تدفق المقاتلين الأجانب إلى سوريا يزيد المخاوف من إنشاء ملاذ جديد للإرهابيين
نشر بواسطة: Adminstrator
السبت 10-08-2013
 
   
بيروت: آن بيرنارد وإريك سكميت «نيويورك تايمز» -
دفع تدفق المقاتلين الأجانب إلى سوريا بسرعة كبيرة، المجموعات المتطرفة إلى إنشاء جيوب في المناطق التي تتحول الآن إلى ملاذات للمقاتلين الإسلاميين، وهو ما تقول عنه الاستخبارات الأميركية والغربية إنه قد يتحول إلى أحد أكبر التهديدات الإرهابية في العالم اليوم.

ويقدر مسؤولو مكافحة الإرهاب عدد مقاتلي هذه التنظيمات الجهادية التي يعرف مقاتلوها بصلابتهم ورغبتهم في تنفيذ عمليات انتحارية بسيارات مفخخة، بأكثر من 6.000 شخص أجنبي، وأشاروا إلى أن مثل هؤلاء المقاتلين يتدفقون إلى سوريا بأعداد أكبر مما كانوا يفدون إلى العراق في ذروة التمرد ضد القوات الأميركية أثناء وجودها هناك.

ينتمي الكثير من هؤلاء المقاتلين إلى تنظيم «جبهة النصرة»، الجماعة المتطرفة التي نال مقاتلوها على مدى الشهور الكثيرة الماضية شهرة بأنهم المقاتلون الأكثر فعالية في المعارضة.

ولكن البعض الآخر تجمع تحت مظلة جديدة، لمجموعة أكثر تطرفا، هي «الدولة الإسلامية في العراق وسوريا» التي تضم مقاتلين سوريين إلى جانب مقاتلين من جميع أنحاء العالم كالشيشان وباكستان ومصر والمغرب، فضلا عن «تنظيم القاعدة في العراق»، المجموعة السنية المتمردة الأبرز في القتال ضد الاحتلال الأميركي في السنوات التي تلت غزو العراق عام 2003. وأبرز ما يثير القلق هو المخاوف من أن تبرز جماعة جديدة تابعة لـ«القاعدة» من تلك الجماعات.

يعتقد البعض أن المخاطر ربما تكون عالية. فقد صرح مسؤولون في المخابرات الأميركية هذا الأسبوع بأن أيمن الظواهري، زعيم تنظيم القاعدة في باكستان، يجري اتصالات منتظمة مع «جبهة النصرة» في سوريا، ليبدي فيها دعم قيادة التنظيم لإمكانية تحويل سوريا إلى ملاذ آمن للجهاديين. وقال خوان زاراتي، وهو مسؤول كبير سابق في مكافحة الإرهاب بإدارة جورج دبليو بوش، إن سوريا تقع في وسط هلال الفوضى، الذي يمتد من إيران إلى شمال أفريقيا، ففي تلك المنطقة، ربما يكون هناك انتعاش وعودة الروح إلى نوع جديد من «القاعدة».

وكانت المعارك قد احتدمت على خطوط القتال في سوريا خلال الشهور الأخيرة، حيث استحوذت الحكومة السورية، المدعومة من حزب الله، على الزخم مجددا واستعادة أراضي في جنوب وشرق سوريا من الثوار. في الوقت ذاته، تراجعت القوة داخل مجموعات المعارضة المنقسمة بصورة سيئة، حيث بلغت نحو 1.200 مجموعة، إلى أيدي الجهاديين المتمركزين في منطقة شمال شرقي سوريا الذين تمكنوا من السيطرة على مطار استراتيجي في المنطقة، والسيطرة بشكل كامل على عاصمة محافظة الرقة.

ويأتي اعتقاد أن سوريا يمكن أن تحل محل باكستان باعتبارها الملاذ الرئيس لتنظيم القاعدة في يوم من الأيام، إذا ما سقطت الحكومة، بمثابة ضربة قوية للمعارضة السورية المدعومة من الغرب والذراع العسكرية لها، الجيش السوري الحر. وهو ما يصب بشكل مباشر في يد حكومة بشار الأسد التي تسعى إلى ترويج نفسها كبديل وحيد للتطرف الإسلامي والفوضى، وجعلت احتمالية تقديم الدعم الأميركي الكامل أكثر بعدا مما كان عليه بالفعل.

حسين إيبيش، زميل بارز في مجموعة العمل الخاصة بفلسطين، كتب أخيرا مقالا نشر في صحيفة «ذا ناشيونال»، يقول فيه: «إن حجة الأسد في وقوف عصابات إرهابية خلف الثورة بدأت كنسج من الخيال خلال فترة المظاهرات السلمية غير المسلحة لكنها حقيقة الآن».

وفي الرقة، رشف قائد الدول الإسلامية في العراق والشام القهوة بعد تناول طعام الإفطار مرتديا زيا أشبه بالزي الباكستاني. القائد اسمه أبو عمر (البغدادي)، وهو سوري وأحد أفراد قبيلة في المنطقة، وتحدث عن أهداف حركته بالوصول إلى خارج حدود سوريا. ولم يتحدث أبو عمر عن مهاجمة الولايات المتحدة، لكنه هدد روسيا وتحدث عن المعركة الكبيرة ضد إيران وسعيها إلى الهيمنة على المنطقة. وقال إن السنة من جميع أنحاء العالم لديهم ما يبرر تدفقهم إلى سوريا للقتال بسبب اعتماد الحكومة على المقاتلين الشيعة القادمين من لبنان والعراق.

ورفض الدعوات من بعض قوات المعارضة السورية بالتركيز على الداخل السوري واستهداف إسقاط الأسد، وقال: «لدينا عدو واحد، هي إيران، وينبغي لنا أن نقاتل هذا العدو كجبهة واحدة وعلى عدة جبهات». وأشار أيضا إلى أن روسيا ستكون هدفا مشروعا لدورها في دعم الأسد وقمعها الوحشي للمسلمين في القوقاز. وقال: «روسيا تقتل المسلمين في الجمهوريات المسلمة ويرسلون الجيش والمال لقتل المسلمين في سوريا أيضا. وأقسم بالله أن روسيا ستدفع ثمنا باهظا نتيجة لدورها القذر في الحرب السورية».

لكن اللواء سالم إدريس، رئيس أركان الجيش السوري الحر، اتهم الجهاديين أخيرا بالعمل لصالح حكومة الأسد أو تلقي مساعدات منها، وأنها ليست معارضة بالمعنى الكامل، بالنظر إلى الدور الذي لعبته حكومة الأسد في السماح للسوريين والمقاتلين الأجانب بالعبور إلى العراق أثناء التمرد هناك. وقد تحدث بعض الجنود عن أن المدفعية والطائرات تهاجمهم بشراسة في الوقت الذي تترك فيه مواقع الجهاديين سليمة دون أذى.

لكن رغم الخطوط التي تفصل الجيش السوري الحر عن الجماعات الجهادية، فإن الصراع لم يمنع قادة الجيش السوري الحر من العمل مع المقاتلين الذين كانت شراستهم في المعركة كبيرة، وقد ساعد ذلك في إحداث تباين بين تصريحات قادة المعارضة في المنفى الرافضين للمتطرفين وعقيدتهم وتصرفات القادة على الأرض المتلهفين لأي مساعدة يمكنهم الحصول عليها.

ويقول أبو عمر: «نحن نواجه اتهامات ضخمة بأننا ننفذ أجندات أجنبية لتقسيم مجموعات الثوار السوريين أو أننا عملاء لنظام الأسد. لكننا نحن من نفذنا عمليات عسكرية كبيرة ضد نظام الأسد. وعندما نقاتل ضد أي موقع عسكري إما إن نحصل عليه أو أن نستشهد في سبيل الله».

 
   
 


 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced