عراقيات لم يسمعن بـ«اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة»
نشر بواسطة: mod1
الثلاثاء 26-11-2013
 
   
العالم/بغداد – غضنفر لعيبي

تتعرض سراب محسن الى عنف من قبل زوجها الذي يعمل في مجال التجارة، وتقول انه يضربها ويشتمها لأبسط الامور، وهي لا تمتلك سوى الصبر، مضيفة، ان "توفير كل اسباب الراحة داخل المنزل لا يمنعه من اهانتي وضربي".
وبينت سراب، وهي ربة بيت وحاصلة على شهادة جامعية، انها لا تعلم بوجود يوم خاص لوقف العنف ضد المراة، حالها مثل اخريات تحدثن لـ "العالم" عن تعرضهن للعنف من قبل الزوج او الاخ او الاب.
واشارت محسن، الى ان "العرف العشائري والقانون يقفان غالبا مع الرجل، بسبب طبيعة المجتمع الذكوري في العراق والدول العربية عموما"، مبينة ان "سبب تحمل الضرب والاهانة من قبل الزوج، هو الحفاظ على اسرتي وابنائي، ولكي لا اقف في يوم من الايام في موقف المرأة المطلقة التي يزدريها المجتمع، لذلك اتحمل الاساءات التي تصدر عن زوجي".
فتاة اخرى في مقتبل العمر، اكدت لـ"العالم"، انها تعرضت للضرب بعد مرور 6 اشهر من زواجها. قالت، "زوجي بدأ يعاملني مثل الجارية (أكل ونوم وغسيل أطباق وملابس وجنس) اذ بدأت تصرفاته بالتغير وتلاشى الحب الذي طغى على فترة الخطوبة"، مضيفة ان "الحديث في وسائل الاعلام عن حقوق المرأة ومساواتها مع الرجل مجرد فعاليات رسمية تقتصر على طبقة محدودة من النشطاء، يقيمون الندوات والمؤتمرات ولا يطبقون كلامهم حتى مع زوجاتهم"، بحسب وصفها.
وتقول نورا صالح، التي انفصلت عن زوجها، إنه كان "يسكر ويضربني بدون اي سبب، ولم احتمل الوضع لأكثر من سنة واحدة، لذلك طلبت الطلاق، وانا الان في بيت اهلي معززة مكرمة".
من جانبها، قالت الناشطة المدنية فيان هاشم، إن "المرأة العراقية غائبة ومغيبة في الوقت نفسه، فبعض النساء لا يأخذن دورهن في بناء المجتمع ولا يمتلكن شخصيات اعتبارية تؤهلهن للمساواة مع الرجل، والمغيبات هن النساء اللاتي استطاع الرجل ان يفرض سيطرته عليهن، علما بأن عقل المرأة لا يختلف عن عقل الرجل، والاختلاف بين الجنسين هو اختلاف فسلجي فقط".
وبينت هاشم، وهي عضو البعثة الدولية للانماء الدولي في العراق، أن "اكثر من 60 % من النساء يتعرضن للعنف بسبب المرأة نفسها لأسباب مباشرة او غير مباشرة"، موضحة ان "سيطرة الرجل على المرأة فكرية وليست جسدية، اذ انها لا تطور قابلياتها وذاتها".
واكدت هاشم، أن "دور منظمات المجتمع المدني والنشطاء ضئيل جدا بالمقارنة مع حجم الانتهاكات التي تتعرض لها المرأة العراقية، وهي مجرد محاولات غير ناضجة للحد من العنف"، مبينة ان "الرجل يجب ان يسعى الى زرع الثقة في نفس المرأة وتثقيفها لأن احدهما يكمل الاخر". وتابعت، "يجب ان يكون وقف العنف ضد المرأة مطلب جماهيري لأنها هي الام وهي الاخت وهي الزوجة، وانها نصف المجتمع"، موضحة أن "المطالبة بحقوق المرأة اصبح مجرد مؤتمرات وندوات وحفلات شاي وبالونات اعلام وصور على شرف المعنفات، مع الاعتزاز بالقلة القليلة من الناشطات اللاتي يدافعن بصدق عن حق المرأة في حياة كريمة".

من جانبها قالت الناشطة النسوية سهيلة الاعسم، في حديث لـ"العالم"، ان "اغلب النساء في العراق لا يعرفن حقوقهن ولا يعلمن بوجود منظمات انسانية مهمتها الاساسية حماية المرأة ولا يعرفن بوجود يوم خاص بالعنف ضد المرأة وذلك بسبب انعدام الثقافة وقلة الوعي بصورة عامة، وللنساء بصورة خاصة"، مبينة، ان "المجتمع العراقي ذكوري وغير متحضر وينظر الى المرأة نظرة دونية، وكأنها اداة او سلعة بيد الرجال".
ومضت الى القول، "المرأة العراقية تعيش وضعا اجتماعيا واقتصاديا صعبا بسبب المجتمع العشائري السائد في المدن العراقية، وهي بالتأكيد ابنة مجتمعها وتجبر على التعايش مع وضعها، لذلك تتعرض الى اضطهاد الرجل".
وتابعت، "كانت لنا وقفة تضامنية بمناسبة اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة وسط بغداد قرب ساحة كهرمانة يوم امس الاول، وللاسف كان عدد الحضور قليل جدا، وبعد ان وزعنا البيان الختامي لمناهضة العنف ضد المرأة، سمعنا كلمات نابية من رجال لم تعجبهم مساواة المرأة معهم".
فيما قالت الناشطة النسوية بثينة السهيل لـ "العالم" ، ان "معظم النساء لا يعرفن اصلا بان هناك يوم اسمه العنف ضد المراة وذلك لان غالبيتهن لايدركن العنف الذي وقع عليهن بسبب التربية الذكورية".
وبينت السهيل ان "القانون العراقي لا يجرم العنف ضد المرأة حتى ان تقدمت بشكوى ضد الزوج او الاخ، لأنها ستعتبر خارجة عن المنظومة الاجتماعية الطبيعية للمجتمع العراق".

 
   
 


 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced