بابلو نيرودا: مائة قصيدة حب
نشر بواسطة: Adminstrator
السبت 03-10-2009
 
   
سالمة صالح

ترجمة سحر أحمد

نَمَتِ الحنطة عالية معكِ

وفي مواسم الخير يزهو الطحين

وحين صوّرتْ حباتُ القمح نهديك

كان حبي فحما ينتظر في باطن الأرض



في الوقت الذي لا تصلنا فيه من العراق سوى أخبار الانفجارات وانقطاع التيار الكهربائي وشحة الماء، أخبار التزمت الديني والتعصب الطائفي والفساد الإداري تضع سحر أحمد بين أيدينا ترجمتها لمائة قصيدة حب للشاعر بابلو نيرودا. قصائد لا تبدو بموضوعها فقط مثل ومضة ضوء في العتمة ولكنها أيضا إشارة إلى أن ثمة بذرة حية داخل التربة لن تلبث أن تتفتح في المناخ الملائم.

في مائة قصيدة حب يتاح لنا أن نتعرف على وجه آخر للشاعر الشيلي الكبير بابلو نيرودا الذي عرفه القارئ العربي كشاعر سياسي بالدرجة الأولى، والقصائد هي قصائد حب لزوجته ماتيلدا التي تذكرنا بشاعر كبير آخر هو الفرنسي أراغون وديوانه "مجنون إلزا" وهو من أشهر دواوين الحب التي تتخذ من الزوجة موضوعا للغزل.

الديوان مقسم إلى أربعة فصول: الصباح، الظهر، المساء والليل.

نقرأ في الصباح، في السطر الأول من الكتاب:

"ماتيلدا: اسم نبات أو حجر أو نبيذ

اسم أشياء ولدت في الأرض لتبقى"



وفي الظهر:

"أنت تقودين خطّي في الكتابة

وتجدين في رمل الدفتر

الحروفَ الضائعةَ التي بحثتْ عن فمك."



تقول الشاعرة الأميركية سيليفيا بلاث: "لم أضع فرشاة أسنان في قصيدة أبدا. لا أحب التفكير في الأشياء المألوفة الصالحة للاستعمال."

لكن شاعرا كبيرا مثل نيرودا لا يتهيب من أية مفردة، فقصائد حبه متَبَّلة بما هو يومي ومألوف، بالكرفس والبقدونس، بالبصل والثوم (ص 46 و116) والطحين والخبز (أنت مخلوق من الخبز، خبز تعشقه النار" و "تعلمتِ القداسة من الطحين، ومن الخبز، لغتك وعطرك" ص 21) تنصهر مفردات الحياة اليومية في قصائده فتكتسب شعرية لا يمكن إنكارها، فلا نصادف في قصائده مفردات مثل البرق والضوء والنار، الورد والزنبق، إنما أيضا النبيذ والزيت، الخوخ والبطيخ والمكنسة ورغوة الصابون. وهو لا يرسم صورة حبيبة أثيرية بعيدة وإنما صورة امرأة تعد الطعام وتضع الخبز على المائدة. وهو كما في كلمة الناشر على الغلاف الأخير للكتاب "يسمي أولا الأشياء، ثم يحفر خلفها، وينقب في لبابها بحثا عن الصوت والصدى، عن الفعل السري الذي يبوح بكنه الشيء ومعناه".

حققت سحر أحمد في ترجمتها النجاح مرتين: مرة في اختيار القصائد ومرة في نقلها بلغة شعرية صافية.

"أخضرَ كان الصمت، رطباً كان الضوء،

ارتجف حزيران كالفراشة

وأنتِ، ماتيلدا، تجتازين الظهر،

عبر اقليم الجنوب، عبر البحر والصخور.



كما قدمت مساعدة قيّمة للقارئ بتشكيل الكلمات التي يحتمل وقوع الخطأ لدى قراءتها، فأعطت مثلا على عمل دؤوب متأنٍ في زمن يمضي كل شيء فيه في عجلة حتى الكتابة الأدبية. 





كاتبة عراقية، برلين

salima.salih_(at)_googlemail.com



عن موقع  كيكا




 
   
 


 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced