الطفولة العراقية في خطواتها الأولى على أبواب المدارس
نشر بواسطة: Adminstrator
الأحد 04-10-2009
 
   
مشاعر مختلطة بين الخوف والرهبة في الطريق الىالمستقبل
المدى
كثير من الآباء يسرفون في القلق في انتظار اليوم الدراسي الأول في حياة أطفالهم ويتناسون أمرا في غاية الأهمية والخطورة وهو أنهم مرآة يرى فيها الطفل كل ما حوله من أحداث، فالاهتمام والقلق يجعلانه قلقا في انتظار هذا اليوم المثير، وكذلك عدم الاهتمام يكسبه استهتاراً ولامبالاة غير مرغوب فيهما، وحيث أن اليوم الدراسي الأول يمثل خطوة هامة في طريق نمو الطفل وجب أن يكون استقباله بطريقة صحيحة كأنه يوم مليء بالمتع كأيام الأعياد.



ربما تكون المرة الأولى التي ينتظم فيها طفل في بيئة تعليمية، إلا أنه يجب أن يحصل في الفترة السابقة على قدر وافر من المعلومات خلال أعوامه الخمسة الأولى، فيجب أن تكون المدرسة امتدادا لعملية تعليمية بدأت في البيت، وأن تساعد المدرسة بذلك على تشجيع وإرضاء فهم الأطفال الطبيعي ورغبتهم الشديدة في المعرفة.
إرشادات تربوية
المرشدة التربوية الست علياء حسين تقول: من أهم الاستعدادات المهمة خلال فترة بداية الدراسة وإعداد الطفل للاعتماد على نفسه وتعليمه وتعويده على خلع حذاْئه بمفرده وارتداء ملابسه وتجهيز أدواته والحفاظ عليها وتسميتها بأسمائها، كما يجب تدريبه على مهارات الاختلاط بالأطفال والتعامل معهم ويسهل ذلك بتوفير فرص عديدة للاختلاط بالأقران ممن هم في سنه من أبناء الجيران أو الأقارب أو الأصدقاء.
وتحذيره من تلقى حلويات أو هدايا ممن لا يعرفهم أو الاستجابة لهم أو الخروج معهم مع مراعاة عدم تخويفه بشدة حتى لا يصيبه الفزع من كل هذه الأخطار المحدقة به مع بداية الدراسة دون ان ننسى التأكيد و بشدة على ضرورة تفادي الوقوع فيما يسمى قلق الانفصال بسبب الإفراط في الإعداد الجيد لنقل الطفل إلى بيئة جديدة لم يألفها.
وأضافت محدثتنا: لنبدأ في الحديث إليه عن المدرسة على أنها مكان لطيف للتعلم مع الأصدقاء، ولنتجنب الحديث عن التجارب السيئة للأطفال الآخرين في المدرسة، ولنشرح له بعضاً من الأنشطة والأعمال الروتينية التي سيمارسها داخل الفصل الدراسي، وإذا أمكن اصطحاب الطفل في زيارة للمدرسة ورؤية الفصل والمكان قبل بدء الدراسة فسيكون ذلك مفيداً لكسر الرهبة،وفي أثناء الذهاب يجب التحدث معه بمرح وتفاؤل عما سيتعلمه، وبأنه سيترك  لفترة معينة ثم يعود مرة أخرى الى البيت  بعد انتهاء اليوم الدراسي.
هذا هو الطفل
كما أشارت الست علياء بأن على الطفل ان يعتاد على بعض الأمور التي يجب ان يوضحها له الأبوان وهي الاعتياد على الابتعاد عنهما لمدة ساعات دون الشعور بالخوف، توجيه الطفل وحثه على الاستماع جيدا وبهدوء الى ما يقوله المعلم او المعلمة و تقبل الفشل والخطأ وسط زملائه دون ثورة أو هياج، تعليمه العد الى رقم 10، والتعرف على الألوان الأساسية والثانوية وحفظ الحروف الأبجدية.
عادة ما يبكي الأطفال في أول يوم لهم بالمدرسة لفراقهم الأهل، ولعدم معرفتهم الجيدة بمن سيقابلون، ولعدم ألفتهم المكان، فتنصح  الست علياء بأن لا يختفي الأهل عن أنظاره فجأة دون علمه، بل عليهم  ان يقولوا له بمنتهى الوضوح: سنرحل الآن، ثم نعود مرة أخرى لاصطحابك  إلى المنزل، ومهما بلغ بكاؤه لا تحاولوا خداعه أو الكذب عليه.
وعند انتهاء اليوم الدراسي وحين الذهاب  لاصطحابه يجب ان لا نبين له مدى قلقنا عليه، وكيف قضى يومه، ولا نسأله عن ما فعله بعد رحيلنا، بل نتركه يحكى ماذا فعل في يومه كله، وما المواد التي قام بدراستها إذا أراد ذلك، فإذا تكلم عن ذلك، وكان يبدو عليه  المرح أو حتى بدا عاديا، فهذا يعني أن الأمر مر عليه بسلام، أما إذا التزم الصمت فلا نصر عليه بالاستجواب، وكل ما علينا هو أن نعرف  ما عليه من واجبات من خلال دفاتره او سؤال المدرسة عن ذلك.
كما يجب ان نتابع ردود أفعاله في خلال أسبوعين إلى الشهر الأول بالمدرسة، فإذا وجدناه قد استطاع أن يتكيَّف مع وضع المدرسة ويحرز تقدماً على المستوى التعليمي والاجتماعي فهذه إشارة جدية، أما إذا وجدناه ما زال يجد صعوبة في اكتساب الأصدقاء أو يجد صعوبة تعليمية، فعلينا الذهاب إلى المدرسة لمناقشة أحواله مع المعلمين.
اما في أثناء العام الدراسي فيجب متابعة الطفل في أثناء تأدية الواجبات المدرسية وتعليمه الاعتماد على نفسه في أدائها، كما يجب ان نشجعه على المشاركة في الشعبة والمشاركة في الأنشطة الرياضية والفنية رغم انحسارها في المدارس العراقية، كما شددت الست علياء على امر مهم وهو يجب ان يتواصل الأهل بالحضور الى مجالس الآباء والأمهات للتعرف عن كثب على حالة الطفل في المدرسة.
مشكلة مشتركة
الأستاذ نعيم احد المعلمين  في مدرسة الندى الابتدائية يرى أن مشكلة الإرهاب والتخوف الذي يصيب تلميذ الأول الابتدائي والمعالجات الخاطئة لهذه المشكلة  قائمة وموجودة في اغلب المدارس العراقية ولها أسبابها منها ضعف أعداد المعلمين المختصين بتعليم الصف الأول الابتدائي ورغبة المعلم بالابتعاد عن العمل الجدي وكثيرا ما يضيق صدر المعلم بالأطفال الصغار، كما أن التدريس في الصف الأول الابتدائي يحتاج الى المهارة الفنية أكثر مما يحتاجه التدريس في بقية الصفوف الدراسية الأخرى، لذا يتهيب الكثير من المعلمين الإقدام عليه، ومن المقترحات للحد من ظاهرة امتناع المعلمين عن تدريس هذه الصفوف تشجيع المدير أو المشرف التربوي لمعلم الصف الأول والإشادة بعمله والثناء عليه عند زيارته وعدم توجيه النقد اللاذع له مع ضرورة فتح شعبة خاصة بأعداد معلمي الصف الأول الابتدائي في دور ومعاهد أو كليات المعلمين وإرسال البعثات للحصول على مختصين لتدريس هؤلاء المعلمين وفتح دورات خاصة بأصول تدريس مبادئ القراءة والحساب لمعلمي الصف الأول ومؤازرتهم من قبل الوزارة في عمل وسائل الإيضاح وما يحتاجونه، كذلك يجب مؤازرة مركز الوسائل التعليمية لمعلم الصف الأول قدر استطاعته أو تهيئة وسائل حديثة من الخارج مع تقليل حصصه الأسبوعية بمعدل حصتين أو ثلاث على الأقل ومنحه بعض الامتيازات كإسهامه في دورات خارج العراق وتفضيله على غيره من المعلمين في زمالة أو أيفاد أو بعثة أن كان يستحقها مع اعتبار تدريسه للصف الأول الابتدائي حقا مكتسبا للترفيع قبل غيره. هذه مقترحات لتشجيع المعلمين على تدريس الصف الأول الابتدائي جديرة بالدراسة.
ومن جهة أخرى يشدد محدثنا على ان المشاكل التي تحدث لتلاميذ المراحل الأولى تكون مشتركة بين التلميذ نفسه وإدارات المدارس وأهل التلميذ ولعلاج هذه المشكلة يقترح الأستاذ نعيم توعية أولياء الأمور بأهمية رياض الأطفال وبيان فوائدها الاجتماعية والتربوية، واختيار المعلمين المناسبين والمتفهمين من ذوي الخبرة لاستقبال وتدريس طلاب الصف الأول، إضافة الى تزويدهم بإرشادات وبرامج تبين خصائص النمو للتلاميذ وكيفية التعامل معهم، كذلك يجب الاهتمام بالمعلمين الحديثي الخبرة واطلاعهم على البرامج المعدة لهذا الغرض وحثهم على الإفادة منها، واشتراك معلمي الصف الأول في استقبال التلاميذ المستجدين خلال الأسبوع التمهيدي وإرشاد المعلمين الى استخدام الأساليب التربوية الإيجابية وعدم اللجوء إلى الشدة.
أوقات مختلفة للتأقلم
تقول الأستاذة هبة سمير 35سنة و مدرسة رياض الأطفال :يحتاج الأطفال إلى مقدار مختلف من طفل إلى آخر من الوقت ليعتادوا على المدرسة وليتأقلموا على القوانين والقواعد داخل الفصل فمنهم من يستمر في البكاء والخوف داخل الفصل لفترات طويلة في حين يعتاد أطفال آخرون على النظام المدرسي بسرعة ولا شك أن إعداد الوالدين الجيد لطفلهما لاستقبال هذا اليوم شيء مهم وضروري لعملية التكيف فيجب ترغيب الأطفال في المدرسة بإشعارهم بمدى الاستمتاع الذي سيجدونه فيها، كما يجب عدم إلقاء اللوم على المدرس أمام الطفل بل يجب ترغيبه في المدرسة ومدرسيها وزملائه فيها كما يجب التواصل المستمر مع المدرس لمتابعة أحوال الطفل وحل أي مشكلات أولاً بأول.
دور المدرسة
أم علاء 42 سنة ربة بيت وأم لطفلين ترى ان من يفاقم حالة الرهبة عند الطفل في أول يوم دراسي، هي المدرسة وإدارتها والمعلمون، حيث ان بعض الممارسات غير العلمية التي  يقوم بها بعض المعلمين غير المختصين من خلال توبيخ الطفل أمام اقرانه او جعله يشعر بالخجل من خلال لومه على الخطأ الذي قد يرتكبه في داخل الشعبة، وعدم تشجيعه على المشاركة في النشاطات الصفية او غيرها شيء سلبي . كما ان حالة الانضباط الشديد في بعض المدارس قد تسبب ردة فعل سلبية لدى الطفل مما تنعكس على رغبته في الاستمرار، فأم علاء تتمنى ان يكون هناك تساهل في بعض التعليمات الخاصة بالمدارس  حتى لا تجعل المكان منفرا للطفل ،وان يكون هناك  اهتمام بنوع المعلمين الذين يدرسون الصف الأول الابتدائي من خلال إعطائهم دورات خاصة بالتعامل مع هكذا مرحلة عمرية، او ان يصار الى تخصيص معهد يقوم على تخريج معلمين ومعلمات لتدريس هذه المرحلة حتى نساهم في دفع الطفل في إكمال مسيرته الدراسية.
ازدحام المدارس
اما ليث سمير 40 سنة موظف، والد لثلاثة أطفال،يجد ان العدد الكبير للطلاب في المدارس، بحيث أصبحت بعضها  تستقبل ثلاث وجبات يوميا، يساهم في خلق جو بعيد عن الدراسة السليمة مما يؤدي الى عدم اهتمام المعلم بتلاميذه بسبب كثرتهم.
ويضيف محدثنا: ان هذا العدد الكبير يلغي أنشطة غير صفية منها الأنشطة  الرياضة والموسيقية والفنية والتي تعتبر متنفسا للطفل ولا تجعله يشعر بأنه ابتعد تماما عن جو اللعب والمرح وانه قد انضم الى معسكر له قوانين صارمة.
ومن جهة أخرى أعرب الآباء والأمهات عن مخاوفهم  من كثرة اعداد التلاميذ في المدرسة والتي قد تسبب العدوى من الأمراض وخصوصا التخوف من عدوى أنفلونزا الخنازير والتي أصبحت منتشرة في كل العالم وكثير من المدارس في أنحاء العالم أغلقت مدارسها خوفا من إصابة الأطفال الصغار في المدارس.
طقوس أول يوم
وتقول السيدة ناهدة بدير(55 سنة) موظفة و  أم لأربعة أطفال: لقد كانت هناك عدة طقوس لاستقبال اليوم الدراسي الأول بالنسبة لأطفالي وكانت أياما موفقة، فكنت في صباح هذا اليوم أوقظ طفلي بلطف وهدوء ونبدأ في إدارة اليوم في جو تملؤه الطمأنينة ثم نتناول طعام الإفطار معاً في غير عجلة وفى جو محبب مرح ثم أصحب طفلي إلى المدرسة لإشعاره بالأمان والثقة ثم أتعرف على مدرسيه وأعرفه عليهم، ثم ابدأ في إعداده للانصراف وأعده بموعد عودتي إليه لاصطحابه الى المنزل، وكانت لحظة الفراق هذه هي أصعب المواقف في خلال اليوم ولكن تعويدي لأطفالي على الانفصال المؤقت عني عندما اتركهم عند بيت أهلي (بيت الجد)، وتعمدي منحهم فرصة الاختلاط بالآخرين كانا يقللان  من هذه الصعوبة إلي أقل حد، وعند عودتي في الميعاد المحدد لإحضار طفلي من المدرسة كنا نقضي الوقت في العودة للمنزل في مناقشات  لطيفة ومحببة حول كيفية قضائه ليومه الدراسي وأسماء أصدقائه وغير ذلك من خلال أسئلة تكون الإجابة عليها بعبارات وليس نعم أو لا، وعند الوصول للمنزل نتناول الغداء ثم نبدأ في تحضير ما يلزم العام الدراسي الجديد من كتب وكراسات وتجليد وخلافه، وقبل ميعاد النوم نبدأ بتجهيز ملابس الغد وكيها وتحضير الحقيبة ووضع ما يلزم فيها من كراسات وأقلام ومناديل ولعبة مثلاً فهذه الأشياء لها أهمية كبيرة حيث تشعر الطفل أثناء وجوده بالمدرسة بالارتباط بالمنزل مما يخفف من إحساسه بالانفصال عن والديه والمنزل.

 
   
 


 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced