العراق وإدارة أزماته.. تداخل بين الأجنبي والمحلي
نشر بواسطة: Adminstrator
الجمعة 16-10-2009
 
   
بغداد ـ البيان
  كيف يدير العراقيون ملف الأزمات المتلاحقة التي تحيق بهم؟ بعد أن خمدت نيران الحروب، وجاء المحتل ليتمدد على الأرض ويقدم الوعود بجنة الديمقراطية ونعيمها والحرية ومكاسبها، ماذا عن الملفات المفتوحة، الأمن الصحة، التعليم، السلطة، الثروة والهجرة وغيرها؟ في العراق، يعرف كل المشاركين في ما يطلقون عليها «العملية السياسية»، أن أمورهم ليست في أياديهم، كما هي أمور البلاد .
ومن البديهي أن لا يُسأل المسؤولون عن سبب السماح للأجنبي، وخاصة المحتل، بالتدخل في شؤون البلاد، أو التدخل في الصراعات الداخلية والخارجية، ولكن من الضروري التساؤل عما قدمه أولئك المسؤولون، وهم يعملون في ظل احتلال بسط سيطرته، وفرض إرادته ، وتصريحاتهم تتوالى بأنهم «لن يتصالحوا مع من تلطخت أياديهم بدماء العراقيين»، في الوقت الذي يؤكد رئيس الوزراء نوري المالكي: «إن الأميركيين لن يتصالحوا، أو يتحاوروا مع قتلة جنودهم»، معتبرا المحتلين هم «أهل الدار»، وكل ما اقترفوه أصبح شرعيا، وليس تدخلا في الشأن العراقي، أما الدول الشقيقة التي تنتقد الاحتلال، فهي بلا شك «تدعم الإرهاب»، وبالطبع ذلك ينطبق أيضا على العراقيين ممن لا يؤمنون بالعملية السياسية التي يديرها المحتل.
مركز «صقر» للدراسات، وهو مركز بحثي عراقي مستقل، ذكر بعض جوانب المشهد العراقي بعد 6 سنوات من الاحتلال، جاء فيه استنادا إلى إحصائية رسمية صادرة عن وزارة المرأة، هناك مليون أرملة حتى أواخر عام 2008 ، و4 ملايين يتيم بحسب وزارة التخطيط، وأكثر من مليوني قتيل وفق إحصائيات وزارة الصحة والطب العدلي، و800 ألف مفقود لا يعرف أهلهم عنهم شيئا، و340 ألف عراقي اعتقلوا في السجون الأميركية والعراقية بحسب إحصائيات مرصد حقوق الإنسان، من بينهم 120 ألفاً اعتقلتهم القوات الأميركية ثم أطلقت سراح غالبيتهم، لكن السلطات الحكومية أعادت اعتقالهم.
وهناك أكثر من 40 بالمائة من العراقيين يعيشون تحت خط الفقر، أضف إلى ذلك ما حدث من تدمير شامل للبنية التحتية، حيث توقفت90 بالمائة من المعامل الكبيرة والمصانع عن العمل، إلى جانب التدهور المريع في مستوى التعليم ما دفع منظمة اليونسكو لاتخاذ قرار برفع الاعتراف بشهادات الجامعات العراقية، ولا يخفى على أحد انتشار ظاهرة المخدرات بين طبقة الشباب وبصورة غير مسبوقة بحسب إحصاءات وزارة الصحة، بجانب ذلك وجود أكثر من 4 ملايين مهجّر بين الداخل والخارج لم يردوا في التقرير، وليست هناك تقديرات دقيقة لخسائر العراق المالية أثناء فترة الغزو والاحتلال، لكنها تصل بحسب بعض المراقبين إلى ثلاثة آلاف مليار دولار.
ويمكن القول دون تردد إن الاحتلال هو المسؤول الأول عن هذه المآسي التي حلت بالعراق، ومعه بالطبع أعوانه.
ويأتي الحديث عن «المصالحة الوطنية»، التي سعت إليها العديد من الأطراف العربية والإقليمية، دون جدوى، فمن لا يؤمن بـ «العملية السياسية»، لا مكان له في تلك «المصالحة»، التي لا يعرف العراقيون حتى الآن بين مَن ومَن!، سوى النطق بشهادة الموالاة.
وفي الجانب المقابل، هناك من يرفض أي حوار مع أنصار «العملية السياسية»، لاتهامهم بالعمل على تكريس الاحتلال، الذي جلب كل الويلات للعراق والعراقيين.
ولكن ليس هذا «مربط الفرس»، بالنسبة لمصطلح «تلطخت أياديهم»، والسؤال الكبير الذي يطرح نفسه هو: ألم تتلطخ أيادي أحزاب الحكومة، كلها، وميليشياتها، بدماء العراقيين!؟، أم أن أكثر من مليون شخص تمت تصفيتهم، بتهمة معارضة أو معاداة «العملية السياسية» والاحتلال، هم من الدخلاء!؟
يرى بعض المراقبين السياسيين، إن كل الأحزاب والجهات التي كانت تدعي أنها تحارب النظام السابق، بلا استثناء، «تلطخت» أياديها بدماء العراقيين، فهي كانت تقتل الضباط والجنود ومن يقع تحت أياديها ممن كانوا محسوبين على النظام الحاكم، حتى بلغ الأمر حد القتل العشوائي في أعقاب حرب 1991، الذي استهدف بشكل خاص العسكريين المنسحبين من جبهة القتال، كما شمل نهب ممتلكات الدولة، وقتل الموظفين في الدوائر الحكومية وعائلاتهم وأقربائهم.
الحكومة من جانبها تلقي مسؤولية القتل الجماعي للعراقيين، على دول الجوار، فيما يرى المحللون السياسيون أن «إلقاء مسؤولية البؤس القائم في العراق على الأميركيين وحدهم هو موقف بلا قيمة، لأن ثمة آخرين لا يقلون مسؤولية عنهم، وهم أولئك الذين عملوا في ظل الاحتلال وأداروا الحكومات تحت ولايته، إذ لا تنحصر مسؤولية هؤلاء في التعاون مع المحتل قبل وبعد احتلاله، بل تتجاوزها في سياق الأرقام إلى صناعة هذا الكم الهائل من البؤس، ولاسيما رموز الحكومات الطائفية، ومن تعاون معهم، بما يجعل حرب العراق تسجل بوصفها واحدة من أبشع جرائم التاريخ، تماما كما سيسجل رموزها من أميركيين وعراقيين بوصف أياديهم ملطخة بدماء العراقيين»، وجيوبهم منتفخة بثروات الوطن.ويبقى السؤال من بيده مفاتيح حل الأزمات في العراق.

 
   
 


 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced