(زواج المهد).. قيد للفتاة وسلطة للشاب
نشر بواسطة: Adminstrator
الأحد 04-10-2009
 
   
النور
زواج المهد ..مفردة نسمع بها كثيرا ..وقد نستغربها..او نفهمها ونتحاشى فهمها..ليست معضلة ..ولا فلسفة من نوع جديد ..الا انه حال انتشرت منذ القدم ..وتسببت في جرح قلوب كثيرة فزواج المهد بمعناه الحرفي ..هو ان تكتب فلانة باسم فلان ..منذ الطفولة ..منذ اللحظات الاولى للولادة ..قبل ان يسأل هذان القلبان ..هل سيكونان لبعضهما يوما ..هل سيقبلان بعضهما ..هل سيكونان فعلا لبعضهما يوما ..ام انها مجرد ادعاءات الاهل ..سيكبر الطفل وهو يسمع دوما بأن فلانة من حقه ..وتكبر فلانة وتسمع بأن فلانا هو زوجها المستقبلي ..
وفجاة وبعد ان يصلا الى سن الادراك الحقيقي لمعنى المشاعر ..سرعان ما تنقلب الامور ..ويدرك احد الطرفين او كلاهما بانهما ليسا لبعضهما البعض ..ولا بد من فهم ذلك ...ونتيجة هذا الفعل الذي ربما يكون هدفه بريئا من قبل الاهل ..يجرح قلب ..شاب او فتاة ..لا فرق ..فاحدهما سيشعر بحجم الجرح .
تقول (منى):
ـ منذ الطفولة ..وانا اسمع بأن ابن عمي هو لي ..كبرت دون ان افهم ..اراه يتصرف وكأني من حقه ..كنت في البداية لا افهم ما يحصل ..طفلة ..ولكن حين كبرت عرفت بان ما يعنونه هو الزواج ..كبر ابن عمي ..ولكن شخصيته واسلوبه في الحياة لم يعجباني ..اصبح زير نساء ..وشخصا غير مسؤول وغير مؤهل ليكون عائلة ..تقدم لخطبتي رسميا بعد ان عرفت بأن (تسميتي على إسمه) في الصغر خلفت في قلبه حبا تجاهي ..وكان متأكدا باني له رغم كل الظروف ..الا انه اصطدم بحقيقة اني لست من حقه ..اذ رفضته ..وكنت مصرة على موقفي ..كان عمري حينها عشرين عاما ...وكنت ما ازال طالبة جامعية ...لم اعط للأمر اهتماما يذكر وظننت ان الامر سيمضي وينسى بمرور الايام وفسرته على انه غلطة اهل وحب طفولة طائش من طرف واحد ..وظننت ان ابن عمي اكثر تعقلا ..ولكني اكتشفت المعضلة حين تقدم لي اول خاطب ..اذ اعترض ابن عمي وهدده بالقتل ..على طريقة النهوة ..وكنت اظن ايضا بانها فورة غضب وردة فعل على رفضي له ..ولكن تعاقبت الخطوبات وتعاقب الرفض حتى بات الخاطبون يخشون التقدم لخطبتي خوفا منه ومن تهديداته وفي النهاية تزوج هو بكل لامبالاة، وانا اليوم قد تعديت الثلاثين من العمر فقط لأن ابن عمي ثأر لجرح كرامته وتصرف بكل انانية ..ولأن اهله واهلي كانوا سببا رئيسا حين قرروا ان نكون لبعضنا منذ الصغر.
في حين يؤكد (عبد الله ) وهو احد المتزوجين بطريقة زواج المهد بان تجربته رغم ما تخللها من مرارة الا انها تعد تجربة جيدة:
ـ كبرنا انا وابنة عمتي ونحن متاكدان بأننا لبعضنا .. كوننا منذ الطفولة كنا نسمع امهاتنا يرددن باستمرار عبد الله لفلانة وفلانة لعبد الله .. وكبر الحب في قلبينا .. وكنا نسعد حين نرى بعضنا ونشعر بأن الحب البريء الذي جمعنا هو عنوان حياتنا المستقبلية .. ولكن فوجئنا باشتعال نار الفتنة بين العوائل .. واجتياح المشاكل لها .. وحدثت قطيعة طويلة بين عائلتي وعائلتها .. استمرت لعدة سنين كنا نلتقي خلالها خلسة .. كما لو كنا قد ارتكبنا جريمة .. ورفضت هي عدة عرسان من اجلي وانا ايضا قررت ان لا اتزوج سواها .. وقد سعينا مرارا من اجل اخماد نار المشاكل .. ووسطت شيوخ عشائر بين ابي وابيها ..الى ان عاد الهدوء الى اجواء العائلتين بعد عناء طويل وانتظار اطول .. تكلل بالزواج ..فهي لم تر شخصا غيري امامها وانا لم ار فتاة اخرى امامي سواها .. ولست نادما على قراري باتخاذها زوجة .
في حين تختلف قصة (ف) التي تعلن بان الامهات كن سببا في تحطيم قلبها ..فقد كبرت وهي تسمع خالتها تردد باستمرار فلانة لولدي ..لن اجد افضل من ابنة اختي له زوجة .. وكنت قد بدات احبه فعلا ، وانتظر اللقاء به .. ولكني اصطدمت بأنه يفكر باخرى ..ولا ينتبه لوجودي في حياته ..كانت خالتي تشعر بي وتقول لا عليك سيعود لك .. ولكنه لم يعد بل كان يصر على طلب يدها .. كما ان كرامتي لم تسمح لي بان تسعى خالتي لأقناعه للزواج بي ... مادام غير راض بذلك ..انا اليوم اشعر بحزن عميق وجرح كبير ..وارى نظرات الحزن واللوعة من اجلي في عيني والدتي الا انني لا اريد ان احملها ذنبا لأنها من المؤكد كانت تنوي خيرا هي وخالتي ..ولكني كنت ضحية تلك اللعبة ..اتمنى ان لا تقدم اي ام على زرع الامل في قلب ابنتها في امكانية الزواج بقريب لها لا يكن لها حبا ..
هي مشكلة اجتماعية مستمرة الحدوث رغم تقادم الزمن وتغير الاجيال ...ولكننا لا نزال نرى تعلق الاطفال بكلام الاهل فكم من اهل استمروا في ترديد كلمات امام مسامع الاطفال على انها مزاح ليتحول المزاح الى واقع ملموس لا يحصد خلفه سوى حزن عميق في قلب شاب او فتاة لا ذنب لهما في شيء ...سوى رغبة في قلوب الاهل بان يكونا يوما ما لبعضهما البعض ...فالاعراف الاجتماعية تجرنا خلفها لتخلف قوانينا في الزواج والحب ..وفي النهاية يدفع الابناء اخطاء الاباء.

 
   
 


 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced