التوتر بين الصدريين والعصائب يقلق أحياء بغداد والخزعلي -الأخبار

التوتر بين الصدريين والعصائب يقلق أحياء بغداد والخزعلي

	نشر بواسطة: Adminstrator
	الإثنين 10-06-2013

المدى- بغداد/ تميم الجبوري

تشهد احياء العاصمة بغداد، لا سيما في شمالها وشرقها، صراعاً خفياً يصل الى حد المواجهات المسلحة احيانا بين عصائب اهل الحق ومؤيدي التيار الصدري. وهذا الصراع بلغ ذروته في زيارة الامام الكاظم والتي تحولت، بحسب مراقبين، الى ساحة لاستعراض القوة بين الخصمين اللدودين. وبينما جهد التيار الصدري يتحول بقوة الى العمل السياسي محققا حضورا لافتا ونتائج قوية في الانتخابات ويعززها بشراكة تتصاعد مع الأطراف السياسية ونهج معترض على رئيس الحكومة، حرصت عصائب الحق على تقديم نفسها كطرف مؤيد لزعيم ائتلاف دولة القانون واتخاذ مواقف جعلت أطرافا سنية تعدها "ميليشيا" هذه المرحلة.
الا ان متحدثا باسم العصائب قال لـ"المدى" ان حركته تؤيد التهدئة وصوت العقل وان قلب الحركة "مفتوح للصدريين"، مبديا استعدادها لتعويض أي طرف متضرر من أي نزاع كان يثبت ان عناصر أهل الحق كانوا طرفا فيه، وسط أنباء عن وساطات تقوم بها جهات دينية لمنع تطور الامور.
وقال شهود عيان ان المئات من اتباع التيار الصدري توجهوا بمواكب منظمة وبشعارات موحدة الى مدينة الكاظمية في الزيارة الاخيرة وهو ما اثار حفيظة اتباع عصائب اهل الحق. مشيرين الى ان الحساسية المفرطة بين الجانبين ادت الى مشادات كلامية تطورت الى تبادل اطلاق نار بالقرب من القيادي في التيار الصدري حازم الاعرجي، وهو ما اعتبره الاخير محاولة لاغتياله.
ويرصد مراقبون "انزعاجاً" واضحا ينتاب زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر من تنامي نفوذ قيس الخزعلي الذي كان يرافقه في معارك النجف عام 2004 ثم انشق عنه واسس تنظيم "عصائب اهل الحق" في 2006 رافضا تجميد جيش المهدي.
الصراع غير المعلن بين الصدر والخزعلي واتباعهما، القى بظلاله على الوضع الامني في احياء بغداد، خصوصا بعد موجة التفجيرات التي شهدتها العاصمة خلال الاسبوعين الاخيرين من ايار الماضي.
ويراقب الاهالي بحذر الوضع المتوتر، ويتناقلون انباء عن "عودة بعض اتباع اهل الحق، ممن التحقوا للقتال في سوريا، الى العراق مجددا اثر الخلاف الناشب بين العصائب والتيار الصدري، وبطلب من قيادة الحركة". وكان مكتب القيادي في التيار الصدري حازم الاعرجي، كشف في وقت سابق ، أن حركة عصائب (أهل الحق) هربت جميع عناصرها "المتورطين بمحاولة اغتيال الأعرجي، الى ايران، واكد أن الحركة سحبت معظم عناصرها من بغداد ونقلتهم الى محافظات اخرى خوفا من "التصفية الجسدية".
وعلى الرغم من الاتهام والانتقادات الشديدة التي وجهها زعيم التيار الصدري لـ"عصائب اهل الحق "، الا ان الاخيرة تقول بان "قلوبها قبل ايديها مفتوحة للصدريين وكل العراقيين"، كاشفة عن "دخول وساطات دينية رفيعة على خط التهدئة بين الفريقين".
ورفض قياديون في التيار الصدري، حاولت "المدى" التحدث معهم، الخوض في ملابسات العلاقة مع العصائب معتبرين ان ذلك "يثير النعرات".
واتهم المكتب الخاص لزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، في (3 حزيران 2013)، "الميليشيات" بمحاولة "اغتيال" القيادي في التيار حازم الأعرجي والتي ادت إلى مقتل أحد أفراد حمايته في منطقة الكاظمية ببغداد، في حين أكد مقرب من الأعرجي ان محاولة الاغتيال تمت "بعلم الشرطة الاتحادية في المنطقة".
ودعا الصدر، مطلع الاسبوع الحالي، أهالي مدينة الكاظمية و"محبي ال الصدر" إلى التعاون "لتحجيم" عصائب أهل الحق. وقال بيان للصدر ادان حادثة النخيب، "وضمن السلسلة نفسها لبعض الذين يرهبون الناس بأسلحتهم وهوياتهم وباجاتهم الرسمية، قامت ثلة بالتعدي على الزوار في بغداد"، مبينا أن "ذلك أدى الى نتائج ما زالت آثارها سارية في بعض مناطق بغداد والكاظمية المقدسة".
وجاء بيان الصدر بعد يوم واحد من اشتباكات عنيفة بين اتباع عصائب الحق والتيار الصدري شهدتها منطقة العلاوي وشارع حيفا وسط العاصمة بغداد على صلة بمحاولة اغتيال الاعرجي.
وفي هذا السياق يقول احمد الكناني، الناطق الرسمي باسم الهيئة السياسية لعصائب اهل الحق، ان "الاشتباك التي حدث بين اتباع التيار الصدري والعصائب بدأ بمشادة كلامية بسيطة ثم تطور الى اطلاق نار"، مبديا استعداد العصائب "لتعويض اي طرف تضرر معنويا وماديا".
وعلى الرغم من ان الكناني رفض الحديث عما اسماه "تفاصيل اصبحت معروفه للجميع" في اشارة الى الخلافات والاشتباكات التي جرت بين التيار والعصائب، الا انه اكد، في تصريح لـ"المدى" امس، ان "الازمة بين الجانبين في طريقها الى الحل"، مشيرا الى وجود اطراف تدخلت بين الفريقين للتهدئة وتطويق المشكلة"، مؤكدا "التزام العصائب باوامر المرجعية الدينية التي ترفض اراقة الدماء والاختلاف".
الا ان زعيم حركة (أهل الحق) قيس الخزعلي نفى اتهامات التيار الصدري للحركة بالوقوف وراء محاولة اغتيال الأعرجي ، متهما جهات و"نفوسا ضعيفة" باستغلال الحادث لجر "الأخوة في الدين والوطن إلى "ما لايحمد عقباه".