منفذ غزوة "العدل": صوّرنا الوزارة من الداخل بكاميرا خفية
نشر بواسطة: Adminstrator
الإثنين 12-08-2013
 
   
..ومفخخاتنا تتجاوز السيطرات بسهولة

بغداد / المدى

أعمى التعصب بصيرته، ودفعه إلى العنف والقتل و"الإرهاب" قبل أن "يدمر" حياته وعائلته بيديه، هذه باختصار شديد قصة النائب ضابط في الجيش السابق، أبو أحمد، (مواليد 1973)، الذي "تورط" بالانضمام للقاعدة من خلال ابن عمه، وتدرج بالتنظيم حتى أصبح من مسؤوليه الكبار في بغداد، ومن المنفذين البارزين لعملية "غزوة" اقتحام وزارة العدل، قبل أن يتم اعتقاله وسط بغداد مؤخرا.
ويكاد أبو أحمد، يقنع من يشاهده للوهلة الأولى، بالبراءة و"الوداعة" وهو يرتدي "قناع التقوى" الذي درّب عليه من خلال "الدروس الشرعية" التي "غسلت دماغه" وغرست مفاهيم التعصب في نفسه وعقله، كباقي أفراد القاعدة بهدف تمكينهم من "التأثير على الآخرين وإقناعهم فضلاً عن المماطلة والتمويه وعدم الإفصاح عن المعلومات"، أو هذا ما شعر به مراسل (المدى برس)، الذي حصل على موافقة الجهات الأمنية المعنية للقاء أبو احمد في معتقله، على مدى نحو ساعة، لم يدل خلالها إلا بـ"القدر اليسير" من المعلومات التي يمتلكها برغم المناصب "الحساسة" التي تولاها والعمليات التي نفذها سواء ضد القوات الأميركية أم العناصر الأمنية أم المواطنين الأبرياء، على مدى أكثر من ست سنوات.
وأبو أحمد، كما يكنى، أب لثلاثة أولاد وبنت، خريج الدراسة المتوسطة، ومتطوع في الجيش العراقي السابق برتبة نائب ضابط في الحرس الجمهوري، حتى نيسان 2003، حين حل الجيش السابق.
وكانت وزارة الداخلية كشفت، في السادس من الشهر الجاري، عن مجموعة من "الإرهابيين التابعين لولاية بغداد"، الذين شاركوا في اقتحام وزارة العدل، وبينت أنها ستعرض المزيد منهم لاحقاً.
كنت أشرب الخمر
برغم أن تنظيم القاعدة، وضع على لائحة أهدافه تحريم الخمر ومحاربة وقتل من يتناوله أو يتاجر به، إلا أن أبو احمد لم ينكر بأنه كان يشرب الخمر، لكنه ارتبك حينما سأله مراسل المدى برس عن ذلك، ولم يجد طريقة للإفلات من السؤال الذي ربما لم يكن متوقعا بالنسبة له.
ويقول أبو أحمد في حديث إلى (المدى برس)، "أنا من سكنة منطقة الزعفرانية جنوبي بغداد، وكنت أعمل في تجارة الحديد في شارع السباع وسط العاصمة، بعد سنة 2003 وحل الجيش، وغادرت المنطقة إلى محافظة ديالى، سنة 2006 في بداية الاقتتال الطائفي"، ويضيف "دفعني ابن عمي، أبو أركان، للانخراط في صفوف تنظيم القاعدة للجهاد ضد الاحتلال الأميركي".
ويبين أبو أحمد، أن "التعصب المذهبي وكثرة التردد على المساجد وتكرار لقاءاتي بابن عمي وأصدقائه، ومشاهدة الأقراص المدمجة لعمليات التنظيم، جعلني أقرر الانتماء للقاعدة"، ويتابع "بايعت أحد الشيوخ الشرعيين في ديالى على السمع والطاعة وعدم مخالفة الأوامر".
ويوضح أبو أحمد، "شاركت في عدة عمليات ضد الجيش الأميركي سنة 2007 بضمنها عمليتان منفردتان، وقتلت عدداً من الجنود الأميركيين خلال تلك العمليات".
ويشير إلى أن "ما كانوا يتقاضونه من أجور من التنظيم يبلغ 50 ألف دينار لكل رجل ومثلها لزوجته و25 ألف دينار لكل طفل، يضاف إليها بدل الإيجار إن كان يستأجر داراً"، ويستدرك "لكن الهدف ليس مادياً في الانتماء بل هو الفكر، بدليل أنني كنت أنقل أثاث أفراد التنظيم المتنقلين بين بغداد وديالى بسيارة النقل الخاصة بي مجاناً".
العودة للتنظيم بعد الخروج من السجن
ويذكر أبو أحمد "اعتقلت في ديالى خلال عمليات بشائر الخير سنة 2008 بعد مشاجرة مع أحد أفراد الصحوة ووشاية الأخير بي"، ويبين أنه "في سنة 2010 أطلق سراحي بقرار من قاضي الجنايات في ديالى، وقررت العودة إلى الزعفرانية ملتحقا بزوجتي".
ويستطرد "عدت إلى الزعفرانية وعملت في بسطة لبيع الخضر في سوق جسر ديالى، جنوبي بغداد، وكنت أكسب ما لا يقل عن 25 ألف دينار يومياً"، ويتابع "استمر الحال هكذا لمدة أربعة أشهر حين التقيت صدفة بأبي إبراهيم الذي كان يعمل معي في ديالى، والذي أعاد تنظيمه ضمن قاطع الكرخ الجنوبي الذي يشمل مناطق الدورة والسيدية والبياع وغيرها".
ويوضح أن "أبو إبراهيم أوصلني إلى مسؤول قاطع الكرخ الجنوبي، أبو هدى، الذي أوضح لي بدوره أن عمل التنظيم قد تغير وتحول إلى استهداف الأجهزة الأمنية العراقية"، ويكشف أنه "بعد أربعة لقاءات ألقي القبض على أبو هدى"، ويواصل "لمدة خمسة أشهر عدت إلى الزعفرانية وافتتحت محلاً صغيراً من منزلي حتى التقيت صدفة في الكرادة، بكرار وهو أحد أفراد التنظيم الذي ابلغني باعتقال أبو هدى".
اعترضت على استهداف المدنيين
ويذكر أبو أحمد أن "كرار كان صحاب الفضل بإيصالي إلى أبو سيف، مسؤول قاطع الرصافة حينها"، ويسترسل أن "أبو سيف سلمني سنة 2012 وظيفة أمن الأفراد في قاطع الرصافة التي تتضمن متابعة أمور العائدين للتنظيم والتحقق منهم".
ويكمل "بعدها تسلمت منصب المسؤول العسكري لقاطع الرصافة وكان يأتمر بأمرتي العشرات من الجنود والمفارز الأمنية المتخصصة بالاستطلاع والاغتيالات"، ويؤكد "كنت أتسلم أوامري من والي بغداد أبو شاكر".
ويوضح أبو أحمد، أن "ارتباطي كان بوالي بغداد مالياً وإداريا لمعرفة تاريخ الغزوات وتسلم المبالغ المالية وتوزيع الوصايا" ويلفت الى أن "عمليات القاعدة بدأت تأخذ منحى سياسيا وتهدف إلى إقصاء الآخرين"، ويذكر أنه "لم يعجبني استهداف المدنيين وكتبت تقريراً بشأن العمليات، فقال لي أحد الشرعيين إن قتل المدنيين يشكل خطأ وارداً في عملنا".
الاستخارة حسمت تردد الانتحاري
ويؤكد مسؤول قاطع الرصافة في تنظيم القاعدة، لقد "أشرفت على العديد من العمليات في بغداد إلا أن أهمها غزوة اقتحام مبنى وزارة العدل، في آذار 2013، رداً على تنفيذ أحكام الإعدام حينها".
ويروي أبو أحمد، بعض تفاصيل العملية، التي "بدأت باستطلاع المبنى من الخارج ومعرفة المداخل وعدد الحراس". ويتابع أن "أحد أفراد التنظيم، ويدعى إبراهيم، قام بتصوير الوزارة من الداخل بواسطة كاميرا مخفية"، ويضيف أن "خمسة انتحاريين تم اختيارهم للعملية وتلقوا التدريبات على الاقتحام في منطقة النهروان، جنوبي شرق بغداد"، ويصف الانتحاريين بأنهم "لا يتحدثون مع أحد سوى على قدر السلام عليكم ورحمة الله وبركاته".
ويبين أبو أحمد، أن "التعليمات وصلتنا قبل عشرة أيام من العملية، وبدأنا الاستعدادات وتم تفخيخ ثلاث سيارات، واحدة في النهروان، والأخرى في حي البساتين، والثالثة في قاطع الكرخ الشمالي، في حين تم إعداد الأحزمة الناسفة من قبل أبو سعد"، ويؤكد أن "السيارات المفخخة تمر عبر نقاط التفتيش ببساطة".
ويبين "توجهت إلى منطقة العلاوي، وكنت على اتصال بمرافقي الانتحاريين لتوقيت العملية"، ويكشف عن "تردد أبو حسان، وهو أحد الانتحاريين المشاركين بالعملية، من مواليد 1968، بسبب الانتشار الأمني"، ويستدرك "لكننا تحدثنا معه وأقام صلاة الاستخارة ومن ثم عاد للمشاركة في العملية التي بدأت في الساعة الواحدة ظهراً وتمت بنجاح حيث فرحنا وكبرنا بذلك، وتم احراق الطابق الخاص بملفات أحكام الإعدام".
ويمضي أبو أحمد قائلاً، "لم أكن كباقي القيادات في التنظيم، أحمل سلاحاً خلال التجوال أو اللقاءات لضمان عدم الايقاع بنا كما لم أكن أستخدم الهاتف إلا في الضرورات حيث يتم إرسال رسائل نصية"، ويتابع أن "معظم العمليات المسلحة للتنظيم كانت تنفذ في الأشهر الأربعة الأخيرة، نصرة من باقي الولايات بسبب قلة الكادر في بغداد".
ويضيف أن هناك "أعضاء في القاعدة يسكنون بغداد ويعملون في ولايات المحافظات لأغراض النصرة".
ويبين أبو أحمد "تم اعتقالي في شارع السعدون، وسط بغداد، من قبل استخبارات الشرطة الاتحادية خلال اللقاء بنائب والي بغداد، في (الـ13 من نيسان 2013)، بينما كنا نتهيأ لتنفيذ غزوة في مناطق العاصمة، تتضمن 75 عملية خلال انتخابات مجالس المحافظات، بما يعادل 225 عبوة".
وتعرض مبنى وزارة العدل الواقع في منطقة العلاوي، وسط بغداد، يوم الخميس (الـ14 من آذار 2013)، إلى هجوم انتحاري تزامن مع تفجيرين وقعا في محيط الوزارة الأول على الطريق الواصل بينها ووزارة الخارجية، والثاني قرب معهد الاتصالات في منطقة العلاوي، وأسفرت تلك الهجمات عن مقتل ما لا يقل عن 22 شخصاً وإصابة 63 أخرين على الأقل.

 
   
 


 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced