نساء عربيات.. حريتهن تضاهي حياتهن
نشر بواسطة: mod1
الثلاثاء 26-11-2013
 
   
ميدل ايست أونلاين

نساء عربيات جمعهن التمرّد على نواميس المجتمع وإرادة التحرر من قيوده، حاربن ذكوريته بجرأة، ورفعن أصواتهن عاليا منشدات أن صوت المرأة ثورة لا عورة، لم يكترثن لردّة فعل المجتمع بقدر ما اكترثن للدعوة إلى التحرر.
ابتهال الخطيب صوت علا من الكويت، باحثة وجامعية، عرفت بجرأتها في تناول التابوهات، تملك فكراً تحررياً علمانياً سبب لها صداماً عنيفاً مع التيارات الدينية.
وتعترف الخطيب أنّ لها منهجا مختلفا في التفكير الذي تصفه بالليبرالي الحر.
ولا تأبه لردة فعل رجال الدين عندما تنتقد فتواهم، فقد رفضت مثلا الفتوى التي دعت الوزيرات الكويتيات لارتداء الحجاب بدعوى أنه مفروض على أساس عقائدي يتنافى مع الحرية الشخصية.
ولم تتردد عندما سئلت عن التجاهر بالإلحاد بأن تجيب أنّها مع أي توجه ديني سواء متطرف أو ملحد.

ولا تقف جرأة الخطيب عند هذا الحد بل ترى أنّ زواج المثليين هو حقّ يبنى على أساس المواطنة وليس على أساس ديني أو توجه جنسي. وعندما تتكلّم الخطيب على الثقافة الجنسية ترى أن من الواجب أن تدرّس في المدارس.
وتختصر الخطيب رسالتها في قولها "نحن في وضع صعب ووقت حار جدا علينا أن نتمسك بوحدتنا الإنسانية كبشر، فإن لم نتغلب على الكثير من الأمور الطائفية والتقسيمات السياسية والأصولية فسوف نفني بعضنا البعض لان الصراع على الأصل والطائفة هو خدعة كبيرة ووهم إنساني نحن خلقناه، فعلينا الانتباه إلى هذه الحقائق ونبدأ نتعامل على أن الإنسان ابن يومه وقيمته في عمله ليس في أصله وطائفته ولا لأنه يمتلك قدرا كبيرا من المال حينها سوف نبدأ بإنشاء مجتمع صالح وقادر على الوقوف أمام أي عائق ولدي الإيمان الكامل في المجتمع الكويتي بإذن الله".
ابتهال الخطيب عرفت بتمردها داخل مجتمعها وبدعوة نسائه إلى التحرر من خلال طرح أفكارها، وواجهت العديد من الانتقادات، والتشكيك في إسلامها لكنها لم تكترث وظلّت عينا تراقب وتدفع للتغيير مشهد الحريات.
من تونس نسمع صوت الباحثة والجامعية ألفة يوسف يجادل الإسلاميين في كل موضوع يُطرح في مجتمعها، ولعلّ ألفة يوسف كانت أكثر عمقا من ابتهال الخطيب لأنّها لم تدع مجتمعها بالكلام أو بالمقالات الصحفية ولكن بالكتب والمقاربات الفكرية النقدية، حيث أصدرت العديد من الكتب المثيرة للجدل على غرار "الإخبار عن المرأة في القرآن والسنة" و"الله أعلم" و"ناقصات عقل ودين" و"شوق" إلى جانب كتابها "حيرة مسلمة" الذي أثار جدلا واسعا.
إذ طرحت العديد من الأسئلة في قراءة جديدة للدين الإسلامي معتبرة أنه لا وجود لمقدسات في التفكير وأن الاجتهاد شيء أساسي لأي دين.
وركزت ألفة يوسف على موضوع "تعدد الزوجات" الذي لم يكن مطروحا في تونس، إذ أنّ القانون التونسي يمنع منعا باتا تعدد الزوجات، واستشهدت برفض الرسول الأكرم زواج علي ابن أبي طالب بامرأة ثانية على ابنته فاطمة قائلا "إنّ بني هاشم بن المغيرة استأذنوا في أن ينكحوا ابنتهم علي بن أبي طالب، فلا آذن ثم لا آذن، ثمّ لا آذن، إلاّ أن يريد ابن أبي طالب أن يطلق ابنتي وينكح ابنتهم، فإنّما هي بضعة مني يريبني ما أرابها ويؤذيني ما أذاها".
ولا تختلف ألفة يوسف في موضوع الحريات الشخصية عن نظيرتها الكويتية، فهي ترى أنّ المثلية الجنسية ليست شذوذا وأنّها حرية شخصية بحتة.
ولم تترك ألفة يوسف لا شاردة ولا وارد تتعلّق بالمرأة لم تكتب فيها، حيث قارعت في أطروحاتها فتاوى الفقهاء بكل جرأة ولم تكترث لأي ردّة فعل.
ولطالما دعت المرأة التونسية إلى التحرر أكثر فأكثر، وإلى التشبّث بحقوقها.. وعند المظاهرات كانت في الصفوف الأولى.. ما جعل بعض المتطرفين يحاولون قتلها مرتين.
ألفة يوسف اليوم تحت الحراسة الأمنية، وحياتها مهددة بسبب جرأتها ونقدها اللاذع للحكومة الإسلامية، لكنها لم تتراجع عن أرائها وأقوالها قيد أنملة.
ومن مصر تطلّ علينا الطبيبة الباحثة والناقدة نوال السعداوي التي ما فتئت تنتقد عادات مجتمعها والمجتمعات العربية حيث ترى أن من "الواجب أن يتغير مفهوم الإسلام وتتغير معه عادات المسلمين".

فترى في حجاب المرأة، مثلا، عبودية وتؤكد أنّ "تحجيب المرأة موروث تقليدي قديم مأخوذ من اليهودية، ولاعلاقة بين الحجاب والإسلام". وتقول باللهجة المصرية بكل سخرية "ليه الرجال قوامون على النساء؟ معقوله واحد جاهل يبقى قوام على وحدة دكتورة مثلا؟ وإذا كانت المرأة هي إللي بتنفق على الراجل يبقى إزاي الرجال قوامون"؟
وتطعن صراحة بأحد أركان الإسلام فتقول عن مناسك الحج "نص مناسك الحج مأخوذة من الوثنية، أنا نفسي أعرف بيضربوا إبليس إزاي؟ ونفسي أعرف بيعبدوا الحجر الإسود ليه، الحج يا جماعة عادة وثنية موروثة من عبدة الأصنام". وعن نظام الميراث الإسلامي ترى أنه ظلم المرأة كثيرا ومن حق النساء أن تطالب بتغييره".
ولطالما دعت السعداوي إلى ضرورة فصل الدين عن التعليم وخصوصا لدى الأطفال في بداية تعليمهم معتبرة أنّ تدريس الدين لدى الناشئة هو المعضلة الأساسية في الدول العربية، داعية إلى تدريب الطفل منذ الصغر على الإبداع.
هذه الآراء كفّرت من أجلها نوال السعداوي وطالب المتطرفون بفصل رأسها عن جسدها، مثلها مثل التونسية ألفة يوسف.
قد تختلف الآراء قليلا لكنهن يتفقن على كسر التبوهات وعلى إتباع طريق جديد يساوي مساواة تامةّ بين المواطنين والمواطنات في الحقوق والحريات، على أساس المواطنة لا على أساس الجنس.

 
   
 


 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced