بعد سنوات من التجهم والخوف.. بغداد تبدأ رحلة الفرح وتضج بسيارات الاعراس
نشر بواسطة: Adminstrator
الأربعاء 21-10-2009
 
   
طريق الشعب
  شوارعنا التي كانت خالية من شجيرات البسمة اخذت هذه الشوارع تسقى من مياه الحب والافراح العراقية هذه الافراح التي كانت مشنوقة في فوهات بنادق المسلحين..الافراح التي أُريد لنا ان نؤجلها.



افراحنا التي تخرج من صناديق ضحكاتنا التي فتحناها بعد ان عرفنا ان الحب وحده هو الباقي وهو الابيض الازلي في بغدادنا برغم القيامات المتتالية على شوارعنا التي ازدادت قوة وتمسكاً بالحياة والحب.. ومن هنا بدأنا نتلمس الاراء التي ضجت بالصباحات الجميلة وهي تعانق ضحكات بغداد  اذ قال علي عبد الخالق، صاحب محل لتزيين سيارات الأعراس في حي الكرادة ببغداد “بدأت العمل في هذه المهنة قبل 15 عاما وكان مردودي المالي منها جيدا، الا اني اضطررت في السنوات الأخيرة الى اغلاق محلي بسبب العنف وانحسار ظاهرة الزفاف ما دفعني للبحث عن مهنة أخرى”. وأضاف عبد الخالق أن “الحال في بغداد تغير الآن، وعادت الزفة إلى الشوارع ورجعت إلى مهنتي الأصلية التي أحصل منها على مورد مالي جيد”. وأوضح أن “زفاف الأعراس في العراق تقليد متوارث ويمارس عادة في يومي الاثنين  و الخميس من كل أسبوع”، لافتا إلى أن “عودة ظاهرة الزفاف إلى الشوارع أنعشت مصالح أصحاب السيارات الحديثة التي تستخدم للزفة”. وبين أن “الزفة الشعبية عادت مجددا في شوارع وازقة بغداد وحتى في المناطق التي كانت تشهد حالات عنف اكثر من غيرها، وسبب ذلك يعود الى الاستقرار الأمني النسبي الذي تشهده البلاد حاليا”. وفي السياق ذاته، قال المواطن دريد علي “أشعر بسعادة غامرة وأنا اشاهد عودة مواكب الزفاف إلى شوارع بغداد من جديد ترافقها اصوات الموسيقى  وذلك بفضل التحسن الامني الكبير”، مبينا أن “العراقيين تحملوا من الالم والمرارة بمافيه الكفاية ولابد أن تعود الحياة لسابق عهدها”. وأوضح علي “كانت الاعراس في الاعوام السابقة تجرى بسرية ولم يجرؤ احد على ممارسة افراحه بشكل اعتيادي بسبب تربص  المسلحين لهم  ودعا علي “المحتفلين في حفلات الزفاف إلى الامتناع عن اطلاق العيارات النارية لأنها قد تتسبب في مشاكل تعكراجواء الفرح”. وقال المواطن احمد ابراهيم ان الافراح بالرغم من انها كانت في السابق تتم خلسة  نظرا للوضع الامني المضطرب والامور المتشابكة الا انها  في الوقت الحاضر تتم بجمال وحب وافراح علنية تبهج الناظر حتى اني قد تزوجت قبل فترة بسيطة وسط احتفال الاهل والاقارب وسار موكب العرس في شوارع بغداد  التي عادت الروح اليها . فيما قالت وصال قاسم، طالبة، ان زفاف العروس في الاعوام السابقة  كان يتم خلسة عبر اخذها إلى بيت الزوجية دون اجراء اي مراسيم”. وأوضحت قاسم أن “الامر تغير الآن، فالحياة في بغداد عادت إلى سابق عهدها وسوف تكون في الايام المقبلة افضل وافضل، كما أن الافراح تقام الآن في كل البيوت وتتوفر قاعات خاصة لذلك والجميع يمارسون طقوسهم دون خوف او خشية من احد”. في حين قال احمد كامل، سائق سيارة أجرة، “فعلا عادت الزفة الشعبية، وعادة ما تستأجر سيارتي للمشاركة في هذه الزفات مابين الاحياء الشعبية”. وأعرب كامل عن استغرابه “كيف سمح اولئك المسلحون لأنفسهم بمحاربة طقوس وعادات العراقيين، فليس من المعقول انكار هذه الموروثات التي باتت متأصلة في تقاليد الشعب العراقي، كما أن كل شعوب العالم تحتفل بالاعراس والمناسبات، والعراقيون حالهم حال بقية المجتمعات لهم طقوسهم الخاصة ولابد من الحفاظ عليها”. وبين كامل أنه “عادة ما تستأجر العوائل العراقية فرقا موسيقية تواكب الزفات الشعبية ويرقص جميع ذوي العريس والعروس على نغمات ما تعزفه هذه الفرق”. وتظل بغداد بشوارعها وازقتها تستقبل مواكب الفرح المليئ بالأنتماء للحياة

 
   
 


 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced