البيان الصحفي : هل من تقديم عنكما؟ هل لنا أن نعرف ماذا حصل معكما بالضبط ؟
نشر بواسطة: Adminstrator
الأحد 04-10-2009
 
   
انكية الحواصي :
* إسمي النكية الحواصي، ولدت سنة 1990 بمدينة العيون، عاصمة الصحراء الغربية المحتلة، أدرس بالسنة الثالثة إعدادي بإعدادية علال بن عبد الله وقد قامت السلطات المغربية بتوقيفي عن الدراسة بسبب مشاركتي في الوقفات الاحتجاجية التي تطالب بحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره وفي الإستقلال. أنا من عائلة بسيطة، أحب قراءة الكتب، الاستماع للموسيقى الحسا نية، أمارس رياضة العدو الريفي وقد حصلت على عدة ميداليات في هذا المجال.
في سنة 2005 بدأ المجتمع المدني الصحراوي بالمناطق المحتلة من الصحراء الغربية بتنظيم وقفات ومظاهرات احتجاجية سلمية ذات طابع سياسي تطالب بتقرير المصير للشعب الصحراوي، وفي ظل ردة الفعل القوية والمفرطة في العنف، التي قامت بها الدولة المغربية لقمع هذه المظاهرات، تعرضت شخصيا للإعتقال أكثر من 36 مرة، في كل منها كان يتم تعذيبي لمدة ساعات بما يعنيه ذلك من ضرب وتعنيف واستجواب واستنطاق، ليتم غالبا رميي في حالة سيئة في ضواحي مدينة العيون كما يحصل مع آلاف الشباب الصحراوي.
وقد كانت آخر مرة أتعرض فيها لمثل هذا الإختطاف يوم الخميس 28 أغسطس 2009. فبينما كنت مارة في شارع السمارة بمدينة العيون المحتلة أنا وصديقاتي، حيث كنا قد انتهينا لتونا من زيارة الناشط الحقوقي الصحراوي، حسنا أعلية ، الذي كان مصابا بجروح ورضوخ إثر تعرضه قبل أيام من ذلك للاعتقال من طرف الشرطة في نقطة التفتيش شمال مدينة العيون، فوجئنا بوقوف سيارة من نوع "لاند روفر 110" بيضاء كما في الأفلام الأمريكية، بصرير قوي وعنيف، وكان بداخلها بعض عناصر الشرطة، بقيادة الضابطين: عبد العزيز أنوش، وخالد بركات.
أوقفنا هؤلاء الضباط وبدءوا بسبنا بألفاظ لا يسمح المقام بذكرها، وبعد دقائق من إيقافنا أمرونا بالصعود في السيارة، وحينما رفضت أرغموني على الصعود في السيارة بالقوة وبدءوا بضربي مباشرة في السيارة مع ما يرافق ذلك من سب وشتم، ثم توجهوا بي إلى خارج المجال الحضري لمدينة العيون المحتلة، فعصبوا عيني، ثم بدءوا بتعذيبي وشتمي وتهديدي بالاغتصاب، وبدءوا معي مرحلة التحقيق والاستنطاق حول كل شيء: علاقتي بالوقفات، وببعض النشطاء الحقوقيين الصحراويين. وبعد لحظات من ذلك وصل أشخاص من المخابرات المغربية كانوا يتوجهون إليه باسم "الحاج" كي لا أتعرف على هويته، ليبدؤوا معي التحقيق من جديد وهم يصورونني بكاميرا فيديو على ما يبدو، أو هكذا قالوا لي لأنني كنت عاجزة عن الرؤية بسبب العصابة التي على عيني. المحققين أمروني أن أقدم شهادات ملفقة ضد بعض النشطاء الحقوقيين الصحراويين، كأن اتهمهم بالتحريض على العنف وبممارسة أفعال إجرامية إلى غير ذلك من التهم الكاذبة. وحينما رفضت ما كان منهم إلا أن تكالبوا علي، وقاموا بتجريدي من ثيابي كلها بعنف وحقد لا يمكنني توصيفه بالكلمات، وتهديدي بالإغتصاب، ولإرغامي على تقديم هذه الشهادات الكاذبة، إلا أنها كلها أثبتت لي بما لا يدع مجالا للشك أن هؤلاء الجلادين مخلوقات مسكينة حقا، تنكرت لإنسانيتها، وأصبحت أشبه بذئاب بشرية لا أخلاق لها ولا دين ولا ذمة ولا كرامة.
ومرت ساعات من التهديد النفسي والجسدي، وأنا أبكي وأحاول حماية نفسي قدر المستطاع، ناشدتهم أن يتوقفوا عن تعذيبي، وان يتركوني وشأني، وأن يتحلوا بالقليل من الكرامة البشرية ومن الإنسانية، إلا أنهم كانوا في كل مرة يزدادون تكالبا وقسوة، ويضغطون علي أكثر للاستسلام. لهذا في النهاية أصبت بالإنهيار التام، وقلت كل الأكاذيب التي أرادوا مني قولها. فما كان منهم إلا أن سألوني عن موقفي السياسي وعن موقفي من عودة أحمدو ولد أسويلم، وعن أسماء بعض الأشخاص النشطين وعن المسئولين عن توزيع الأعلام الصحراوية والمسئولين عن تنظيم الوقفات...الخ. وبعد أن انتهوا من كل ذلك، أخبروني انهم قد صوروا كل شيء، وأنهم في المرة القادمة، سوف يقومون بتصفيتي جسديا، حيث هددني عزيز أنوش بذلك شخصيا. وفي النهاية تركوني في العراء، وحيدة على الساعة الثانية ليلا، منهارة نتيجة للتعذيب، وللخوف، والرعب الذين عشتهما خلال التعذيب خوفا من الإغتصاب. وبعد أن غابت سياراتهم عن عيني، قمت أرتجف، وتوجهت إلى المدينة، ولحسن الحظ تمكنت من الوصول إلى منزل إحدى العوائل الصحراوية في أطراف المدينة دون أن أتعرض لأية مشاكل، وقامت هذه العائلة مشكورة بستري، وبإيصالي إلى منزل العائلة.


حياة أركيبي :
* إسمي حياة الركيبي، ولدت يوم 02 اكتوبر 1990، أدرس بالسنة الثانية إعداي بإعدادية (العيون 3) أحب الموسيقى والغناء.

قد لا اكون هنا أقدم شهادة عن ما حصل معي ليتم اختزال ممارسات الدولة المغربية في هذا الجانب فقط، بالعكس تماما، نحن شعب عانى ولا زال يعاني كثيرا من حالات متعددة من الإنتهاكات الجسيمة لحقوقه منذ دخول الدولة المغربية أرض الصحراء الغربية سنة 1975. فلقد تم اغتصاب الكثير من النساء الصحراويات علي أيدي جلاديهم، والعديدي من النساء الحوامل أجهضن تحت التعذيب، بل هناك حالات نساء بقرن وقتلت أجنتهن من طرف قوات الإحتلال دون رحمة. وبطبيعة الحال لم يستثن القمع أحدا، شيوخا، وأطفالا، نساءا ورجالا.
ويبدو أن الدولة المغربية تجيز لكل جلاديها بل وتشجعهم على الإفراط في تعذيب ضحاياهم من المعتقلين والمختطفين، وتحثهم على كسر مقاومة الضحية نفسيا وجسديا وممارسة كل ما من شأنه إرغامها على التخلي عن قناعاتها السياسية وعن المطالبة بتقرير مصير شعب الصحراء الغربية. إلا أن كل من عاش التجربة سيقول أنه أحس أن هؤلاء الجلادين قد أصبحوا كائنات مريضة، تتلذذ بشكل غريب ومرضي بقمع الصحراويين فحينما يعذب الجلاد الضحية ترى في عينيه نوع من النشوة والشعور بالرضي وكأنه يقوم بأمر إلاهي، أو كأنه يأتي فعلا رجوليا يمكن له أن يفخر به.
أما عن ليلة اعتقالي فقد كنت مارة من حي معطى الله المقاوم بمدينة العيون المحتلة فإذا بسيارة شرطة تعترض طريقي، وكان بها عدد كبير من رجال الشرطة بزي مدني أدخلوني السيارة عنوة ووضعوا عصابة على عيني وبدئوا يضربونني. نقلتني السيارة إلى خارج المدينة، ثم أنزلوني من السيارة بهمجية، وبدئوا في استنطاقي بالسؤال عن بعض النشطاء الحقوقيين وبعض المناضلين وحينما لا أجيب يضربوني على الرأس والأطراف، وحينما فشلوا في استنطاقي عن طريق التعذيب أخذوا في تمزيق ملابسي حتى أصبحت عارية تماما. وبشكل هستيري، يظهر همجيتهم ونفسياتهم المريضة، بدءوا في تقبيلي على الفم ويقومون بتصوير أنفسهم بأجهزة الهاتف وهم يقترفون هذا الفعل المشين والدال على تجردهم النهائي من كل رابط بالأخلاق، وبالكرامة والإنسانية. بل كانوا يفعلون كل ذلك وهم يقهقهون نشوة بما يقترفون. انتقلوا بعدها إلي إرغامي على تقبيل أجهزتهم التناسلية، ، وسط صياح وتهديد الآخرين، وهددوني بالمضي في اغتصابي ما لم أقل لهم ما يريدون، وأنا أبكي وأصيح مستنجدة ببقية رجولة وشهامة قد تكون فيهم، ولكن هيهات. قاموا بضربي بعدها حتي أغمي علي، وعندما أيقظوني أخذوا بعدها هراوة وبدءوا يدخلونها بين فخذي ،ثم قاموا بعدها بإدخالها في مؤخرتي وهم يقهقهون. وكنت كلما أغمي علي يوقظونني بالصفعات، ويعيدون فعلتهم الشنيعة مرة أخرى وبقيت على هذه الحالة مدة أربع ساعات تمنيت خلالها لو قتلوني كي أرتاح من هذا التعذيب الذي يمارسونه علي، والذي ينم عن مرضهم، وعن حيوانيتهم.
وفي النهاية، هددوني بأنني سأفتح أبواب جهنم على نفسي إذا ما بحت بكلمة واحدة عما فعلوه بي لأي كان، وبأنهم لن يتوانوا عن قتلي ودفني حية إذا ما بحت بهذا للمنظمات الحقوقية أو غيرها. ثم انهالوا علي بالضرب مجددا حتى أغمي علي لأستفيق بعد وقت وحيدة شبه عارية ومنهارة في شارع مظلم.
وحينما قدمت شهادتي للعالم عن ما جرى معي، وفضحت همجيتهم، وضعفهم ظهر المسئولون المغاربة في وسائل الاعلام يبتسمون ابتساماتهم الصفراء ويدعون أن قواتهم لم تعتقلني قط، وبأنني أكذب. وأتساءل مع نفسي كيف يمكن لهؤلاء المسئولين أن يناموا بضمائر مرتاحة وهم يعلمون أنهم يفترون على الله كذبا، وكيف يعتقدون أنهم سوف ينجحون يوما في إقناع المواطن الصحراوي بحسن نيتههم في أي شئ ماداموا يواصلون ممارسة التعذيب والاغتصاب والقتل ليلا ونهارا ضدنا، وفي النهاية يؤكدون بكل وقاحة أننا نمارس حياة طبيعية.
هذا باختصار ما وقع معي، ولقد قررت أن أطلع العالم على تفاصيل هذه الجريمة النكراء، رغم ما أحسه كل مرة من صعوبة في الحديث عن تفاصيلها المقززة، والدالة كما قلت على همجيتهم، لكنني أرفض الصمت، وقد قررت أن أتغلب على الحياء لأشجع بقية الضحايا الصحراويات على الإعتراف بما يتعرضن له من وحشية، لنفضح جميعا جانبا من الجرائم التي يرتكبها النظام المغربي ضد الشعب الصحراوي. لقد اعتمد النظام دائما على حياء الضحايا، وإحساسهم بالحرج من الحديث بانفتاح وصراحة عما تعرضوا له، لكننا أدركنا أن تسترنا كضحايا على جرائم أذناب وبيادق الدولة المغربية يساعدهم على مواصلة جرائمهم الحقيرة.

البيان الصحفي :  2- شابتان في عمركما تمارسان العمل السياسي لماذا؟ وهل هي حالة فردية ؟

حياة اركيبي :
* أولا، ممارسة السياسة لا علاقة لها بالعمر خصوصا داخل الشعوب المظلومة، والمحتلة والمقموعة، وأكبر دليل على ذلك الشعب الفلسطيني، فالطفل الفلسطيني الصغير يواجه دبابات الإحتلال الصهيوني بالحجارة فقط لأنه يؤمن بقضيته، وكذلك نحن نؤمن بقضيتنا العادلة، فكل طفل يولد في وطنه إلا الطفل الصحراوي فوطنه هو الذي يولد فيه. إضافة إلى ذلك، ليس هناك خيار آخر لكل من يرفض التخلي عن كرامته، وعن حقوقه، وعلينا ان نساهم جميعا في استرجاع حقوقنا المغتصبة والدفاع عن شعبنا. ومن أجل ذلك، ليس لدينا سوى التضحية بكل غال ونفيس من أجل الوطن، وقد قال الشهيد الولي مصطفى السيد: "من أراد حقه فعليه أن يسخى بدماءه"، وقد كان هو القدوة والمثل على التضحية، وعلى إقران القول بالفعل فلم يدفع الناس للقتال إلا وتقدمهم على رأس المعركة.
وإذا ما زرت المدن المحتلة من الصحراء الغربية، سوف تفاجأ بأن غالبية المشاركين في المظاهرات، وفي مقارعة الإحتلال هم أطفال وفتيات قاصرون، وبالرغم من ذلك فشعارهم السياسي، ومطلبهم واضح وناضج، ودليل ثابت على أن الثورة ستتواصل إلى غاية تحقيق النصر.

انكية الحواصي :
بالنسبة لي، أرغب في ممارسة حياة تخلوا من العمل السياسي وأرغب في أن أعيش كما يعيش الشباب في العالم، وأن أحصل على كل الفرص في الدراسة والتعليم. لكن عندما تولد في بلد محتل، وحين تعيش تحت نظام محتل، لا يتوانى عن اقتراف أقبح وأقسى الجرائم ضد الشيوخ، والعجائز، والأطفال والنساء، حتى الرضع لم ينجو من همجيتهم، وحتى الحيوانات، والأرض، والمياه، والثروات الطبيعية، كلها تعرضت للإنتهاك، وللإستغلال والنهب، عندها تحس بأن هذا الوضع ينتزع منك طفولتك، ويدفعك دفعا نحو الكهولة قبل الشباب. ولا خيار لك غير المقاومة، والمواجهة بكل ما يحمله ذلك من تضحيات، ومن خطر، أو أن تستسلم، وتمرغ أنفك في وحل المهانة، وتركع لمن انتهك الأرض والعرض.

البيان الصحفي :  ما هو هدفكن من المقاومة؟
انكية الحواصي :
هدفنا واضح، وهو أن نحرر وطننا، ونبني دولتنا المستقلة، وهدفي هو أن أعيش بسلام وأن أرى جمع شمل الشعب الصحراوي!

حياة اركيبي :
أنا أهدف للمساهمة في تخفيف معاناة شعبي واستعادته لحقوقه كاملة غير منقوصة.

البيان الصحفي :  ما هو دور المرأة الصحراوية ؟

حياة اركيبي :

* للمرأة أدوار كثيرة لا يمكننا عدها!! لكن من بينها توعية أطفالها بقضيتهم، تنظيم والمشاركة في الوقفات السلمية ضد جيوش الاحتلال المغربي، ناهيك عن التعريف وتعليم الأجيال التاريخ والحضارة والتقاليد الصحراوية، وثقافة المجتمع البيضاني، وكانت المرأة دائما تلعب دورا محوريا في الدفاع عن قضيتها سواءا بالمناطق المحتلة أو بمخيمات اللاجئين.

أنكية الحواصي  :

المرأة قدمت الكثير فهي في المخيمات تربي الابناء ليكونوا جنودا ومدرسين وأطباء ومسئولين، وفي المنطقة المحتلة ربت أجيالا لا زالت متمسكة بقضيتها، وبحقوق شعبها رغم كل محاولات نظام الإحتلال لطمس الهوية الصحراوية، ورغم محاولات هذا النظام تدجيننا، وتسميم عقولنا منذ الصغر. والدليل هو أن انتفاضة الإستقلال هي انتفاضة يقودها الجيل الجديد بامتياز، وهو الذي يحافظ على جذوتها حية متجددة رغم جهود قوات الإحتلال لخنقها ووضع حد لها بالعنف المفرط، والإعتقالات والتعذيب.

البيان الصحفي : 3-  كيف تصفوا لنا واقع حقوق الإنسان في الصحراء الغربية ؟ وهل من تقديم لبعض النماذج ؟
أنكية الحواصي :

هذا سؤال كبير جدا، لأنه عندما تريديني ان أختصر واقع حقوق الإنسان في الصحراء الغربية في حوار واحد، أو إثنين فلن أتمكن من إعطاء هذا السؤال حقه من الإجابة. لكن دعني أخبرك شيئا، نحن أمام نظام مبني علي القمع والاستبداد قوته وبقاءه هو في قمع الشعوب و قتلها.
لقد أقدم هذا النظام ودون أي وازع من دين أو رحمة بضرب الصحراويين العزل في السبعينات والثمانينات بقنابل النابالم والفسفور الأبيض المحرمين دوليا، وقامت قواته بقتل ودفن عشرات العائلات في مقابر جماعية، وفي بعض الحالات أقدمت على دفنهم أحياءا. هناك أيضا حالات رمي لمتعقلين من طائرات الهيليكوبتر. كما أن الإعتقال التعسفي، والإختطاف القسري والإختفاء أصبحت ظواهر حقيقية في الصحراء الغربية راح ضحيتها الآلاف، بشهادة هيئة الانصاف والمصالحة التي أسسها النظام المغربي نفسه في محاولة يائسة وفاشلة للتمويه على جرائمه بمحاولة تعويض الضحايا وعائلاتهم ماديا.
أضف إلى ذلك أن السجون المغربية تعج الآن بالمعتقلين السياسيين الصحراويين، بالسجن لكحل بالعيون، والسجون المحلية بكل من إنزكان، أيت ملول، تارودانت، تيزنيت، القنيطرة، بولمهارز وغيرها.
أما عن وحشية الجلادين المغاربة فإن الناشطة الحقوقية الصحراوية، سلطانة خيا، أكبر مثال على انعدام الرحمة في قلوبهم، وهمجيتهم، حيث تعرضت هذه الشابة للتعذيب خلال مظاهرة سلمية للطلبة بمراكش، ونتيجة للضرب الذي تعرضت له على أيدي الجلادين فقدت عينها، وبالرغم من ذلك واصل جلادوها ضربها وهي في طريقها للمستشفى في سيارة إسعاف.
مثال آخر صارخ لهذه الهمجية تعرض له الشاب الصحراوي السالك السعيدي، الذي لم يتردد جلادوه عن سكب مادة مشتعلة على جسده وقاموا بإحراقه حيا لولا تدخل أحدهم في آخر لحظة، تاركين إياه في حالة يرثى لها بحروق متعددة. مثال آخر هو الشاب حمادي الزيبور الذي أصيب بارتجاج في المخ نتيجة للضرب الوحشي. ومثال أكثر دلالة على استهتارهم بحياة المواطنين تعرض له الطالب الصحراوي الولي القاديمي سنة 2007 حيث ألقى جلادوه به عمدا من الدور الرابع، مما تسبب له الآن في شلل دائم، وهو نفس ما تعرض له الشاب محمد بركان يوم الثلاثاء 15 سبتمبر الماضي، والذي القي به من الدور الأول، ولكن لحسن الحظ أصيب فقط بجروح ورضوض متفاوتة الخطورة.
أكثر من ذلك، لم يتوانى الإحتلال المغربي عن تصفية المواطنين الصحراويين جسديا، فكان حمدي لمباركي، ابا الشيخ لخلفي، لكتيف الحسين وبابا خيا، وهم كلهم شبان صحراويون قتلوا بدم بارد من طرف الشرطة أو أعوانها، وكان جرمهم الوحيد هو إيمانهم بحق شعبهم في تقرير المصير.
كما أن هناك عدة حالات اغتصاب للإناث كما للذكور (آخرها عبد السلام اللومادي)، بالإضافة إلى التعذيب المؤدي للإجهاض، تعرض له عدد كبير من المواطنين، واللائحة تطول !!

حياة أركيبي  :
عليك ان تتخيل بلدا محتلا ومحاصرا بحصار عسكري، أمني وإعلامي من كل جانب منذ سنة 1975، يرتكب فيه نظام احتلال كل أشكال القمع، والعنف، والتنكيل وسط صمت دولي تام، اللهم القليل من التقارير والبيانات التي أكدت جميعها ما نقوله هنا، والتي فضحت حقيقة الإنتهاكات المغربي لحقوق الإنسان، ولكن، يبدو أن العالم قد فقد إنسانيته، وأصبح لا يهتم إلا للمصالح، وللمظاهر. لأنه وبالرغم من مطالبة الشعب الصحراوي، ومنظمات حقوق الإنسان المختلفة بحماية الشعب الصحراوي من الإنتهاكات المغربية، لا زلنا نرى الأمم المتحدة، وبعثتها المينورسو، عاجزة تماما عن تحمل مسئولياتها القانونية فيما يتعلق بحماية المواطنين. أكثر من ذلك لم تجرؤ الأمم المتحدة حتى على إدانة المغرب على انتهاكه لحقوق الإنسان، وهو في نظري أمر مخز وغير أخلاقي.

4- البيان الصحفي : المغرب يكذب هذه الإنتهاكات كيف تردون ؟
حياة أركيبي :
المغرب نظام ألف الكذب، وتكذيب الحقائق، ولكنه كمن يريد إخفاء الشمس بالغربال، لأن الإنتهاكات المغربية أدينت من طرف جميع المنظمات الحقوقية الدولية، مثل منظمة العفو الدولية، وهيومان رايتس واتش، وفرونت لاين، وحتى المفوضية الأممية السامية لحقوق الإنسان لم تستطع إلا أن تدين هذه الإنتهاكات سنة 2006 في تقرير مفصل، أكدت فيه أن كل هذه الإنتهاكات ناتجة عن عدم تمكين الشعب الصحراوي من حقه في تقرير المصير. حتى الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، وخصوصا فرعها بمدينة العيون، وفروعها بمدن جنوب المغرب أكدت ما من مرة حقيقة الإنتهاكات المغربية لحقوق الإنسان بالصحراء الغربية. الحزب المغربي المعارض، النهج الديمقراطي، هو كذلك يؤكد الكلام الذي نقوله. إذا، نحن أمام نظام محتل يحاول جاهدا إخفاء جرائمه، لكنه في كل مرة يفشل في ذلك، ويواصل إصراره رغم كل شيء على مواصلتها.

انكية الحواصي  :
هل يعترف المجرم بجرمه او السارق بسرقته أم تأخذه العزة بالإثم؟ كذلك لن يعترف النظام المغربي بجرائمه لكنني أتحداه بأن يفتح المناطق المحتل على مصراعيها للجميعات الحقوقية، وللمراقبين الدوليين، وليدعهم يحققون في ادعاءاتنا إن كنا كاذبين، وليقابلوا الضحايا، وليشرفوا على اكتشاف حقيقة ما يحصل هناك، وسوف نرى من الكاذب ومن يقول الحقيقة.

* البيان الصحفي : وما هو رأيكم في الحكم الذاتي ؟ ولماذا ترفضونه ؟
أنكية الحواصي :

الشعب الصحراوي يرفض الحكم الذاتي لعدة أسباب، قانونية، وتاريخية، ومنطقية، وألخصها في ما يلي: - لا يحق للمغرب بأي شكل من الأشكال أن يقترح على الشعب الصحراوي حكما ذاتيا، لأن الصحراء الغربية ليست أرضا مغربية، ووفقا للقانون الدولي، ولحكم محكمة العدل الدولية فالصحراء الغربية هي بلد مستعمر له الحق في تقرير مصيره عبر استفتاء تحت إشراف الأمم المتحدة وفقا لميثاقها ولقراراتها الخاصة بالبلدان المستعمرة كما حصل مع كل البلدان الإفريقية والأسيوية في الستينات، والسبعينات.
المغرب يحتل الصحراء الغربية بالقوة، وهو نظام احتلال غير شرعي، لهذا فبدل أن يعرض علينا حكما ذاتيا، يحتاج أولا أن ينسحب من البلد، وأن يصحح أخطاءه التاريخية ضد جيرانه، وأن يترك الصحراويين ليختاروا ما إذا كانوا يريدون الإستقلال، أو غيره. أما أن يعتقد أنه قادر على فرض الأمر الواقع الإستعماري، فتجارب الشعوب المختلفة تؤكد أن الكفاح من أجل الحقوق ومن أجل التحرر ينتهي دائما لصالح الشعوب ولم تكن يوما في صالح المستعمرين.

حياة  أركيبي :
كما قالت رفيقتي، فإن فاقد الشيء لا يعطيه، فكيف لدولة لا شرعية لها ولا سيادة على بلد أن تعرض عليه حكما ذاتيا, هذا غير منطقي وغير مقبول، ولهذا لا زال المغرب يتخبط في سياساته الإستعمارية عاجز عن شرعنة احتلاله برغم كل الدعم الذي تلقاه ويتلقاه من فرنسا واسبانيا، وقبلهما أمريكا واسرائيل.
وحتى لو تجاوزنا كل العوائق القانونية والتاريخية، والسياسية، والواقعية، فكيف يمكن لنظام يمارس القمع على الصحراويين منذ سنة 1975، نظام ارتكب في حقهم أبشع الجرائم أن يطالبهم بالقبول بحكم ذاتي تحت رحمته، هذا امر غير معقول.

7- البيان الصحفي : ما هي رسالتكم عبر جريدة البيان الصحفي للشعب الموريتاني ؟
حياة وأنكية

رسالتنا للشعب الموريتاني هي رسالة شعب شقيق أحس طويلا بتخلي أشقائه في موريتانيا عنه، وأحس بصدودهم وتفاديهم قول الحق في هذا الصراع، أشقاء أقنعوا أنفسهم أنهم يتبنون موقفا محايدا، في حين أنهم يلتزمون بالسكوت عن الظلم المرتكب على عتبات ديارهم من طرف نظام محتل ضد أشقاءهم، ويكتمون الشهادة،إننا نناشدكم  بما يقوله النشيد الوطني الموريتاني
كن للاله ناصرا  وأنكر المناكرا                  وكن مع الحق الذي  يرضاك منك دائرا
ولا تعد نافعا  سواه أو ضائرا                    واسلك سبيل المصطفى  ومت عليه سائرا
أننا نذكركم  بأننا نصفكم الاخر فلنا حق عليكم أن تناصرونا ،وتدافعوا عنا ،وتساعدونا في انتزاع حقوقنا لسنا نطلب الكثير لكن نطلبكم ان تنصفونا ،
أننا نناشد الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز بصفته رئيسا ممثلا للشعب الموريتاني  أن يضغط علي الدولة المغربية للتوقف عن ممارسة انتهاكات حقوق الانسان في حقنا ، ونطالب المجتمع المدني الموريتاني  من سياسيين وصحفيين وكتاب ومعلمين نساء ورجالا أن يساهموا في رفع الظلم عنا الذي نعيشه منذ 34 سنة .
ورسالتنا للشعب الشقيق أخيرا تقول بأننا في النهاية شعب يشترك العديد من مقومات الهوية والثقافة حتى ليكاد يكون شعبا واحدا، فهل تتركونا للنظام المغربي يفعل بنا ما شاء ؟
وأخيرا وليس آخرا  إننا نناشد فيكم  كل شئ  فهل من مجيب ...........................؟
وتمنياتنا أخيرا للشعب الموريتاني الشقيق بالأمن والسلام، وبالرخاء والوئام

 
   
 


 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced