التجار ينقلون أموالهم إلى الأردن بوتيرة متسارعة وموجات العنف تقلص النشاط الاقتصادي إلى النصف
نشر بواسطة: Adminstrator
الأربعاء 31-07-2013
 
   
بغداد / المدى

رسم مستثمر عراقي صورة قاتمة للآثار التي تركتها موجات العنف الأسوأ، على مجمل الحركة الاقتصادية في العراق، ونقل ان معارفه ينقلون رؤوس أموالهم الى الخارج بوتيرة متسارعة تحسبا للتطورات، وأن كثيرا من المشاريع الكبيرة تعرض للتعليق انتظارا لما ستسفر عنه الانتخابات المقررة مطلع العام المقبل.

الى ذلك أكد اقتصاديون ومختصون عراقيون، أن أعمال العنف والخلافات السياسية المستمرة في البلاد تشكل "بيئة طاردة" للاستثمار المحلي والأجنبي على حد سواء، في حين بينوا أن التوجه الاستهلاكي المتزايد في البلاد بتوجيه من قوى داخلية وخارجية، و"جشع الطفيليين" من التجار، أدى إلى الاحتكار وارتفاع كبير في الأسعار داخلياً على الرغم من انخفاضها عالمياً.
وذكر جمال التميمي الذي يستثمر في المصارف المحلية وعدد من مشاريع البناء، ان الأعمال الكبيرة والطموحة "توقفت تقريبا، ولم تعد هنالك سيولة لدى التجار لانهم ينقلونها بسرعة الى خارج العراق، وخصوصا الى الأردن". ويذكر ان هذا يؤثر حتى على المشاريع الصغيرة و"يشيع البطالة والخسائر المتتالية في عموم القطاع الخاص".
وتقول شركات تحليل امني معنية برصد مخاطر الاستثمار في البيئات الخطرة، ان العراق شهد استقرارا نسبيا معقولا منذ العام 2010 ما شجع دوران عجلة الاقتصاد وجذب بعض الاستثمارات الحذرة، حيث تشهد بغداد هذه الأيام افتتاح أسواق ومشاريع جديدة كان العمل بدأ بها في مرحلة الاستقرار النسبي، بينما تتعرض البلاد الى موجات عنف وانتكاسات كان اخرها هروب المئات من سجن أبي غريب الأكبر في العراق، وهو ما يجعل المراقبين يفكرون بوضع سيئ لم يألفه العراقيون الا خلال الاعوام 2006 و2007.
ويذكر التميمي ان "هناك جمودا، والتراجع يبلغ نحو 70٪ مقارنة بنشاط الاقتصاد قبل سنتين، وكلما تعرضت بغداد الى موجة هجمات انتحارية، ساد جو كئيب وأدى الى تأجيل كل شيء، والأمر الخطير ان مناطق تستقطب المستثمرين مثل البصرة بفضل اهمية الفرص وشيوع الأمن فيها، بدأت تتعرض الى هجمات متتالية أخافت رجال الأعمال ايضا".
ويرى ان الأوساط الاستثمارية التي تضم رجال أعمال محليين وأجانب بدأت تتحدث عن "تأجيل الأعمال الكبيرة نحو 12 شهرا، حتى الانتهاء من الاقتراع البرلماني المقبل، وتشكيل الحكومة الجديدة التي ربما تنجح في امتصاص الانقسام السياسي والانهيار الأمني".
ويقول ان الساسة "اذا لم يبعثوا برسائل اطمئنان عبر جهود تهدئة ومفاوضات تصالحية، واذا لم ينجحوا في احباط عمليات القاعدة، فإن تأجيل المشاريع سيصيب نشاط المصارف بالجمود ويشيع المزيد من البطالة في القطاع الخاص".
وشدد الخبير الاقتصادي باسم انطوان، في حديث إلى (المدى برس) على إن "انتعاش الاقتصاد يتطلب وجود بيئة آمنة أمنياً وسياسياً لأن العنف والخلافات السياسية عوامل تكبح جماح الاستثمار المحلي وتقلل من فرص مجيء المستثمر الأجنبي للعراق".
واضاف، إن "التفجيرات المتكررة في العراق، لا بد أن تحد من نشاط المستثمرين وتؤثر على الحركة التجارية بنحو عام، لاسيما أن قطاع النقل وعمليات القتل التي يتعرض لها سائقو الشاحنات تؤثر تداول السلع والبضائع والواقع التجاري فضلاً عن الحركة المصرفية، وبالتالي على المستوى المعيشي خاصة للطبقات البسيطة".
ويتوقع الخبير الاقتصادي، أن "يؤدي استمرار هذا العنف، إذا ما استمر مدة طويلة، إلى مغادرة المستثمر العراقي البلد إلى الخارج"، ويبين أن ذلك "يؤدي بالنتيجة إلى تخوف المستثمرين الأجانب من القدوم للعراق والبحث عن فرص أخرى خارجه".
من جهته قال ماجد الصوري أستاذ اقتصاد في جامعة بغداد، أن "العراق يتجه نحو الاقتصاد الاستهلاكي بتشجيع كبير من قوى داخلية وخارجية"، ويؤكد أن "جشع التجار الطفيليين أدى إلى زيادة كبيرة في الأسعار داخلياً على الرغم من انخفاضها في العالم".
واوضح في حديث مع "المدى" إن "الاضطراب السياسي أو الأمني في أية دولة بالعالم يؤثر سلباً على الاقتصاد فيها وعلى نتائج الأعمال بنحو عام سواء كانت تجارية أم اقتصادية أم خدمية"، ويبين أنه "إذا ما أضيف لذلك الفساد المالي والإداري وعدم التوافق على منهجية العمل وهوية الدولة وتوجهها الاقتصادي، فلا بد أن يكون تأثير ذلك كبيراً جداً على الاقتصاد العراقي". ورأى رئيس غرفة تجارة بغداد السابق فلاح كمونة، أن "العنف أصبح طارداً للاستثمار بعامة والوطني منه بخاصة، لأن البيئة العنفية تؤدي إلى فرار المستثمرين"، وقال لـ "المدى برس" إن أي "عملية اقتصادية لا تقوم بدون استثمار وطني وأجنبي"، ويؤكد أنه "باستثناء جولات التراخيص النفطية فإن هناك شحة بالاستثمار في العراق لأن بيئته غير آمنة وسيبقى الحال على ما هو عليه طالما لم تتحسن أوضاعه الأمنية"

 
   
 


 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced