبادرة متملصا بعدد من الحجج التي لم تكن واقعية بالنسبة لأسرة تحرير الصحيفة مما أثار عدة تساؤلات لدينا".
واستطرد الموسوي، أن "موقع الصحيفة شهد هو الآخر اخفاء جميع المواد المنشورة فيه ضمن العدد الأخير وبعد الاستفسار من مسؤول الموقع اخبرنا بان مهدي الهاشمي هو من امر بذلك"، متعهداً بأن "أسرة التحرير ستفاتح الصحف الأميركية والبريطانية والجهات المسؤولة عن حرية التعبير بشأن ضرورة إسهامها بالحفاظ على مشروع الصحافة المستقلة في هذا البلد". 
من جانبه، قال مدير مشروع العراق في مؤسسة دعم الإعلام الدولي في الدنمارك، أسامة هباهبة، في حديث إلى (المدى برس)، إن "اغلاق صحيفة العالم التي تعد من بين الصحف المستقلة القليلة في العراق بمثابة ضربة أخرى مجددة إلى الإعلام المستقل في العراق"، مضيفاً أنها "تأتي متزامنة مع يوم مهم جداً هو يوم حرية الصحافة العالمي".
وذكر هباهبة، أن "اغلاق الصحيفة جاء بعد إغلاق عشر قنوات تلفزيونية في وقت سابق مما يدل على أن الإعلام العراقي يواجه ضربات تهدف لإسكات الصوت الحر".
وطالبت أسرة تحرير صحيفة العالم، في بيان تلته خلال المؤتمر، بأن "يسلم رئيس مجلس الإدارة موقع جريدة العالم إلى هيئة التحرير لضمان استمرارها بدلاً من وأدها وهي في أوج نشاطها، وإصدار تشريعات تحمي حرية التعبير وتضمن حقوق الصحافيين والعاملين في المؤسسات الإعلامية المنصوص عليها في المواثيق والعهود الدولية وتعديل قانون حقوق الصحافيين".
كما طالبت اسرة التحرير بـ"ضرورة اضطلاع النقابات والاتحادات والجمعيات المهنية بدورها المطلوب في الدفاع عن حقوق الصحافيين وعدم الاكتفاء ببيانات شكلية، وبتوجه المنظمات الدولية المختصة لدعم وتمويل المؤسسات الصحافية بعد التثبت من استقلاليتها، وتخصيص أبواب دعم ثابتة للمؤسسات الصحافية المستقلة في الموازنات العامة، بوصفها ركيزة أساس في بنية الأنظمة الديمقراطية، والتوزيع العادل للإعلانات الحكومية، وانهاء احتكارها من مافيات تسيطر على مكاتب الإعلام".
وفي الآتي نص البيان الذي أصدرته أسرة تحرير صحيفة العالم، خلال المؤتمر، إعماماً للفائدة.
(عشية اليوم العالمي لحرية الصحافة، تلقى الوسط الصحفي نبأ اغلاق جريدة العالم، التي تعد من أشهر الصحف المستقلة بعد 2003.
وإذ تحظى المؤسسات الصحفية المستقلة في العالم المتقدم بضمانات تكفل استمرارها ادراكا لدورها الأساس في حماية الحريات والحقوق المدنية، تواجه نظيراتها في العراق تضييق الخناق عليها وحرمانها من أبسط الالتزامات، كحجب الاعلانات التي تعد المورد الرئيس لأداء دورها المهني، وهو ما تتعرض له "العالم" منذ سنة، حتى ازدادت وتيرته في الأشهر الاخيرة، حيث حرمت الجريدة من إعلانات 25 مؤسسة حكومية، بضمنها 16 وزارة، فيما حظر بعضها تداول الجريدة داخل دوائرها، بسبب كشفها عن ملفات فساد خطيرة.
وفي التاسعة من مساء الأربعاء الأول من ايار، حين كانت صفحات الجريدة على وشك الاتمام، أبلغ رئيس مجلس الادارة السيد مهدي الهاشمي، أسرة التحرير بقراره، غير المسبق باشعار، اغلاق الجريدة لـ"إفلاسه"، واعتبار عدد الخميس الاصدار الأخير (الذي حجب لاحقا).
وعلى الرغم من وقع الصدمة، أظهر أفراد الأسرة تعاطفهم الكبير مع السيد رئيس مجلس الادارة لتحمله نفقات الجريدة طيلة السنوات الثلاث الماضية، مبدين استعدادهم للعمل طوعا، وتكفلهم إصدارها على نفقتهم الخاصة لمدة شهر يتم البحث فيه عن مال غير سياسي، وبلا شروط، او تحويلها الى الكترونية من أجل ضمان استمرارها، على وفق المعايير المهنية التي تعتمدها وترفض المساومة عليها.
غير أن السيد الهاشمي، أصر على موقفه من إغلاق الصحيفة، ووجد أن حديث الأسرة معه عاطفي لا يمكن أن يغير من الواقع شيئا.
ومن المثير للاستغراب أن هذه التطورات المفاجئة، حدثت بحضور عضو مؤسس في النقابة الوطنية للصحفيين العراقيين، دون أن يبدي الأخير موقفا مهنيا يتناسب ودوره النقابي المطلوب في الدفاع عن حقوق العاملين في الجريدة.
وقبل أن ينتهي الاجتماع بين أسرة التحرير والهاشمي، وضعته الأسرة، أمام الصورة التي سيخرج بها العدد الأخير، بما فيه المانشيت والدعوة لعقد مؤتمر صحفي، والاشارة الى ان الجريدة ستحاول الصدور الكترونيا على عاتق المتطوعين لمدة شهر.
وبعد ذلك، مضت أسرة الصحيفة باكمال صفحاتها، وقررت أن يكون عنوانها الرئيس "العالم تحتـج..ب" واعداد تقرير يتضمن موقف أفراد الأسرة من قرار اغلاق الجريدة، وبيان ما حصل للرأي العام، وتحديدا جمهورها وقرائها الذين تعتز بهم.
وعقب دفع الجريدة للطبع غادرت أسرة التحرير الساعة الواحدة بعد منتصف الليل مقر الجريدة، وبمرور ساعة تقريبا، علمت أن السيد رئيس مجلس الادارة أمر بايقاف طباعة العدد الأخير، دون الرجوع لادارة التحرير.
وفي الوقت الذي تضع أسرة "العالم" علامات استفهام ازاء هذا السلوك، فانها لا تستبعد أسبابا خفية، بضمنها الرضوخ لضغوط سياسية أو مالية.
وفيما تعد أسرة التحرير ايقاف "العالم" اغتيالا للكلمة الحرة، وكتما للصوت المستقل، واجهازا على تجربة استنبتت تقاليد جديدة لم تعرفها الصحافة العراقية، فانها تعتذر لقرائها وكتابها الذين آزروها في أحلك الظروف وأقساها عن توقفها القسري.
وفي ضوء ما تقدم، نطالب:
أولا: أن يسلم رئيس مجلس الإدارة موقع جريدة العالم إلى هيئة التحرير لضمان استمرارها بدلا من وأدها وهي في أوج نشاطها.
ثانيا: بتشريعات تحمي حرية التعبير، وتضمن حقوق الصحفيين والعاملين في المؤسسات الاعلامية المنصوص عليها في المواثيق والعهود الدولية، وتعديل قانون حقوق الصحفيين.
ثالثا: باضطلاع النقابات والاتحادات والجمعيات المهنية بدورها المطلوب في الدفاع عن حقوق الصحفيين، وعدم الاكتفاء ببيانات شكلية.
رابعا: بتوجه المنظمات الدولية المختصة لدعم وتمويل المؤسسات الصحفية بعد التثبت من استقلاليتها.
خامسا: بتخصيص أبواب دعم ثابتة للمؤسسات الصحفية المستقلة في الموازنات العامة، بوصفها ركيزة أساسية في بنية الأنظمة الديمقراطية.
سادسا: التوزيع العادل للاعلانات الحكومية، وانهاء احتكارها من مافيات تسيطر على مكاتب الإعلام.
ختاما، تؤكد أسرة تحرير "العالم" على أن لا خيار لها سوى التمسك بالصحافة الحرة المستقلة، التي تعتقد أنها اللبنة الأساس في التجارب الديمقراطية الهادفة إلى ترسيخ الحريات المدنية، وفي مقدمتها حرية الصحافة.
ستبقى بصمة "العالم" واضحة في الإعلام العراقي، ومرجعا مهنيا للمؤسسات الاعلامية المستقلة، وأكاديميات الاعلام، في العراق وخارجه.
الموقعون: فراس سعدون/ رئيس التحرير، منتظر ناصر/ مدير التحرير، علي الحسيني/ سكرتير التحرير، وهيئة التحرير: صفاء خلف، قاسم السنجري، أحمد الموسوي. وليث محمد رضا، محرر الصفحة الاقتصادية، وأثير جواد جبار، مصمم).
وقررت هيئة الإعلام والاتصالات العراقية، في (الـ28 من نيسان 2013)، تعليق عمل ثماني قنوات فضائية لـ"تبنيها خطابا طائفيا "رافق أحداث الحويجة، وأكدت أن تلك القنوات عملت على "تمزيق" نسيج العراق الاجتماعي من خلال التحريض على العنف والكراهية الدينية والدعوة إلى ممارسة أنشطة "إجرامية انتقامية"، مشددة على ضرورة إدراك أن حرية التعبير عن الرأي "ليست حقاً مطلقاً"، والقنوات على وجه التحديد (بغداد، والشرقية، والشرقية نيوز، والبابلية، وصلاح الدين، والانوار2، والتغيير، والفلوجة)"، مبينة أن تلك القنوات "بدى واضحا اعتمادها نهجا تصعيدا اقرب إلى التضليل والتهويل والمبالغة منه إلى الموضوعية، يهدد وحدة البلد ويعمل على تمزيق نسيجه الاجتماعي".
وقد أثار القرار انتقادات محلية وعالمية شديدة منها ذلك الصادر عن منظمة (هيومن رايتس  ووتش)، التي دعت في بيان لها، في (الـ30 من نيسان 2013)، هيئة الإعلام والاتصالات العراقية إلى التراجع الفوري عن قراراها بسحب إجازات عشر قنوات فضائية والسماح لها بالاستمرار"، مبينة إن " قرار سحب التراخيص استهدف قنوات المعارضة على وجه التحديد في حين تركت قنوات مثل قناة العراقية حرة ببثها".

 
   
 


 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced