«مناسبات الحزن في كربلاء» مواسم للربح والتجارة
نشر بواسطة: Adminstrator
الخميس 14-11-2013
 
   
وكالات
اعتادت أم غفران، 43 عاما على استقبال أول أيام السنة الهجرية من شهر محرم بارتداء الملابس السوداء. هي عادة ورثتها عن والدتها، التي ألزمت نفسها بارتداء الملابس السوداء في محرم كما الزمت ابناءها ومنهم أم غفران وأوصتهم قبل وفاتها بالالتزام بهذه العادة.
وبدت أم غفران واثقة وهي تتذكر وصايا والدتها وحرصها على شراء الملابس السوداء لأبنائها قبل شهر محرم، وحرصت هي بدورها على نقل هذه العادة إلى أبنائها الخمسة، فهم جميعا ملزمون بارتداء الملابس السوداء.
تقول أم غفران "لست وحدي من تحرص على هذه العادة فالكثيرون يرتدون السواد وآخرون يعلقون الرايات السود على أسطح المنازل وكثيرون ينشرون الاقمشة السوداء على الجدران الداخلية لغرف الضيوف في مساكنهم".
الكثيرون يعتبرون ارتداء الملابس السوداء في عاشوراء مظهراً من مظاهر التعبير عن الحزن، أما تجّار الألبسة والأقمشة فيعتبرون شهر محرّم موسماً لتجارة رائجة تحقق المزيد من الأرباح، فجميع أصحاب المحال التي تبيع الملابس والأقمشة يستعدون بشكل جيد لمناسبة عاشوراء وينتظرونها بفارغ الصبر.
تؤكد أم غفران إن "أسعار الملابس السوداء تزيد من سنة لأخرى وقدّرت تكاليف شراء الملابس السوداء لها ولابنائها الخمسة بنحو (150) ألف دينارأي ما يعادل نحو ( 115 دولاراً ) وهي تعتقد إن أصحاب المحال التجارية الخاصة ببيع الملابس يربحون كثيراً في عاشوراء.
وعلى بعد خطوات من المحل الذي وقفت عنده أم غفران كان حسين شهاب أحد تجّار الأقمشة ينادي على بضاعته بصوت مرتفع "تنزيلات.. تنزيلات بضاعتنا متينة ورخيصة".
قال حسين إنه "تبضّع لعاشوراء بضاعة قيمتها خمسة ملايين دينار توزعت على شراء ملابس رجالية ونسائية وولادية مختلفة الاحجام والمقاسات" وهو لا يعتبر المبلغ الذي تسوق به لشهر محرم كبيراً قياساً بآخرين تسوقوا بأضعاف هذا المبلغ.
وقال "المحل الذي أملكه صغير ولا يتسع للمزيد من البضائع بعكس تجّار آخرين يملكون محال واسعة تبضّعوا بمبالغ كبيرة بهدف تحقيق أرباح واسعة خلال هذا الشهر".
ويدرك حسين أنه لم يكن مقامراً حين اشترى بضاعة يزداد الطلب عليها في أيام معدودات، فالتجربة علمته أن المناسبات الدينية الحزينة متكررة ويمكن أن يبيع ما يتأخر بيعه في هذه المناسبة في مناسبات تالية.
وقال "ربما أبيع جميع البضاعة التي أشتريتها في شهر محرم الحالي وربما يبقى قسم منها فأبيعه في مناسبة الأربعين بعد نحو شهرين أو مناسبات أخرى لاحقة".
وليس بعيداً عن محل حسين ازدحم عدد من النسوة أمام محل الحاج جلال الصفار لشراء الأقمشة السوداء وكنّ يشترين أطوالاً مختلفة من الأقمشة السوداء بهدف نشرها في غرف الاستقبال في منازلهن إظهاراً للحزن وخصوصاً ممن اعتدن على إقامة مآتم العزاء خلال شهر محرم من كل عام.
وتقام مجالس العزاء في عاشوراء في سرادق وهيئات خاصة تُنصب في شوارع المدينة، كما تقام في منازل الكثير من المواطنين ممن اعتادوا على اقامة هذه المجالس.
وكنوع من التقليد اعتاد النسوة على شراء عشرات الأمتار من الأقمشة السوداء ونشرها على الجدران الداخلية لغرف الضيوف في منازلهن، ويقدّر الحاج جلال مبيعاته بمئآت الأمتار وقال "أصحاب المواكب والهيئات واصحاب الحسينيات اشتروا بعضها والمواطنون أشتروا المتبقي منها".
ويصف الصفّار أرباحه من بيع الأقمشة السوداء في شهر محرم بالجيدة، ويقول "لولا تحقيق التجّار لأرباح جيدة من تجارة هذا النوع من الأقمشة لما حرصوا على المتاجرة بها".
وقال "زبائننا ليس فقط من العراق بل أيضا من دول عربية واسلامية يشترون بضاعتنا باستمرار ويزداد الطلب عليها في شهر محرم".
أما أبو عامر فيتحفظ عن التصريح بحجم الأرباح التي يحققها من بيع الملابس السوداء في شهر محرّم، ويقول إنه لا يملك أرقاماً دقيقة لحجم مبيعاته لكنه لا ينفي إن أصحاب المحال يعتبرون شهر محرّم وخصوصاً الأيام العشرة الأولى منه موسماً مربحاً لبيع الملابس بشكل واسع.
ورغم تأكيد أبو عامر بأن معظم الباعة يتكتمون على أرباحهم خشية الحسد، لكن واقع الأسواق في كربلاء وانتشار باعة الأرصفة في المناسبات الدينية بشكل لافت يشيرا إلى أن مواسم الحزن في كربلاء هي مواسم للتجارة المزدهرة والربح.

 
   
 


 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced