لاهيري: العبور إلى الجانب الآخر من الحياة
نشر بواسطة: Adminstrator
السبت 03-10-2009
 
   
صحيفة اوان
كيف استطاع كتاب جومبا لاهيري «ديار الغُربة» الذي حَوى مجموعة من القصص القصيرة عن مهاجرين بنغاليين أن يصبحَ الكتاب الأكثر مبيعاً في الولايات المتحدة؟..
حتى هي ليست لديها أدنى فكرة. فالكتاب يفتقر إلى المرح والإثارة والغموض والفطنة والنظرة العميقة إلى تفاصيل الحياة، والملاحظات والهوامش واللغة، وصولاً إلى الخبرة في الطباعة، ما يدفع المرء إلى التساؤل عمّا إذا كانت لوحة مفاتيحها تحتوي أصلاً على علامة تعجّب.
أمّا لاهيري نفسها، فتبدو متحفظة كما كتاباتها، تتحدث بهدوء وتفكر بعمق ولا تبتسم إلا لماماً، لكنها الأكثر جماهيرية ًبين الجيل الحالي من الأدباء الأميركيين.
وُلِدَت لاهيري في لندن قبل 40 سنة لوالدَين بنغاليين، وترعرعت في رود آيلاند، حيث يعمل والدُها كأمين مكتبة، وانتقلت للعيش في بارنار ثم إلى بوسطن واشتغلت في إحدى المكتبات وحصلت على عدد من شهادات الماجستير.
سيطرت عليها في نيويورك فكرة الكتابة الأدبية، لكنها خافت من اقتحام عالم مجهول يسيطر عليه دهاقنة الكتّاب والناشرين، لكنها اليوم في عالم يخاف أن يقتحمَه عليها حتى زوجها الذي يعمل صحافياً وولداها منه.
اسم مستعار
عندما انتهت من مجموعتها القصصية الأولى «مُفسّر الأمراض»، نالت عليها جائزة «بوليتزر» العام 2000، وأتبعتها برواية «الاسم المستعار»
التي أخرجتها ميرا ناير للسينما العام 2003، وها هي تطلّ بمجموعتها الجديدة «ديار الغربة» التي تصدّرت قائمة الكتب الأكثر مبيعاً في أميركا.
هذا الإقبال غير العادي على الكتاب كشَفَ للأميركيين أنهم أكثر اهتماماً بحياة المهاجرين البنغاليين وأبنائهم ممّا كانوا يتصورون، وقد ساهمت لاهيري في تسليط الضوء عليهم دون التطرّق إلى صورة الولايات المتحدة كرائدة للتعددية الثقافية على الصعيد العالمي.
فقد أظهرت الكاتبة شخوصَها على أنهم عرضة ًللشد والجذب في ستّ اتجاهات دفعة واحدة: فالآباء يشدّون الأبناء إلى الوراء في الزمن، والأبناء يشدّون آباءَهم إلى الأمام، وأميركا تشدّهم للغرب، والهند تشدّهم للشرق، والحاجة إلى الزواج تشدّهم خارج المَسار، والحاجة إلى العزلة تشدهم إلى أنفسهم.
صعود نجم
وقد نجحت لاهيري في تصوير حالة من اللاحركة تتعاورهم جميعاً بفعل قوة الجذب الهائلة التي تؤثّر فيهم من كل الاتجاهات.
عن الغاية من إبراز هذه الصورة، تقول لاهيري إن تربية الأبناء على أيدي أهل لا يشعرون بالانتماء ولا حتى بالوجود في الأرض التي يقيمون عليها، تسبب لهم توتراً يتجاوز بكثير البيوت التي يسكنونها والأصدقاء الذين يختلطون بهم.
وبينما يعتبر النقاد صعود نجم جومبا لاهيري مؤشراً على حدوث اختراق في صفوف الحَرَس القديم للأدب الأميركي، ينظرون إلى الكتّاب من أصول أجنبية على أن هجرتهم وازدواجية ثقافتهم ليست مجرد مصادفة سياسية مؤقتة، وإنما هي أمرٌ واقع وأنهم يختلفون عن بعضهم البعض قدر اختلافهم عن الذين سبقوهم.
ويتصف هؤلاء، ومثلهم لاهيري، بأنهم لا يرشون القارئ بالفكاهة والكلام المنمّق، وإنما يستقطعون من وقته لحظات يَدخلون فيها إلى صلب الموضوع ثم يُقدمون له في نهايتها النتيجة مغلفة بالحلوى.
لاهيري تختصر الفكرة بقولها «إن وصف العالم والحياة يستلزم الخروج منهما والنظر إليهما من بعيد، ثم التخلي عن الذات وعبور الحدود بوعي كامل، مع إبقاء كل جانب مغلق بإحكام».

 
   
 


 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced