«وعكة» المالكي المفاجئة تدفع بالعراق أكثر نحو المجهول
نشر بواسطة: Adminstrator
الأحد 12-05-2013
 
   
استمرار غياب طالباني ينذر بتحويل الأزمة السياسية إلى دستورية
بغداد: «الشرق الأوسط»
أثار الإعلان أمس عن إصابة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بـ«وعكة» مفاجئة في وقت يرقد فيه رئيس الجمهورية جلال طالباني منذ أكثر من خمسة أشهر في أحد مستشفيات ألمانيا بعد إصابته بجلطة دماغية، مزيدا من التساؤلات حول مستقبل العراق في ظل تعثر عمليته السياسية وتشعب مشكلاته وعلى أكثر من صعيد.
الخبر عن «وعكة» المالكي لم يأت من خلال مصادر مطلعة، وإنما جاء من أقرب المقربين إليه: نائبه في زعامة حزب الدعوة علي الأديب وزير التعليم العالي والبحث العلمي في العراق، وجاء الإعلان عن الوعكة من على منبر المجلس الأعلى الإسلامي بزعامة عمار الحكيم الذي تقدم في انتخابات مجالس المحافظات الأخيرة، أثناء حفل التأبين المقام بمناسبة ذكرى وفاة الزعيم التاريخي لـ«المجلس الأعلى للثورة الإسلامية» (سابقا قبل تغيير الاسم) محمد باقر الحكيم الذي يكاد يكون أيضا أبرز قادة المعارضة لنظام صدام حسين طوال عقود.

مرض المالكي المفاجئ الذي حال دون حضوره حفل التأبين، دفع بدعاة نظرية المؤامرة إلى اعتبار ما حصل مجرد «تملص» سياسي من قبل المالكي لعدم حضور المناسبة شخصيا مع وجود قادة آخرين سيحضرون بالتأكيد؛ وفي مقدمتهم خصمه اللدود الآن رئيس البرلمان أسامة النجيفي. كل شيء بات ممكنا في العراق، ولكن المالكي في النهاية بشر من لحم ودم ويمكن أن يكون قد «توعك» فعلا، وهو مصطلح مخفف عن المرض. ومع استبعاد البعد السياسي لعدم حضوره، فإن وجود النجيفي أو حتى وجود خلاف مع المجلس الأعلى لأي سبب كان بما في ذلك قصة الانتخابات المحلية والمساومات المطروحة حاليا بهدف تشكيل الحكومات المحلية في المحافظات، لا يبرر عدم الحضور. وبالتالي تصبح فرضية إصابته بوعكة هي الأكثر ترجيحاوهذا ما أكده عدنان السراج، القيادي في ائتلاف دولة القانون المقرب من المالكي، إذ قال في اتصال هاتفي لـ«الشرق الأوسط» معه أمس أن رئيس الوزراء بصحة جيدة. وأضاف السراج «زرته للاطمئنان عليه ووجدته في حالة جيدة وما ألم به لا يتعدى وعكة بسيطة»، نافيا بشدة تقارير أشارت إلى إصابته بـ«جلطة».

وتأتي «وعكة» المالكي في ظل استمرار الأزمة السياسية في العراق التي تكاد تتحول الآن إلى أزمة دستورية بسبب استمرار غياب طالباني الذي جعل نصف مدته الرئاسية المكونة من أربع سنوات في مستشفيات ألمانيا وقبلها مستشفى «مايو كلينيك» بالولايات المتحدة الأميركية. غياب الرئيس المزمن مع عدم وجود نائب أول للرئيس (استقالة أحد نواب الرئيس عادل عبد المهدي، والحكم بإعدام الثاني غيابيا طارق الهاشمي) واحتمال غياب رئيس الوزراء (لا أحد يعرف حتى الآن مستوى الوعكة وهل نقل إلى المستشفى أم إنها مجرد إنفلونزا تتطلب راحة فقط)، كل هذه الأمور تدفع بالعراق إلى المجهول سياسيا ودستوريا.

أطباء طالباني لم يحسموا بعد قصة مرضه وما إذا كان بإمكانه الاستمرار في المنصب أو البحث عن بديل. وفي هذه الحالة من هو البديل؟ ومن يتولى المنصب؛ هل نائبه الحالي خضير الخزاعي القيادي في حزب الدعوة وائتلاف دولة القانون الذي يتزعمه المالكي، أم رئيس البرلمان ولمدة شهور كما تقول مواد الدستور، أم ترمى الكرة في ملعب التحالف الكردستاني للبحث عن بديل للرئيس باعتبار أن المنصب حسب التوافقات السياسية، كرديا على الأقل، من حصته؟

ليس مهما الخوض في النتائج ومن سيكون الرئيس البديل لأن هذه قضايا تدخل في إطار الجدل القانوني والدستوري، ولكن ما يهم الآن هو إلى أين تتجه الأزمة السياسية في العراق، التي هي الأخرى تعاني أمراضا مزمنة يجري علاجها منذ سنوات بالمسكنات في وقت بدأ فيه المرض ينتشر في مختلف نواحي الجسم الاجتماعي والاقتصادي والقيمي للمجتمع؟ فالعراق لا يزال بلدا بلا مؤسسات دستورية وديمقراطية راسخة بحيث تجري عملية تبادل السلطة أو حتى انتقالها سلميا وبتراتبية لا تخضع للتأويل أو التفسيرات المتباينة في دستور مليء بالألغام.

 
   
 


 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced