الإنتهاء من تحالفات (سحب الثقة) والشروع بتحالفات (الانتخابات المقبلة)
نشر بواسطة: Adminstrator
الخميس 15-08-2013
 
   
بغداد (المسلة) -
آخر تصريح لناشطي الأزمات في البرلمان العراقي كان يوم (الثلاثاء 13 آب)، وكان للنائب حيدر الملا الذي طالب القوى السياسية (البرلمانية) بسحب الثقة عن رئيس الوزراء نوري المالكي ومن ثم مقاضاته.

وقبل الملا بأيام، كان النائب الدكتور أحمد الجلبي قد طالب بحل البرلمان والابقاء على الحكومة لتصريف الأعمال من أجل انتخابات مبكرة.

لا جديد في تصريح الملا الذي جاء على صيغة بيان شخصي، فالملا جزء من (كتلة) العراقية التي لم تعد كتلة واحدة، وموقف (الكتلة) منذ أشهر هو مع تغيير رئيس الوزراء، لكن الملا جزء من جماعة (التغيير) بزعامة نائب رئيس الوزراء صالح المطلك الذي بدا خلال الأسابيع الأخيرة أقرب إلى (التفاهم) مع رئيس الوزراء مما هو عليه مع (العراقية).

الجديد هو في المطالبة التي تقدم بها الدكتور الجلبي، وكانت على صيغة منشور في صفحة تحمل اسمه في موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، حيث تنسجم هذه المطالبة مع ما كان يدعو إليه رئيس الوزراء المالكي وكتلته (دولة القانون) قبل أشهر من حل للبرلمان وقيام الحكومة بتصريف الأعمال من أجل انتخابات مبكرة، وكانت هذه الدعوة تصطدم بمعارضة حاسمة من داخل (التحالف الوطني)، والجلبي والمالكي جزء منه، كما تصطدم بمعارضة أوسع من الشريكين الآخرين في البرلمان، التحالف الكردستاني والعراقية.

كان الحل الموازي لدعوة المالكي هو ما طرحة تحالف أربيل، في حينه، ويتمثل بالإبقاء على البرلمان، كجهة رقابية وتشريعية، و(تشكيل) حكومة تصريف أعمال وليس (الإبقاء) عل الحكومة لتصريف الأعمال.

كان عامل الزمن وتقدمه يدعم صبر المالكي على ما يجري ضده وذلك في لحظة بدا فيها (تحالف أربيل) ينتظر مفاجأة ما يعوض بها فشل جمع التواقيع الكافية لسحب الثقة.

وعملياً لم يعد اليوم تحالف أربيل بالتماسك الذي كان عليه قبل أشهر، ولعل (تفاهماً) بين رئيس الوزراء نوري المالكي ورئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني ما زال في طور الاختبار والانضاج هو ما ينهي ذلك التحالف أو يلغي مسوغاته، في الأقل لطرفه الأساس، حكومة الإقليم في أربيل.

لا تبدو أربيل، ولا الكتل التي كانت متفقة معها، في عجل من أمرها لإعلان انتهاء (التحالف) الذي كان هدفه الأساس الإطاحة بالمالكي، لكن فتور حماسة الكرد في تبني مشروع التحالف من جانب، واضطرار كتلة الأحرار إلى مواصلة اعتراضاتها وصراعها ضد رئيس الوزراء بشكل منفرد وابتعادها عن دوافع رئيس مجلس النواب أسامة النجيفي ونوع مطالباته ضد السلطة التنفيذية ورئيس الوزراء هي تعبير عن المأزق الذي يبدو أن تحالف أربيل قد انتهى إليه.

في هذه التغيّرات لا أحد من الأطراف يريد قطع الخيوط المتشابكة.

صالح المطلك الأقرب إلى رئيس الوزراء لا يريد القطع مع (كتلته) العراقية فيتحمل حيدر الملا، الأقرب إلى المطلك، مواصلة الصلة (بالمطالب) مع (العراقية) وبصيغة بيانات وتصريحات شخصية، فيما (التفاهمات) التي يجريها المطلك مع المالكي تتخذ من العمل بإطار الحكومة ستاراً لاتفاق سياسي محتمل.

أربيل، وضمن السياسة الكردية البراغماتية، هي الأخرى لا تريد انهاء التحالف الذي انطلق منها، فهي تعمل في إطار حكومي (لإنهاء المشكلات العالقة بين المركز والإقليم)، وهي مشكلات إن انتهت فتنتهي بتتويجها باتفاقات سياسية، بين المالكي وبارزاني، قد يجري العمل على تأخير تأكيدها، من قبل الجانب الكردي، وذلك لضمان عدم خسران (التحالف) الذي بات أكثر هشاشة.

الكل بات يدرك أن عامل الزمن حاسم في مثل هذه التحالفات وفي الموقف من الحكومة ومشكلات العملية السياسية.

فقبل التفكير بتوازن القوى وتباين المصالح والدوافع، وهما ما منعا مشروع سحب الثقة من التحقق، فإنه لا يمكن في مثل هذا الظرف، وفي هذه المدة المتبقية على الانتخابات المقبلة، التفكير جدياً سواء بحل البرلمان أو حل الحكومة أو كليهما معا.

التفكير العملي الآن هو في الكيفية التي يجري بها الانتقال بأكبر ما يمكن من التحالفات والتفاهمات من مشروع اسقاط حكومة المالكي إلى مشروع الانتخابات المقبلة، وهذا هو ما يمسك بالجميع ويمنعهم من إشهار الموقف من (التفاهمات) البينية التي اطاحت بالتحالفات.

راقبوا الصمت على الخلافات، صمت تفرضه الحال، وانتظروا الرسائل غير المباشرة، رسائل التفكير تحت هاجس الانتخابات.

تصريحا النائبين، الجلبي والملا، مثال على هذه الرسائل غير المباشرة، رسائل تذهب باتجاهات متعاكسة، لكن ريحاً واحدة تحملها، ريح الانتخابات المقبلة.

 
   
 


 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced